> «الأيام» فهمي سالم السعدي / الإمارات

لقد استفحلت في اليمن ظاهرة غير مستحبة هي ظاهرة الشحاذة، فهل يعقل أن اليمنيين المعروفين بعزة النفس يمدون أيديهم! إن تلك الظاهرة أصبحت موضة، نحن لا ننكر ارتفاع أسعار المواد الغذائية واتساع رقعة الفقر ولكن الإنسان لا بد أن يكون عزيز النفس، لماذا نفعل ذلك ونحن قادرون على الإنتاج؟

وقد لاحظت ولاحظ الكثير ممن يأتون لزيارة اليمن أن هناك شبابا وأطفالا ونساء وشيوخا يشحذون ويمدون أيديهم للناس.

يمكن تفهم ما يقوم به العجزة والنساء لكن أن يلجأ الشباب للشحاذة فهذا ما لايمكن القبول به، لأنهم قادرون على العطاء والكسب من غير أن يمدوا أيديهم لأي كان.

لماذا نشوه صورة بلادنا ونجعل الزائرين ينفرون؟

الفقر ليس عيبا ولكن العيب هو ما يقوم به أولئك العالة، اسأل نفسك أيها الشحاذ، هل ترتاح عندما تمد يدك وتشحذ؟ كيف ستربي أولادك؟ وهل تطيب نفسك وأنت تطعمهم من الشحاذة؟

أنا أعتبر ذلك عملا غير حضاري لأن بلادنا فيها خيرات، فلماذا لا تعمل أي عمل شريف تسترزق منه، فليس عيبا أن تعمل، ولا تنس أنك يمني معروف بعزة النفس، والموت أهون من أن تمد يدك.