رمضان ولبس أقنعة الزيف والبهتان

> «الأيام» علي محمد خديش /الحمراء - لحج

> لقد خلقنا في أحسن تقويم، لكننا لم نرض بهذا الخلق وصنعنا لأنفسنا اصباغا لنظهر بمظهر أجمل في عيون الآخرين، فهل نحتاج لهذا أم إنها موضة العصر؟

لقد أصبح لدينا من الوجوه المصطنعة الكثير، نلبسها متى أردنا، وكثير منا يكون له في موقف واحد أكثر من قناع ويقوم بالدور بإتقان وينال درجة الامتياز في تمثيل القصة الهزيلة. إن المجتمع لا يخلو من أناس قلة لا تعرف لبس ذلك القناع، وهم المظلومون وفي قاع المجتمع، والسبب أن لهم وجها واحدا لا يتغير مع الظروف، وكأن الناس ملت ذلك الوجه فقانونهم يقضي بتبديله كتغيير الملابس الموضة وتقلبات الطقس.

عندما تسأل عن السبب فإن الاجابة المتوقعة هي التعليق على شماعة التقدم والتطور الحاصل في العالم، وأن هذا الفهم صادق يتقبله منطق العقل والدين.

الحياة والظروف المحيطة تحتم على بعضهم ترك جلودهم للبس جلود آخرين لتمثيل يناسب الدور المناط به حتى يكون ناجحاً في مقصده، إلا انه بمنظور الناس ذوي الخبرة والباع الطويل في الحياة أن هذا الفن له قواعد وأصول وليس كل من هب ودب يفهم فيه وليس من السهل تعلمه إلا عن طريق خبير مختص وحسن نية المتعلم.

كم من أناس جازفوا بارتياد حوض هذا الفن لكنهم أصيبوا بالفشل وخيبة الأمل، وحصدوا تأنيب الضمير، فيا ليتهم يفهمون ليكونوا ناجحين في الحياة من حياة الفشل المرير لأنهم من الذين يرتبكون من أول محاولة لعدم القناعة وعدم فهم القواعد والأصول.

يفزع صاحب النية المتقلبة ويهرب من خشبة مسرح الحياة إلى الشارع مرتدياً القناع بالمقلوب فيضحك الناس من جهله ويجلب لنفسه السخرية والاحتقار، وأصبح لا ينتمي إلى هؤلاء ولا إلى أولئك، ينظر اليهم وفي عينه التمني أو الندم لعدم الثبات والصبر.

فمتى يحين الوقت للتخلص من هذه الظاهرة في هذا الشهر الكريم لنظهر بوجوه حقيقية ونرى أنفسنا كما هي دون رتوش ومساحيق ودون رجعة، ولنلبس أقنعة أخرى تناسب هذا الشهر الكريم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى