الموسوعة المزورة في التاريخ الإسلامي
> «الأيام» عبد الفتاح قاسم ناصر الشعيبي:
> في إحدى زياراتي إلى جمهورية مصر وفي مدينة القاهرة التي كنت أمكث فيها لعدة شهور، اعتدت على زيارة مكاتبها العديدة، التي تكتظ بالكتب المتنوعة العلمية والأدبية والتاريخية .. الخ، وبحكم تخصصي في التاريخ الإسلامي كانت تشد انتباهي دائماً عناوين الكتب المتعلقة بالفترة الإسلامية، فوقع نظري في إحدى المكتبات الخاصة بحي العتبة على عنوان لكتاب كبير الحجم يسمى الموسوعة الميسرة في التاريخ الإسلامي، وهو من إعداد فريق البحوث والدراسات الإسلامية (فدا) ومسجل على غلاف الكتاب أيضاً سجل شامل لأحداث التاريخ الإسلامي حتى وقتنا هذا، فقمت بشرائه لعله يفيدني بمعلوماته الواردة على صفحاته البالغ عددها ثمانمائة وأربع وتسعين صفحة، وعند مطالعتي لفهرس العناوين الواردة في نهاية الكتاب وجدت عنوان اليمن، فراح بي الفضول بل شوقي وشغفي لقراءة ما جاء تحت هذا العنوان من معلومات عن بلدي اليمن، وإذا بي أقف على أربع صفحات فقط دونت تاريخ اليمن وخصوصاً لأحداث قريبة العهد (ينظر ص 639 إلى ص 642)، أي منذ عهد الإمام يحيى حميد الدين حتى تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، وتلك الأحداث فبالإضافة إلى قلتها فإنها جاءت كذلك مليئة بالأخطاء اللغوية والمطبعية ناهيك عن الأخطاء التاريخية الجسيمة التي وردت ليس في الصفحات التي تناولت تاريخ اليمن فحسب بل وفي تاريخ كل قطر عربي وإسلامي ورد الكتاب، ففي تاريخ اليمن بالذات أوردت الموسوعة معلومات مفادها أن أول رئيس لليمن الجنوبي بعد الاستقلال هو عبدالقوي مكاوي، وأن رئيس لليمن الجنوبي بعد علي ناصر محمد هو أبوبكر السقاف، وهو رئيس الوزراء في عهد الوحدة اليمنية المباركة، وهو الذي قاد الانفصال عام 94م .
كما ورد أيضاً أن سد مأرب التاريخي هو من أهم أعمال العقيد علي عبدالله صالح الذي تولى الحكم في اليمن الشمالي بعد إبراهيم الحمدي، ضف إلى ذلك أن المعلومات التي وردت في الكتاب تضمنت أن اليمن اعترفت في اتفاقية الطائف المنعقدة بين اليمن والسعودية بتعبية نجران وعسير للسعودية.
وإذا كانت هذه الأخطاء التاريخية الفادحة لأحداث لايزال معاصروها على قيد الحياة، فكيف بأحداث قد ولى عليها زمن بعيد، فمن أين يتم استقاء تلك المعلومات الخاطئة، وأين الأمانة العلمية في تدوين تاريخ الأمة، وهل هناك حسيب أو رقيب على مثل هذه الإفعال؟؟
وأخيرا نقول لمن أعد هذا العمل: رغم الجهود المبذولة من قبلكم إلا أن سجلكم جاء غافلاً وليس شاملاً لأحداث التاريخ الإسلامي، وموسوعتكم مزورة وليست ميسرة، فاتقوا الله في تاريخ الأمة وتحروا الدقة في تدوين ذلك التاريخ .
باحث في التاريخ الإسلامي
كما ورد أيضاً أن سد مأرب التاريخي هو من أهم أعمال العقيد علي عبدالله صالح الذي تولى الحكم في اليمن الشمالي بعد إبراهيم الحمدي، ضف إلى ذلك أن المعلومات التي وردت في الكتاب تضمنت أن اليمن اعترفت في اتفاقية الطائف المنعقدة بين اليمن والسعودية بتعبية نجران وعسير للسعودية.
وإذا كانت هذه الأخطاء التاريخية الفادحة لأحداث لايزال معاصروها على قيد الحياة، فكيف بأحداث قد ولى عليها زمن بعيد، فمن أين يتم استقاء تلك المعلومات الخاطئة، وأين الأمانة العلمية في تدوين تاريخ الأمة، وهل هناك حسيب أو رقيب على مثل هذه الإفعال؟؟
وأخيرا نقول لمن أعد هذا العمل: رغم الجهود المبذولة من قبلكم إلا أن سجلكم جاء غافلاً وليس شاملاً لأحداث التاريخ الإسلامي، وموسوعتكم مزورة وليست ميسرة، فاتقوا الله في تاريخ الأمة وتحروا الدقة في تدوين ذلك التاريخ .
باحث في التاريخ الإسلامي