من مظاهرالعيد دقات طبول (الطيالة) من تحت المسجد حتى الساحة العامة في شبام حضرموت

> «الأيام» علوي بن سميط:

>
الفرقة الموسيقية العسكرية التراثية
الفرقة الموسيقية العسكرية التراثية
يوم (الزينة) هو يوم العيد إذ تعم البهجة كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وفي شبام حضرموت تعم البهجة أسطح المنازل العتيقة العالية وتعج شوارع المدينة وأزقتها بالألوان الزاهية مختلطة بروائح البخور الزكية وتمتد الأيادي لتلتقي مصحوبة بكلمات مميزة: من العايدين.

يوم العيد هو ذاته في ديار المسلمين.. فمع ساعات الصباح التكبير تلهج به الألسن وصلاة العيد يؤديها المؤمنون وعقب ذلك يتجه الناس إلى منازلهم أو إجراء اتصالات التهاني إلا أنه في شبام يمتاز بالاحتفاء الجماعي بإضافات ذات نكهة وعادات موغلة في القدم.

فالزينة في شبام من معالم العيد.. الكبار والصغار يتزينون بملابسهم الجديدة والبنات الصغار يزهون بحليهن وابتسامات الصغار المحمولين على أكتاف آبائهم تدلل على عظمة العيد، وكعادة الجميع يتوجه الناس إلى جامع شبام للصلاة وخطبتي العيد فيما تنتظر فرقة الطيالة المكونة من خمسة أشخاص مع رايتين تحت المسجد فيما الفتية والصغار في ساحة المسجد، وحتى بعض الكبار الذين أدوا صلاة العيد خارج أسوار المدينة الكل بانتظار خروج المصلين فتبدأ دقات الطبول من جماعة الطيالة الذين أتقنوا الضرب على المهاير، والطاسات، والمرافع، (أدوات الطيالة ـ أدوات إيقاع) وتتقدم هذه الفرقة الجموع التي انطلقت من أمام المسجد والعبور في عدد من الشوارع المؤدية حتى ساحة القصر أكبر ساحات المدينة، والكل كبارا وصغارا يقفون حول تلك الفرقة مثلما هو معمول به منذ عشرات السنين، بل أضحت عادة تاريخية.

فرقة الطيالة تحت جامع شبام أول أيام عيد الفطر
فرقة الطيالة تحت جامع شبام أول أيام عيد الفطر
ففي السابق وإبان السلطنة تبدأ في الصباح هذه الفرقة التوجه بمعية السلطان أو نائبه من قصر الحكم حيث يسكن في أحد أدواره متوجهين إلى المسجد ثم العودة به من طريق آخر إلى القصر فيما الناس جميعا يتجمعون في الساحة كأنهم يحيون ولي الأمر.

وظلت هذه العادة حتى اليوم يوم عيد الفطر والأضحى، الفرق أن الأمس سلطان أو من يمثله واليوم فإن الطيالة خلفها جميع الناس دون وجود لسلطان ومع ذلك بقيت العادة.

وفي الساحة تتوقف الطيالة وتؤدي فقرات من رقصة (البرعة اليافعية) - طبعا بدون جنابي - بعدئذ تبدأ جموع أهالي شبام التحرك من الساحة باتجاه البيوت فرادى وجماعات وبواباتها مفتوحة على مصاريعها ولن تجد بابا مغلقا ويتم تبادل التهاني: من العايدين .. عيدكم مبارك.

أهالي شبام متجمعين بساحة القصر
أهالي شبام متجمعين بساحة القصر
وحتى الظهر فإن زيارات الأقارب والأصحاب والأهل مستمرة ويطلق عليها (العواد) وترحب البيوت بزائريها بالبخور (عود الصندل) ورشفات من شاي البخاري، فيما الأطفال يزورون كل بيت ليحصلوا على حق العواد (العيدية) وهي عبارة عن الشوكلاته، الحامض، المكسرات.

ففي العيد بشبام يحتفون بفرحة الطفل وإإدخال البهجة في نفسه ويشعر كل طفل بأن كل البيوت بيته ولا يشعر بغير ذلك.

الأطفال وفرحة العيد
الأطفال وفرحة العيد
وفي هذا العيد وإضافة لزينة الطيالة أعاد الأخوان صالح ودعان وسالم عمره عادة الفرقة النحاسية التي تصاحب السلطان إذا وجد يوم عيد في شبام ولاقى إحياء هذه العادة استحسانا وإن لم تكن فرقة نحاسية عسكرية ولكنها اقتراب من محاكاة الماضي إذ لبس عدد من الشباب بذلات وقبعات العسكر وانتظموا في سير عسكري على دقات (الدرم) وبنادق قديمة يطلق عليها البنادق العربية (تركية).

وكما كانت منذ زمان.. الطيالة تبعتها أمس الفرقة النحاسية وبالطبع دون أدوات النحاس، فطبول هذه الفرقة وكذا الطيالة اخترقت الآذان واختلطت بزغاريد الفرحة، حيث المنازل المطلة على خط سير هاتين الفرقتين وجموع الناس.

أهالي شبام متجمعين بساحة القصر قبل الانطلاق للمعايدة
أهالي شبام متجمعين بساحة القصر قبل الانطلاق للمعايدة
وتحية خاصة لأسرة آل خراز التي تبدع دائما وتتقن أسرار إيقاعات الطيالة وعاداتها وخط سيرها بل تدخل التفرد في الاحتفاء بالعيد.

ومن الساحة العامة ينثر سكان مدينة شبام التاريخية تهاني العيد حيث يوجد عموم المسلمين ومن العايدين لكل قراء «الأيام».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى