في عدن العيد عيد رغم كل شيء

> «الأيام» فردوس العلمي-خديجة بن بريك:

>
أطفال يلعبون في ملاهي عدن مول
أطفال يلعبون في ملاهي عدن مول
العيد فرحة نعيشها رغم كل شيء، ورغم الغلاء الذي طال كل شيء، فالعيد له فرحة تسكننا تسعدنا حتى لو كان الدمع يغرق البعض من سوء الأحوال، فهذا هو العيد فرحة في عدن في العيد دوناً عن غيرها من المحافظات.

العيد له فرحة في عدن تجعل الإنسان يأتي إليها من آخر الديار ليشعر أن العيد هلّ في عدن وكأن هلال العيد لا يظهر إلا على سماء عدن.

رغم مرور أسبوع على فرحة العيد مازال البعض يرسم فرحة العيد على شواطئ وحدائق عدن الجميلة، مازال الكثيرون يلبسون فرحة العيد وترتسم على وجوههم فرحتان: فرحة العيد وفرحة وجودهم في عدن، هذه المدينة التي يأتي إليها الجميع ليهنأوا في أرضها ويسعدوا فيها ويمارسوا طقوس الفرح، رغم اختلاف أفكارهم، فكل زائر لهذه المدينة له وجهة نظر تختلف، وحبه لهذه المدينة يختلف، لهذا قامت «الأيام» لترصد بقايا الفرح في وجوه الناس لمعرفة كيف كان عيدهم وهم على أرض المدينة المحببة للجميع.

هدوء يعم الشوارع بعد أن هدأت ضجة العيد، لا تسمع سوى أصوات الألعاب النارية التي أقلقت الجميع وقضت مضاجعهم.

وحين تقترب السيارة من شواطئ الساحل الذهبي «جولدمور» تشعر أنك أفقت من حلم هادئ لتصطدم بضجيج وضوضاء، فالكل هنا يتحدث والبعض سعيد على شواطئ جولد مور.. هناك رأينا النقيضين: أطفالا فرحين وأطفالا يحملون الهموم ويعملون بحثا عن لقمة العيش بعضهم يبيع بضاعة وآخرون يمدون أيديهم للآخرين فالكثير من الأطفال وجدناهم هناك يشحذون.

كيف كانت نظرة هؤلاء وهم يرون أقرانهم يلعبون فرحين بملابسهم الجديدة، وهم على النقيض يمدون أيديهم بخجل يبحثون عن خمسة ريالات يسدون بها رمق الجوع.

صوت الأطفال كان له نغمة مختلفة فيها الفرح وفيها الحزن، فقد شاهدنا أطفالا مع ذويهم يسبحون، يتمرغون في التراب معبرين عن فرحتهم، وهناك أطفال مر عليهم الدهر بألم رغم سنواتهم القليلة يحملون هموما تفوق أعمارهم .. فهذا الطفل أرسلان ذو العشرة أعوام غني عن التعريف، حيث تجده يجوب شوارع عدن وعلى رأسه الصغير صحن (الجلجل) يبيع للأطفال وللكبار، كان في ساحل جولد مور كعادته يحمل صحنا أكبر من حجمه، ورغم أنها أيام عيد إلا أنه كان يعمل ليستخرج رزقه ورزق أسرته.

صورة جمعت فرحة العيد والمعاناة في وجوه الأطفال
صورة جمعت فرحة العيد والمعاناة في وجوه الأطفال
سألت أرسلان: كيف العيد؟ أجاب وكأنه تجاوز الخمسين: «الحمد لله عيدت يوما واحدا سافرت فيه إلى إب لمعاودة الأهل أنا وأسرتي، ورجعنا ثاني يوم العيد لممارسة مهنتي .. فهذه الأيام موسم والحمد لله الناس تشتري منا».

وأضاف أرسلان:«أنا وأفراد أسرتي نبيع (الجلجل) فهو مصدر دخلنا ولا نمد أيدينا للناس».

على الجهة الأخرى كان هناك أطفال يختبئون من عدستنا حتى لا نلتقط صورا لهم، كان هؤلاء الأطفال يمدون أيديهم طالبين صدقة وعليهم ملابس أكل عليها الدهر وشرب.. حاولت الحديث معهم ولكن كانوا أسرع إلى الهرب دون أن ينطقوا بكلمة.

وعلى هذا الشاطئ كانت هناك العديد من الأسر، التقينا حرم محسن النخعي (أم أسامة) من صنعاء، وحاليا تسكن مدينة خورمكسر، فقالت: «العيد في عدن حلو وأحسن من صنعاء بكثير».

وعن الفرق تقول:«الجو هنا جميل خاصة أجواء البحر، والناس تخرج عائلات وهذا يتيح فرصة للتعارف بين الناس». وأضافت: «الناس في عدن منفتحون، يحبون الاختلاط، والعلاقات الاجتماعية الإنسانية جميلة في عدن، فالناس تأخذ وتعطي مع بعضها، وهنا النسوة تجد فرصة للخروج والترويح عن النفس بعكس صنعاء فالجو البارد لا يسمح لنا بالخروج». وتواصل قائلة: «من أول أيام العيد كنا نخرج نتمشى وكان هناك ازدحام، فالكل يأتي إلى عدن من جميع المحافظات لتغيير الأجواء، والمعروف عن عدن طيبة أهلها وتفاهمهم مع الآخرين». وتقول:«لم نجد في الساحل حمامات أو مظلات والعائلات بحاجة لها».

ويشاركها الرأي زوجها الأخ محسن علي محسن النخعي، من أبناء محافظة أبين، وحاليا يسكن مديرية خور مكسر قائلا: «المتنفسات بحاجة إلى توسيع بحكم هذا الكم الهائل من الزوار، فهذا الموقع (الساحل الذهبي) لم يشهد أي إضافة منذ فترة إلى جانب عدم وجود حمامات وعدم وجود ظلالات، فهذه المتنزهات بحاجة إلى أن تأخذ العائلات حريتها فيها، والمتنفسات لم يضف لها أي جديد رغم وجود الإمكانيات والقدرات لتصليحها لكن لا ندري لماذا لم يتم ذلك».

أطفال يتمرجحون في ملاهي المتنزه
أطفال يتمرجحون في ملاهي المتنزه
ويؤكد «ازداد الناس، والمتنزهات كما هي، فعدن خلال فترة العيد تشهد زحمة غير عادية، ورغم زيادة العمران إلا أن الكثافة العددية للزائرين وسكان محافظة عدن في تزايد ولا يتناسب العمران مع تلك الزيادة، حيث يزور عدن خلال فترة العيد أكثر من مليون ونصف زائر من المناطق الشمالية، بخلاف القادمين من دول الخليج. مما يؤدي إلى أن تكون عدن قرية صغيرة نتيجة الزحمة الشديدة التي جعلتنا لا نستطيع أن نسير براحتنا بسبب كثافة السيارات الداخلة إلى المدينة».

فؤاد العبيدي، من مدينة القاعدة محافظة إب قال: «عدت إلى عدن قبل ساعة، أنا أعمل في عدن وعائلتي في إب أحببت أن أقضي العيد في عدن وأحضرت العائلة حتى يستمتعوا بالبحر، وقد استمتعت عائلتي جداً بجو العيد في عدن». وأضاف: «بالنسبة للعيد في عدن هناك فرق كبير، وخاصة بعد أن أصبح د.يحيى الشعيبي محافظا لعدن، حيث انتقلت عدن نقلة نوعية فكثرت المتنفسات فيها بالإضافة إلى تطورها».

عادل صالح سائق تاكسي أجرة يقول: «كانت هناك زحمة تكاد تكون خانقة في شوارع عدن، ولاحظت أن العائلات كانت تتزاحم على الشواطئ، خاصة العائلات القادمة من خارج المحافظة لكي يستمتعوا بالبحر».

من عدن مول حيث الأضواء والزحمة التقينا الأخ شائف قائد عبدالله، من محافظة الضالع، الذي قال: «هذه السنة الثالثة التي نعيد فيها بعدن .. فعدن منطقة سياحية تجذب الجميع إليها، وبحرها يرد الروح».وعن الزحمة يقول:«عدن معروفة بالزحمة والأجواء المفرحة من زمان تستقبل كل المحافظات شمالا وجنوباً، ونتمنى أن تتوسع المتنفسات لتتستوعب الجميع».

ومن متنزه البستان التقينا بالأخ عوض خميس سليمان، مصري الجنسية، مدير العلاقات العامة بالمتنزه، الذي تجده دائما يقف على باب المطعم يستقبل الوافدين بابتسامة وروح جميلة، يقول: “هذه أول مرة أقضي العيد بمدينة عدن، والحمد لله الناس هنا طيبون ومتفتحون، وهناك إقبال جيد على المطعم بحكم أنه جديد وسياحي وموقعه جيد ونتمنى أن نكون عند حسن ظن زوارنا».

وعن كيفية استيعابهم للزحمة قال: «الحمد لله قدرنا نواجه زحمة العيد، فهناك زحف كبير على مدينة عدن من المحافظات الأخرى وكنا متوقعين هذه الزحمة، وعملنا ترتيبات جادة لاستقبال العيد، فالمتنزه له سمعته وإن شاء الله هناك الكثير سوف نقدمه لزوارنا في عيد الأضحى، والعيد هنا له طقوس جميلة حيث تجد كل عائلة بكافة أفرادها يتنزهون مع بعضهم، وهذا ما لاحظناه هنا في المتنزه».

ويقول الأخ عوض: «بهذه المناسبة انتهز الفرصة لتقديم التهاني إلى الشعب اليمني وإلى فخامة الأخ رئيس الجمهورية وسفيرنا في اليمن وأسرة «الأيام» ممثلة بالأخوين هشام وتمام باشرحيل».

نقلنا لكم من عدن، تلك المدينة التي تحتفل بالعيد رغم الغلاء الفاحش، مشاهدات العيد التي ربما يكون بعضها مؤلما ولكن هكذا هي الحياة فيها الألم في عيون الكبار وفيها الأمل في عيون أطفال صغار يجاهدون من أجل لقمة العيش ولسان حالهم يقول: من جد وجد ومن زرع حصد.

وبدورنا نقول للجميع عيدكم سعيد مع تمنياتنا لكم بقضاء أمتع الأوقات وأطيبها في ربوع عدن الحبيبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى