> «الأيام» علوي بن سميط:

الفرقة الموسيقية العسكرية التراثية
يوم العيد هو ذاته في ديار المسلمين.. فمع ساعات الصباح التكبير تلهج به الألسن وصلاة العيد يؤديها المؤمنون وعقب ذلك يتجه الناس إلى منازلهم أو إجراء اتصالات التهاني إلا أنه في شبام يمتاز بالاحتفاء الجماعي بإضافات ذات نكهة وعادات موغلة في القدم.
فالزينة في شبام من معالم العيد.. الكبار والصغار يتزينون بملابسهم الجديدة والبنات الصغار يزهون بحليهن وابتسامات الصغار المحمولين على أكتاف آبائهم تدلل على عظمة العيد، وكعادة الجميع يتوجه الناس إلى جامع شبام للصلاة وخطبتي العيد فيما تنتظر فرقة الطيالة المكونة من خمسة أشخاص مع رايتين تحت المسجد فيما الفتية والصغار في ساحة المسجد، وحتى بعض الكبار الذين أدوا صلاة العيد خارج أسوار المدينة الكل بانتظار خروج المصلين فتبدأ دقات الطبول من جماعة الطيالة الذين أتقنوا الضرب على المهاير، والطاسات، والمرافع، (أدوات الطيالة ـ أدوات إيقاع) وتتقدم هذه الفرقة الجموع التي انطلقت من أمام المسجد والعبور في عدد من الشوارع المؤدية حتى ساحة القصر أكبر ساحات المدينة، والكل كبارا وصغارا يقفون حول تلك الفرقة مثلما هو معمول به منذ عشرات السنين، بل أضحت عادة تاريخية.

فرقة الطيالة تحت جامع شبام أول أيام عيد الفطر
وظلت هذه العادة حتى اليوم يوم عيد الفطر والأضحى، الفرق أن الأمس سلطان أو من يمثله واليوم فإن الطيالة خلفها جميع الناس دون وجود لسلطان ومع ذلك بقيت العادة.
وفي الساحة تتوقف الطيالة وتؤدي فقرات من رقصة (البرعة اليافعية) - طبعا بدون جنابي - بعدئذ تبدأ جموع أهالي شبام التحرك من الساحة باتجاه البيوت فرادى وجماعات وبواباتها مفتوحة على مصاريعها ولن تجد بابا مغلقا ويتم تبادل التهاني: من العايدين .. عيدكم مبارك.

أهالي شبام متجمعين بساحة القصر
ففي العيد بشبام يحتفون بفرحة الطفل وإإدخال البهجة في نفسه ويشعر كل طفل بأن كل البيوت بيته ولا يشعر بغير ذلك.

الأطفال وفرحة العيد
وكما كانت منذ زمان.. الطيالة تبعتها أمس الفرقة النحاسية وبالطبع دون أدوات النحاس، فطبول هذه الفرقة وكذا الطيالة اخترقت الآذان واختلطت بزغاريد الفرحة، حيث المنازل المطلة على خط سير هاتين الفرقتين وجموع الناس.

أهالي شبام متجمعين بساحة القصر قبل الانطلاق للمعايدة
ومن الساحة العامة ينثر سكان مدينة شبام التاريخية تهاني العيد حيث يوجد عموم المسلمين ومن العايدين لكل قراء «الأيام».