الدورة العربية تفتح ملف الخلاف بين الطرفين ..الوزارة واللجنة الأولمبية.. هدوء يسبق العاصفة

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

>
الجودو من الالعاب التي تميزنا فيها مؤخرا
الجودو من الالعاب التي تميزنا فيها مؤخرا
تجربتي وتجربتكم مع اللجنة الأولمبية اليمنية تقول بالصوت والصورة وشاهد الحال أنها «صورة» بالكربون من وزارة الشباب والرياضة.. وإن أي حديث عن دورها كاتحاد الاتحادات .. مجرد «شعارات» نوهم بها جاك روغ انتصارا لمبادىء«دي كوبرتان» في قبره.

ورغم هذه القناعة التي أسستها على قاعدة«إسأل مجرباً ولا تسأل طبيبا».. كنت ومن باب الطموح الجامح.. ونافذة القفز على الواقع.. أحلم بأن تكون علاقة اللجنة الاولمبية بوزارة الشباب والرياضة سمناً على عسل.. لإيماني الشديد بأن الرياضة اليمنية بدون انسجام وتناغم وتلاقح أفكار بين اللجنة الاولمبية ووزارة الشباب والرياضة ستبقى سامجة.. باهتة خائرة القوى - ليس لها من دلالات المعنى وأركان المبنى وأوزان المغني ما يمكن أن يرسم سياسة رياضية واضحة المعالم.. مهما اجتهدت اللجنة الأولمبية في إرسال «تلكساتها» إلى الدورات حتى لا يتعثر أحفاد «إبن بطوطة» في القرية الألكترونية ولأن دوام الحال من المحال.. فإن اللجنة الأولمبية بنيت أساساً على حق «ديمقراطي»يراد به باطل بدليل أن وزارة الشباب والرياضة احتكرت المناصب الأولمبية تحت شعار «الانتخابات» التي تفرز الأسوأ دائماً في ظل جمعية عمومية تحركها خيوط «وزارية» لتؤدي مشهداً «ثانوياً» قبل أن تعود «حليمة» لعادتها القديمة .. بدليل أن «طوفان» الانتخابات الأولمبية «الموجهة» ابتلع شخصيات من العيار الثقيل كالدكتور عزام خليفة الذي يستحق أن يتبوأ منصبا قيادياً أولمبياً بحكم أن للرجل بصمات «أولمبية» لا يمكن تجاهلها مهما اختلفنا مع الدكتور عزام كما أن الذي يثير الربشة حتى الآن رغم أن المسرحية الانتخابية الأولمبية قد رفعت الستار قبل عامين - سقوط- محمد عبده سعيد - الرجل الذي استسلم للكلام المعسول من قيادات وزارية تعطيك من طرف اللسان حلاوة.. والنتيجة أن اللجنة الأولمبية رغم أنها انفردت بمبنى خاص يفتح النفس الأمارة بالسوء.. الا أنها في الواقع نسخة مصغرة من وزارة الشباب والرياضة.. فأين الاستقلالية؟!

وفي الواقع ولأن في البحر قواقع.. فإن اللجنة الاولمبية اكتشفت عن طريق امينها العام الأخ محمد الأهجري.. وبعض الاكتشافات تطير البرج من النافوخ.. أن وزارة الشباب والرياضة قوضت أركان اللجنة الأولمبية.. وأنها تجاوزت حدودها إلى درجة تحديد هوية الألعاب المشاركة في الدورات الرياضية وأن دور اللجنة يقتصر فقط على مخاطبة المسؤولين عن الدورات.

قد يقول أحدهم - أنني أصطاد في المياه العكرة وأن الوزارة واللجنة الأولمبية عينان في رأس مصلحة مشتركة وأن الاعلام يريد أن يخلق من «الحبة قبة» على أساس أن الذي يحدث الآن بين الطرفين خلاف «ديمقراطي» من النوع الذي لا يفسد الود ولا القضية.. سأبادر بتقديم دليل لا يقبل الجدل ولا النقاش..وهو الدليل الذي حول شهر العسل بين الطرفين إلى «بصل».

أمين عام اللجنة الاولمبية بشحمه ولحمه ضاق ذرعاً من تدخلات الوزارة.. واتهمها بأنها تكبل اللجنة بسيولتها المالية وأن يد «الوزارة» مغلولة إلى «عنق» اللجنة الاولمبية.

دعوني أزيدكم من الشعر بيتاً.. فأمين عام اللجنة الأولمبية الذي حافظ على منصبه في «الانتخابات» بعد صراع ساخن مع مدير عام الاندية والاتحادات الأخ أحمد السياغي، عرى لجنته من ورقة التوت عندما قال: نحن قادرون على إلغاء مشاركة بلادنا في الدورة الرياضية العربية بالقاهرة ولكننا لن نفعل!!

وهنا أفتح قوسين أحدهما للاستغراب والآخر للاستفهام، فكلام الاهجري، شقه الأول - تحدي الوزارة وفضح «استعمارها» للعمل الأولمبي.. بما يعني أن الاهجري كان يعزف على «وتر» رئيس اللجنة الأولمبية اليمنية الأخ عبدالرحمن الأكوع.. الوحيد القادر على إيقاف الوزارة عند «حدها» باعتباره كان قائداً لثورة الانتخابات الأولمبية، لكن الأكوع حتى وهو يقترب من «لاءات» بوذا لم يصدر منه حتى الآن رد فعل يدين «الوزارة»على أقل تقدير.. فإن هذا «السكوت» الذي تراه الوزارة من «ذهب» دفع الاهجري إلى فرملة أعصابه و«لحس» تهديده طالما وأن رئيس اللجنة لم ينفعل أو يشجب ما تتعرض له «لجنته»من تدخل وزاري سافر أفرغ «لجنته» من محتواها العام..وما يثير «الحموضة» في صراع الوزارة مع اللجنة الأولمبية أن الطرفين لم يحددا من سيدفع ثمن «الوزن الزائد»عندما ستعود منتخباتنا من الدورة الرياضية العربية الشهر القادم.. فحتى في مسألة «الثواب والعقاب»لم يصلا إلى صيغة تضعنا على الأقل في «الصورة» وتابعوا مغامرات «دونكيشوت»بين الطرفين.

اللجنة الأولمبية.. نفضت يدها «مبكراً» من «تداعيات» المشاركة ،ففي حالة الفشل ستقول:«لست مسؤولة والوزارة هي المتهم الأول»..وفي حالة النجاح ستقول:« أنا من صحح أخطاء الوزارة وضخ الدماء الحارة في الجسد الأولمبي.. ولولاي لأصيبت «الوزارة» بجنون البقر.. لاحظوا معي أعزائي القراء.. أن اللجنة الأولمبية «داخلة» في المكسب و«خارجة» من الخسارة مثل الشعرة من العجين .. الوزارة هي الأخرى شددت قبضتها «الحديدية» على اللجنة الأولمبية من منطلق أنها هي«تمول»اللجنة وهي التي تضخ «الملايين» إلى الرصيد البنكي الأولمبي.. ولولاها لجفت «الحنفية»الأولمبية ولعادت إلى زمن ذلك «السوداني» المتعاقد الذي بنيت على كتفيه اللجنة الأولمبية مع أنه كان يشكو للغربان حاله البائس بعد أن أخذوه «لحما».. ورموه «عظماً» .. الوزارة ايضاً لا يخفض لها طرف رغم ان مصادرة حقوق اللجنة الأولمبية تتم هكذا عيني - عينك ولم تعد تتبنى عمليات إجهاض «سرية» بعد أن انشغل رئيس اللجنة الأولمبية بأعباء اضافية جمدت خدماته الأولمبية .. إلى متى؟! لا ندري!!!

وما يضحك في مسلسل «شر البلية» بين الوزارة واللجنة الأولمبية.. أن الأمين العام للجنة الأولمبية الأخ محمد الاهجري يبدو وحيداً في حرب «التكتلات» الوزارية.. فالرجل لا يستطيع «ترويض» أعضاء اللجنة الأولمبية لأنهم هم «وقود» الوزارة و«حطبها» أيضاً وأي تصويت «ديمقراطي» على مشروع مشاركة فإن الغلبة للوزارة.. وبين «حانا» الوزارة و«مانا» اللجنة الأولمبية..ضاعت «لحانا» وأجري وأجركم على أرحم الراحمين.

أمين عام اللجنة الأولمبية يهدد بالثبور وعظائم الأمور في محاولة لإيصال«صوته»المبحوح إلى رئيس اللجنة الأولمبية لأنه يعلم أن الأكوع هو «الجوكر» وأن تدخله ضد «الوزارة»سيقلب الأمور رأساً على عقب- خصوصاً إذا أيقن بأن كل الذي «بناه» عندما كان وزيراً كان «صرحاً» من خيال فهوى مع اصراره على عدم إبعاد مرشحي الوزارة في الانتخابات.. وهاهي اللجنة الأولمبية التي طالما ناضلنا لأن تصبح «مستقلة» باعتبارها «أم الاتحادات» تشرب من كأس انتخابات «انفعالية» الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود!

كرة القدم اعتذار دون اعلان اسباب
كرة القدم اعتذار دون اعلان اسباب
وإذا كان الأكوع قد أسس لانتخابات «أولمبية» غاب عنها «الكيف» في ظل «كم» مهول من أعضاء لا يفرقون بين «المفروض»و«المرفوض» فإن في وسع الرجل إصلاح ما أفسده «عطار الانتخابات».. ودخول التاريخ الأولمبي من أوسع الابواب.. كيف؟!

بإمكان الأكوع الذي لم يعد «وزيرا» أن يفرض اللجنة الأولمبية ككيان«مستقل» بذاته لا يخضع لوصاية «وزارية» وكلنا نعلم بأن «ثقل» الأكوع قادر على فض الاشتباك بين الوزارة واللجنة وتحرير «رقبة» اللجنة من مقصلة «الوزارة».

ليس هذا فحسب ففي وسع الأكوع ايضاً أن يعيد صياغة قانون الانتخابات بحيث يقطع «دابر» الوزارة بمنع مسؤوليها من دخول الانتخابات بحيث يمكننا أن نفهم أن اللجنة إطار «أهلي» تقوده قيادات «واعية» و«مجربة» لم تأت بها حسابات «البقال» لإرضاء الطبيب الجراح «جاك روغ» وإنما جاءت بها جمعية عمومية لا تخضع لقانون «حسيب» ولوائح «رقيب»، حتى لا تتكرر المأساة الحالية وحتى لا تقول الوزارة للأهجري أو غيره «لوائحكم بلوها واشربوا ماءها» .. الدورة الرياضية العربية على الابواب.. وإذا كان فيكم من يكتم السر.. فإن المشاركة تحولت إلى«مزاد» علني أمام الألعاب.. فالمشاركة من عدمها تعتمد على قرب «هذا» الاتحاد أو «ذاك» من أقطاب الكرم والمكارم في الوزارة.. في حين «يجعجع» الاهجري في مبنى اللجنة الأولمبية دون أن نرى طحينا في الأفق.هناك من يظن - وبعض الظن ليس إثماً - أن الأخ عبدالرحمن الأكوع رئيس اللجنة الأولمبية يتعمد «تجاهل» ما يحدث للجنته من «تهميش» وتدخل سافر في الشؤون والشجون الأولمبية وأنه يتعامل مع سيناريو الأحداث بهدوء يسبق عاصفة المواجهة المرتقبة مع الوزارة لكنه يحتاج إلى «مسمار» جحا ليدخل «حلبة» الصراع على طريقة واثق الخطوة يمشي ملكاً.. وبمعنى أدق بحاجة إلى «ذريعة» للإنقلاب على الوزارة وإدانتها رسمياً.. لذا فإن الرجل ينتظر بفارغ الصبر ما ستؤول إليه مشاركة بلادنا في الدورة العربية بالقاهرة.. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم فإن حدث الاخفاق المتوقع فإن العاصفة ستقتلع «أوتاد» الوزارة وماخفي كان أعظم!أما إذا حدث ما لم يكن في الحسبان وفازت بلادنا بما لذ وطاب من الميداليات فإن المواجهة ستتأجل إلى «أولمبياد بكين» العام القادم.

ولأن الأولمبياد العالمي «سمين» والقيادات الوزارية مجانين سياحة ومدمني بوفيه مفتوح مع ربط الأحزمة، فإن الصراع بين الوزارة واللجنة قد يدفع بالطرفين إلى اداء دور «توم» و«جيري» مع الاحتفاظ بالبث الحصري للعبة الدامية بين الطرفين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى