ساركوزي يثني على العاهل المغربي ويصفه بأحد رواد الحداثة

> باريس/الرباط «الأيام» د.ب.أ :

>
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع العاهل المغربي الملك محمد السادس
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع العاهل المغربي الملك محمد السادس
وجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الثلاثاء دعما كبيرا لنظام العاهل المغربي الملك محمد السادس وأثنى على "القوة الديمقراطية والتعددية التي يتمتع بها المغرب" وذلك في كلمة له أمام البرلمان المغربي.

ووصل ساركوزي إلى العاصمة المغربية الرباط قادما من مراكش التي بدأ منها أمس الأول زيارة رسمية للمغرب تستمر ثلاثة أيام.

وقال ساركوزي إنه جاء ورأى مغربا جديدا "يتمتع بالديمقراطية والتعددية والمصالحة مع ماضيه والثقة في مستقبله".

وأورد الرئيس الفرنسي أمثلة عدة على التقدم الذي أحرزه المغرب مثل الشفافية التي تمتعت بها الانتخابات التشريعية الاخيرة والاصلاحات التي شهدتها حقوق المرأة المغربية.

ودعم ساركوزي أيضا موقف المغرب من الصراع في قضية الصحراء الغربية.

وأشار إلى أن خطة الحكم الذاتي التي تقدمت بها حكومة الرباط أمام منظمة الأمم المتحدة في نيسان/أبريل الماضي تعد بالنسبة لبلاده حلاً سياسياً يمكن التفاوض بشأنه والموافقة عليه تحت مظلة الأمم المتحدة لكي يضع نهاية للنزاع القائم بين البلدين منذ فترة طويلة.

وترفض الرباط طرح قضية استقلال الصحراء الغربية في استفتاء كما طالبت بذلك الامم المتحدة عام 1991 وتقترح منح المنطقة الحكم الذاتي.

وفي خطاب ساده أسلوب المدح والثناء، وجه ساركوزي كلمته إلى نواب البرلمان المغربي مشيراً أنهم يجسدون الجدية في تطبيق الديمقراطية والتعددية كما أضاف أن الانتخابات التشريعية في 7 سبتمبر/أيلول الماضي جرت في شفافية تامة.

وشدد ساركوزي على ضرورة التفرقة بين "الإسلام" و"الإسلام السياسي" الذي يستغل الدين الإسلامي لتغطية أيديولوجيته التي تحض على كراهية الآخر.

ودعا الرئيس الفرنسي البرلمان المغربي إلى القتال العنيف ضد الآفتين اللتين تهددان الجميع وهما التطرف الديني و"الإرهاب" وأشار إلى الفتح العربي في "الأندلس" باعتباره مثالاً على "التنوير والتسامح".

وأضاف أن أئمة المساجد المغربية ضليعون في العلوم الإسلامية وليسوا من المحرضين على العنف كما ذكر أن المعاهد الدينية الإسلامية في المغرب تدرس لطلابها تاريخ الديانتين اليهودية والمسيحية.

وعلى صعيدٍ آخر، أشار ساركوزي إلى قضية الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا مشدداً على ضرورة تطوير نظم الإدارة لانتقال المهاجرين الشرعيين بين شاطئي البحر المتوسط.

وأعرب الرئيس الفرنسي عن تأييده للهجرة المنظمة التي يتم التفاوض بشأنها واختيارها بموافقة مواطن المهاجرين والدول المستقبلة لهم.

كما أعلن ساركوزي عن نيته الدعوة إلى عقد مؤتمر أورو-أفريقي ثان لاستكمال جهود التعاون في مجال السيطرة على الهجرة غير الشرعية وذلك خلال الرئاسة الفرنسية للإتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام المقبل,وكان المؤتمر الاول قد عقد بالرباط عام 2005.

ويسعى ساركوزي إلى تعزيز الروابط بين فرنسا ومستعمراتها القديمة في شمال أفريقيا لكنه لم يشر خلال الزيارة إلى القيود المفروضة على حرية الصحافة في المغرب أو الشكاوى التي تطلقها جماعات حقوق الانسان.

وربما يثير الرئيس الفرنسي هذا الامر مع العاهل المغربي خلال لقاء خاص يجمعه به أثناء الزيارة.

ويرى مراقبون مغاربة إن الامر الوحيد الذي قد يلقي بظلاله على زيارة ساركوزي إلى المغرب هو مذكرات الاعتقال الدولية التي أصدرها القضاء الفرنسي ضد خمسة مسئولين مغاربة وبينهم قائد شرطة الدرك الملكية المغربية.

ويشتبه بأن المسئولين الخمسة لديهم معلومات حول اختفاء السياسي المغربي المعارض مهدي بن بركة في باريس عام 1965. وورد أن أجهزة الامن المغربية قتلت بن بركة بمساعدة فرنسية.

وكان تعليق ساركوزي الوحيد على مذكرات الاعتقال "إن القضاء الفرنسي مستقل".

ومن المقرر أن يتجه ساركوزي في وقت لاحق اليوم إلى مدينة طنجة المغربية حيث من المنتظر أن يلقي كلمة حول إحدى اقتراحات السياسة الخارجية الطموحة التي طرحها وهي إقامة اتحاد لدول البحر المتوسط.

وكان ساركوزي قد طرح فكرة الاتحاد في شباط/فبراير الماضي خلال حملة الانتخابات الرئاسية الخاصة به وقال إنه ينوي "وضع منطقة البحر المتوسط على طريق الاتحاد بعد 12 قرنا من الانقسامات".

ونقلت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية اليوم عن دبلوماسي فرنسي قوله إن الاقتراح يعتبر ردا على عدد من المخاطر التي تواجهها منطقة المتوسط مثل "الارهاب" والهجرة غير الشرعية والنشاط الامريكي المتزايد في شمال أفريقيا.

وأضافت أن ساركوزي يرغب أيضا في تشكيل قوة موازنة للاتحاد الاوروبي الذي يشعر أنه يتجه كثيرا نحو الشرق.

وذكرت صحيفة "إنترناشيونال هيرالد تريبيون" في باريس اليوم أنها حصلت على ورقة مناقشة سرية ورد فيها أن اتحاد دول البحر المتوسط سيضم خمسة كيانات مؤسساتية هي بنك استثمار المتوسط ووكالة للطاقة النووية وبرنامج للتبادل الجامعي بين دول المتوسط لتعزيز التبادل الثقافي ووكالة بيئية لمراقبة موارد المياه وإقامة مشروع مشترك للبث الصوتي والمرئي.

ولم يعلن حتى الآن سوى عن تفاصيل ضئيلة بشأن المشروع كما رفض سياسيون فرنسيون بارزون مثل آلان جوبيه وميشيل روكار رئيسي الوزراء السابقين عروضا لتولي منصب ممثل ساركوزي في المشروع.

ونتيجة لذلك تولى هنري جوينو المستشار المقرب من الرئيس الفرنسي المنصب ويقال إنه صاحب فكرة إقامة الاتحاد.

ولاقى المشروع استقبالا فاترا من حكومات دول منطقة المتوسط الذين يشكون أن باريس تتخذ من فكرة الاتحاد فرصة لتحقيق مصالحها في المقام الاول مثل بيع الخبرة النووية او شراء مخزونات النفط الكبيرة في المنطقة.

ولم يتضح أيضا حجم الدعم الذي ستلقاه الفكرة بين دول الاتحاد الاوروبي مثل أسبانيا التي لها مصالح خاصة بها في المنطقة.

ومن المقرر عقد اجتماع قمة تأسيسي للاتحاد إما في باريس أو بمدينة مرسيليا الفرنسية في حزيران/يونيو من العام المقبل أي قبل تولي فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى