> باريس «الأيام» يوريس فيوريتي

نيكولا ساركوزي مع زوجته سيسيليا ساركوزي
نيكولا ساركوزي مع زوجته سيسيليا ساركوزي
صرحت سيسيليا ساركوزي التي اعلن طلاقها من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الأول الخميس، في حديث لصحيفة "ايست ريبوبليكان" نشر أمس الجمعة انهما "حاولا كل شيء" لانقاذ زواجهما لكن ذلك "لم يعد ممكنا".

وبعد ان قالت انها كانت قد "التقت شخصا" في 2005 و"وقعت في حبه" ثم "تركت" المنزل الزوجي، اقرت بانها "عادت الى المنزل قبل عام لتحاول اعادة بناء شيء ما" لكنها لم تتوصل الى ذلك.

واضافت السيدة الفرنسية الاولى السابقة "ما حصل لي يحصل لملايين الناس. حين يدرك المرء في احد الايام انه لم يعد هناك مكان للحياة الزوجية وحين لا تعود الحياة الزوجية الشيء المهم في حياته، حينئذ لا يمكن اصلاح الامور".

واوضحت "حاولنا اعادة بناء (الحياة الزوجية) واعطاء الاولوية للعائلة لكن لم يعد ذلك ممكنا. حاولنا كل شيء. حاولت كل شيء. لكن بكل بساطة لم يعد الامر ممكنا".

والى جانب الصعوبات الشخصية التي واجهها الزوجان والتي علقت عليها وسائل الاعلام، اعلنت ساركوزي انها تريد "الانسحاب من الحياة العامة" لانها "لا تناسب شخصيتها" واصفة نفسها بانها "شخص يحب البقاء في الظل والهدوء والسكينة".

وقالت "كان لدي زوج هو شخصية عامة. كنت مدركة لذلك على الدوام ورافقته طيلة عشرين عاما. هذه المسيرة قادت الى مكان اجد انه رائع (...) لكن بالنسبة لي، ليس مكاني. لم يعد مكاني".

وتابعت سيسيليا ساركوزي "على مدى سنة، حاولت ان التزم على الصعيدين المهني والشخصي لكن ذلك لم ينجح" مفسرة غيابها المتكرر عن احتفالات وطنية ودولية برغبتها "عدم الظهور وحماية نفسها".

وغيابها المتكرر عن مناسبات رسمية كان موضع تعليقات كثيرة لا سيما حين تغيبت عن التصويت في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في السادس من ايار/مايو او حين غادرت بشكل مفاجىء قمة مجموعة الثماني في هيليغندام في المانيا في السادس من حزيران/يونيو.

وبعد ان عبرت عن "فخرها الكبير" بزوجها السابق عند انتخابه رئيسا، نفت سيسيليا ان تكون "ارادت التدخل باي شيء كان في مهامه، مثل التعيينات او القرارات".

و"نيكولا" الذي لم تذكر اسمه سوى مرة واحدة في هذه المقابلة الطويلة "ليس بحاجة على الاطلاق لهذا النوع من النصائح"، كما قالت.

وقالت ان نيكولا ساركوزي هو الذي اتخذ القرار ايضا "بدون ان يحدثها عنه لانه اعتقد انه افضل" بالنسبة اليها الا تمثل امام البرلمانيين الفرنسيين للاستماع اليها في قضية الافراج عن الممرضات البلغاريات في ليبيا.

وقد تزوجت سيسيليا ماريا ساره ايزابيل سيغانيه (49 عاما) من نيكولا ساركوزي عام 1996 بعد عدة سنوات من الحياة المشتركة. وبدءا من العام 1988، اصبحت مساعدته في الجمعية الوطنية.

وفي العام 2002، تولت منصبا مهما في مكتبه حين كان وزيرا للداخلية بدون ان تكون موظفة رسمية كما شاركت في كل اجتماعاته. ثم تبعته الى وزارة المالية عام 2004 كمستشارة فنية ثم كمديرة مكتبه حين اصبح رئيسا لحزب الاتحاد من اجل حركة شعبية.

واعلن قصر الاليزيه أمس الأول طلاق الرئيس نيكولا وسيسيليا ساركوزي,وباعلان الطلاق، تكون سيسيليا ونيكولا ساركوزي وضعا حدا لحياة زوجية استمرت احد عشر عاما، انجبا خلالها ابنهما لوي البالغ من العمر عشر سنوات.

واكدت محاميتهما المشتركة ميشال كاهين عبر اذاعة "اوروبا-1" ان قاضيا اعلن فعلا الطلاق.

ومن جهة اخرى قالت محامية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزوجته سيسليا إن الطلاق بين الزوجين وقع بالفعل منذ الشهر الماضي.

وأضافت المحامية ميشيل كاهان في تصريحات نشرتها صحيفة "لا باريزيان" أمس الجمعة أن قاضية متخصصة في شئون الاسرة في مدينة نانتير نفذت الطلاق.

وقالت كاهان: "ذهبا إلى المحكمة وأعلنا عن رغبتهما في الطلاق وكان ذلك في حضوري".

ووفقا للمحامية فقد اتفق ساركوزي وسيسليا على المشاركة في حضانة ابنهما لوي/عشرة أعوام/ حيث سيعيش الصبي مع والدته ولكن سيسمح للاب بزيارته في أي وقت.

وفي السياق ذاته قالت سيسليا في تصريحات لصحيفة "ايست روببليكان" نشرت اليوم (أمس) إن أسباب انفصالها عن زوجها عادية و"لا يمكن تفسيرها".

وقالت في أول تصريحات لها منذ إعلان الانفصال أمس الأول "ما حدث لي قد حدث لملايين الناس.. فيوم ما تشعر أنك لم تعد تنتمي لتلك العلاقة ،وأنها لم تعد تمثل أهمية في حياتك.. وأنها لم تعد ناجحة.. والاسباب وراء ذلك لا يمكن تفسيرها".

وأوضحت أن إحدى الصعوبات التي واجهتها في زواجها هي بريق الشهرة.

وأكدت أن مسألة قيامها بدور زوجة الرئيس في الحياة العامة لا يتوافق مع طبيعتها وقالت: "هذا الامر لا يتماشى وشخصيتي الموجودة داخل أعماقي.. فأنا شخص يعشق الظل والسكون والهدوء".

وأشارت إلى أنها بذلت كل جهدها من أجل إنقاذ زواجها ، مضيفة: "ولكن في النهاية لم يعد الامر ممكنا".

وقالت إن "الازمة لم تحدث بين عشية وضحاها.. فقد حاولت أن أتحلى بالاتزام على الصعيد المهني والشخصي ولكن الامور لم تسر على ما يرام يوما بعد يوم".

وذكرت: "أثناء اجتماع مجموعة دول الثماني فضلت الرحيل لانني لم أعد أنتمي لهناك.. كما لم أذهب للتصويت لانني لم أكن أشعر براحة.. لذا حاولت عدم الظهور من أجل حماية نفسي".

وقالت إنها ستطوي صفحة تلك الفترة من عمرها مضيفة "وفي المقام الاول سأحاول أن أعيش في تكتم وفي الظل بالطريقة التي أحبها".

وأوضحت مطلقة الرئيس الفرنسي التي تفتخر بإنجازات زوجها كرجل دولة أن نيكولا رافقها طوال 20 عاما ولكنها أضافت: "بيد أنني شخص يحتاج للهدوء والعزلة".

وكان قد أعلن أمس الأول عن طلاق الرئيس الفرنسي وزوجته برضا الطرفين بعد أن عدل متحدث فى مكتب الرئيس بيانا سابقا عن انفصالهما ليعلن طلاقهما بالفعل.

وكان البيان الاصلى المكون من 15 كلمة والذى اصدره قصر الاليزيه قد ذكر أن الزوجين انفصلا برضاهما ولن يدليا باى تعليق.

وجاء إعلان الطلاق لينهي أسابيع من الشائعات بشأن الانفصال الوشيك بين الرئيس الفرنسى وزوجته التى أججها غياب سيسليا عن العديد من الاحداث التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة ومن بينها حفل غداء مع الرئيس الامريكي جورج بوش وأسرته في آب/أغسطس الماضي.

يذكر أن ساركوزي وسيسليا تزوجا عام 1996 بعد أن انفصل كل منهما عن شريك حياته. ولهما إبن مشترك /عشرة أعوام/ كما أن لكل منهما ابنين من زواج سابق.