في القلب غصة أبا بكر

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> قد علمت صباح يوم العيد بأن باريك قد دعاك إلى رحابه، فما أجمله من يوم مبارك، وما أعظمه من داع وما أقدسه من رحاب، إلا أن هذا النبأ الجلل قد أصاب مني ألماً وحسرة بما لم تحتمله نفسي الضعيفة، ولم أقو على تحمله، وما زاد من هذا الألم وهذه الحسرة أنه لم يسمح لي ظرفي بسبب انشغالات الحياة وهمومها أن أفيك وعداً كنت قطعته على نفسي حين التقيتك في شارع المعلا قبل نحو الشهرين بأن أعرض همك ومعاناتك على صفحات «الأيام» كما تمنيت علي، بعد أن نال منك السقام وأنهك عودك ولم أعد أرى فيك إلا جسماً خائر القوى، رجوتني أن أشرح حالك علّ الآخرين يسمعون استغاثتك، فلم أدرك أنا وعدي، ولم تدرك أنت الانتظار.. فتلك مشيئة الله.

هيهات يا صاحبي.. هكذا هم أهل الزمان، لا الزمان نفسه، بل هم كما شكوت لي سبب يأسك وبؤسك. ولسمو خلقك وعفة لسانك تحاشيت أن تمس أحداً منهم بسوء أو تفصح عن هويتهم وأنت تحدثني عن جفائهم وفؤادك يعتصر ألماً من فرط مواقفهم في تجاهلهم لك وأنت المبدع تستجديهم لإعانتك لعلاج بدنك جراء سوء ما أصابه، ومن معاناتك من مرضك العضال.

مبدع مثلك أفنى العمر متفانياً راضياً قانعاً يسعد الناس ويخدم الوطن من خلال فنه الراقي، وبصوته المتميز الذي لا يشبهه صوت جمالاً وقوة وعذوبة، ألست أنت الذي كلم أسراب الحمام في السماء (ياعيل ياطائر)؟ ألست أنت من غنى روائع الأغنيات (سلامتك حبيبي سلامة) و(أعلنها صراحة) و(ياعواطف) و(مرة لو تجيني) و(دو يادو)؟ وأكثر منها مما لا أستطيع استحضارها وأنا في حالة من الفجيعة عظيمة!

ثم ألست أنت من أوائل مؤسسي فرقة الإنشاد؟ وكان لك فيها مكان الصدارة في أوج ازدهارها؟ كثيرة هي الأفعال الباهرات الطيبات التي قدمتها دون أنانية منك، وما تلك الأعمال وسيرتك العطرة إلا أوسمة على صدرك فإن لم تدركها فإننا نحن أحباءك نفخر بها من بعدك.

أبوبكر سكاريب.. أخي وصديقي

لم أجد في مصابنا هذا ما أرثيك به خيراً من بعض الأبيات من رثاء شوقي لصديقه ورفيق عمره حافظ إبراهيم هي صورة صادقة لحالك:

كم ضقت ذرعاً بالحياة وكيدها

وهتفت بالشكوى من الضراء

فهلُمّ فارق يأس نفسك ساعة

واطلع على الوادي شعاع رجاء

وأشر إلى الدنيا بوجه ضاحك

خـُلِـقـت أســِرّتـُه مــن الـسراء

ياطالما ملأَ الندى بشاشة

وهـدى إلـيـك حـوائج الفقراء

اليوم هادنت الحوادث فاطّرح

عبء السنين وألق عبء الداء

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى