الملك الأحمدي الذي صان عرشه:أبدع لاعبا وانتصر مدربا وأصبح رئيسا حكيما لناديه ..الملك يحلم بتوحيد الصف الداخلي لإعادة احراز كأس التفوق

> «الأيام الرياضي» علي صالح أحمد:

> بعد نكسة عام 2007 التي حلت بفريق نادي التلال لكرة القدم ومنذ تاريخ 4 أغسطس بتحديد يوم المباراة الفاصلة والتي عمدت الهبوط رسميا من آثار وأحزان بهبوط عميد أندية الوطن إلى الدرجة الثانية على أبناء عدن جاءت البشارة من المدينة الباسلة مدينة الشيخ عثمان معقل نادي الوحدة العدني تحمل إلينا خبر صعود الاخضر العدني إلى مصاف أندية الدرجة الأولى ليخفف من وطأة تلك الأحزان لتمسح تلك الدموع بعودة الوحدة إلى موقعه الطبيعي بين الكبار وهنا نجدها فرصة لنبارك الصعود عن جدارة واستحقاق .

وراء كل إدارة ناجحة ملك

ولأن وراء كل نجاح رياضي إدارة ناجحة في اعتقادي الشخصي أن النجاح في الادارة لم يحسب للملك وحده بل لجميع قوام الادارة، لكن أن يكون الاحمدي على رأس تلك الادارة فهذا يعني أن النجاح أكيد ولا شك فيه.

فالأحمدي منذ أن كان لاعبا كان بارعا ومتألقا ونجم كبير في وسط الملعب مع ناديه والمنتخبات الوطنية عندما اختير اليها عام 1979م، ولم يتجاوز عمره 18 عاما للمنتخب الاول في تصفيات اولمبياد موسكو 1980 في الكويت مع النخبة اللامعة حينها من اللاعبين أمثال: عادل اسماعيل وعثمان خلب ونبيل سعدان وعبدالله باعامر وجميل سيف ونور الدين وأبوبكر الماس وعزيز سالم ومبروك وغيرهم، ثم لمنتخبات الشباب والأول حتى اصابته وكلنا نتذكر المعلق البحريني الذي تساءل عن غياب اللاعب الفنان رقم (8) في مباراة العودة في البحرين في تصفيات بطولة كأس العالم لعام 1986م الى جانب ذلك كان قائدا محنكا وحكيما ويتحلى بأخلاق عالية فهو اللاعب الوحيد الذي اشتهر بلقب أطلقته عليه الجماهير الرياضية لما جرت عليه العادة في توزيع الألقاب من قبل الكتاب والصحفيين.

الأحمدي مدرب ناجح

وعندما أصيب الاحمدي إصابته الاخيرة والبليغة عام 1992م أجبرته على ترك الكرة نهائيا ولم يفكر في إقامة مهرجان اعتزال له وبعد 3 سنوات احتاج اليه النادي مدربا فلبى النداء حبا لناديه والجماهير الرياضية فتألق الملك مرة أخرى ولكن هذه المرة مدربا وحينها تأهل الفريق الى المباراة النهائية في بطولة المريسي بمشاركة 16 فريق لسوء حظه حيث كان الطرف الآخر في النهائي فريق نادي التلال فكان هذا الاختيار صعبا في أولى تجاربه التدريبية فكانت مباراة صعبة عليه وبمثابة تحد أمام الجماهير التي رفعته يوما الى عرش الملك لاعبا فكيف الحال عليه اليوم مدربا وأمام التلال العريق ومدربه الكبير هاتف شمران فهل يخذل تلك الجماهير وتلعنه لأنها لا ترحم وخاصة وأنها ليست أمام فريق آخر غير التلال.

وكالعادة كان الأحمدي يعرف طريق النجاح وهذه المرة كمدرب عرف كيف يتعامل مع البطولة والمباراة النهائية خاصة كمعلم واستطاع احراز البطولة والفوز بالثلاثة وحينها كتب الزميل الصحفي الكبير عوض بامدهف عبارته الشهيرة:«الملك يقطع أسلاك الهاتف مرتين» أي يفوز عليه لاعبا ثم مدربا، لكن الاحمدي رفض بعد ذلك مواصلة مشواره في التدريب حيث قال بالحرف الواحد:«التدريب علم وله رجاله وعلينا أن ندرس ونتأهل متى أردنا أن نصبح مدربين».

الكابتن الأحمدي  يرتدي شعار القيادة
الكابتن الأحمدي يرتدي شعار القيادة
الإدارة فن وإخلاص

إن ما حققه الأحمدي اليوم في مجال الادارة من نجاح ليس بجديد عليه لأنه تخصصه بل إنه رجل لكل المواقف والمهام، فهو رجل يحترم نفسه ويعرف كيف يتعامل مع الآخرين .. رجل ذكي جدا ومتواضع وبسيط ويعرف كيف يحافظ على عرشه في قلوب الجماهير والمعجبين.

وفور استلامه الادارة الجديدة ومباشرة مهامها في إعادة البيت الوحداوي وبدء الفريق الاول استعداداته نزل الى النادي مندوب ملحق إحدى الصحف اليومية لعمل استطلاع وإجراء لقاءات ميدانية مع الادارة والجهاز الفني واللاعبين وتحقق لذلك الملحق ما أراد من البعض فكانوا (صيدا سهلا) لذلك الملحق فقد تسابق الاعضاء واللاعبون إلى الحديث والظهور معتقدين أن كل الصيد (خمبقات) على حد تعبير الاستاذ والكاتب الكبير سعيد عولقي.

وعند لقاء مندوب ذلك الملحق بالأخ الاحمدي (الرئيس بالوكالة) فطن بحنكة خبير تحسباً من أن يكون في الأمر شيء من تلك اللقاءات والظهور المبكر خوفا من إحراق الفريق والادارة معا وهو في بدايته ولم يلتئم شمله بعد فاعتذر بدبلوماسية عالية قائلا:

«الوقت ما زال مبكرا للحديث فنحن في مرحلة عمل»، وقد عرف الاحمدي بدهاء الملوك إذ يعرف كيف يتعامل مع كل المعطيات ويرمي أكثر من عصفور بحجر واحد، فهو يعرف تماما أن البعض لن يدعه يعمل ولن يفرشوا له الارض بالورود فلم يكترث لذلك وكان كل أمله ان يتوحد الصف الداخلي لأبناء النادي ليتعاونوا في انجاح مسيرة النادي كما كان يعرف أيضا ان الحديث من البداية وبدون عمل (مش يقع).

الحكيم والكلام السليم

ولكن في الوقت المناسب وبضربة (معلم) صرح الاحمدي لصحيفة «الأيام الرياضي» عند مشاركتها في أفراح الصعود بعد تأهل الفريق الاول لكرة القدم لدوري الدرجة الأولى قال كلمتين فقط وبإيجاز حيث لم يفرط بالحديث فرحا بالتأهل او يأخذه الشطط ويسهب بالانجاز كما لم ينسب إليه صعود الفريق مثل غيره الذي (شطح ونطح) وهذا نريده وهذا لا نريده .. كلمتان مقتضبتان قالهما :«علينا ان نستعد للمرحلة القادمة لأنها الأصعب» .. فعلا إن البقاء في القمة أصعب من الوصول اليها وهذا ما يشغل تفكيره هو ورفاقه هذه الايام لبناء فريق لمراحل قادمة .. فالتصريح جاء من رجل حكيم وخبير وفي وقت مناسب فإبن الادارة يعرف أن توقيت الحديث فن وأن ثمة صمت أغلى من الذهب وقد قيل قديما إذا صمت الحكيم فهو يعمل ليوم غد ونقول إن في حديث الملوك تفكير لعمل بعد غد.

والاحمدي قد شرب من كؤوس العظماء والملوك حتىالثمالة وأصبح أرسطو (المعلم الأكبر)لليونانيين وطاغور الهند وملكا لليمن.

نصيحة لملوك المعارضة

إن الاحمدي اليوم لديه الكثير والكثير كي يقدمه لناديه الكبير والعريق وفاء منه لأبنائه ومحبيه ولكن متى ما وجد المناخ الطبيعي والصحي لعمل ادارات الاندية لأنه يدرك أن اجواء عمل بعض ادارات الاندية أصبح ملوثا وغير صحي للعمل فيه مما أدى الى عزوف الكثير من الكوادر الرياضية المجربة والمحترمة عن العمل في الاندية.

فنصيحة في هذه الايام المباركة لأبناء الهاشمي:اتحدوا ودعوا خبيركم ومن معه يعملون ولا تتعجلوا النتائج ودعوكم من الاحاديث الجانبية وحب المعارضة للمعارضة فقط، على غرار (أنا أعارض إذاً أنا موجود) .. ودعوكم من التدخل في شئون الادارة والجهاز الفني التي قد تجد الارض الخصبة لتشكل في مجملها آراء تنعكس سلبا فتشكل ضغطا على البعض الآخر وبالتالي يتأثر به نشاط النادي وما نسمعه اليوم (رغم الانجاز) من همز ولمز ولغط الكلام في الشارع الوحداوي لا يخدم النادي البتة فاتركوا تلك التفاهات جانبا لأنها لا تقوى على البقاء واكبروا أمام تلك الصغائر ولا تجعلوا منها أم المعارك حتى لا تكن تلك مستصغر الشرر التي ستؤدي إلى ما لا يحمد عقباه ويحترق به الجميع فتجدوا أنفسكم أمام إدارة أخرى هزيلة كـ (السابقة) وفريق عند المباريات يجتمع ويغير ملابسه في العراء أمام شرطة الشيخ عثمان .. فهلا استفدتم من الدروس الماضية؟.. نتمنى ذلك وكل عام وأنتم بخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى