رئيس اقليم كردستان العراق يدعو المتمردين الاكراد الى انهاء الكفاح المسلح

> آربيل «الأيام» عبد الحميد زيباري :

> دعا رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أمس الأربعاء حزب العمال الكردستاني الى انهاء العمل المسلح واعتماد طريق العمل السياسي وعدم استعمال اراضي الاقليم "قاعدة لتهديد امن دول الجوار".

وجاء هذا البيان فيما تلوح انقرة بتنفيذ عمليات توغل في كردستان العراق شمال البلاد للقضاء على قواعد المتمردين الاكراد الذين يشنون هجمات ضد الجيش التركي.

وقال المكتب الاعلامي لرئيس الاقليم في بيان "نطلب من حزب العمال الكردستاني عدم اعتماد العنف والكفاح المسلح منهاجا للعمل، لان الطريق الصحيح للنضال في المرحلة الحالية يجب ان يستند الى العمل السياسي والفكري والاعلامي والدبلوماسي".

واكد البيان ضرورة "الابتعاد عن تلك الاساليب غير المجدية"، داعيا حزب العمال الكردستاني الى "التزام بوقف اطلاق النار وعدم العودة الى العمليات المسلحة".

واضاف البيان ان "سياسة الاحزاب الكردستانية وحكومة و رئاسة اقليم كردستان ثابتة في عدم الايمان باستعمال العنف كقاعدة ووسيلة للوصول الى الاهداف السياسية وعدم القبول وباي شكل كان والتزاما بما جاء في الدستور العراقي، باستعمال الاراضي العراقية ومن ضمنها اراضي الاقليم كقاعدة لتهديد امن دول الجوار".

وتابع "ندين و بكل شدة كافة انواع عمليات الارهابية ومن اي طرف كان لان شعب كردستان هو ضحية الارهاب".

وصدر هذا الموقف بعد كمين نصبه المتمردون الاكراد للقوات التركية الاحد على الحدود التركية العراقية وادى الى مقتل 12 جنديا واسر ثمانية اخرين، ما عزز المخاوف من رد عسكري تركي.

واكد بارزاني في بيانه "نكرر اننا نسعى الى بناء صداقات مع شعوب المنطقة والالتزام بحسن الجوار مع الجميع"، مؤكدا ان "المشاكل العالقة يمكن حلها عن طريق واحد و هو طريق الحوار و التفاهم".

وتصاعد التوتر بين العراق وتركيا منذ الكمين الذي نصبه متمردون اكراد لدورية تابعة للجيش التركي على الحدود مع العراق قتل فيه 12 جنديا تركيا و34 متمردا من الحزب الانفصالي، حسب احصاءات رسمية,وفقد ثمانية جنود قال الحزب انه يحتجزهم رهائن.

وحصلت الحكومة التركية الاسبوع الماضي على موافقة البرلمان لشن ضربات عبر الحدود مع العراق ضد المتمردين الاكراد الذي يشنون حملة انفصالية دموية منذ 1984.

وكان رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي وعد أمس الأول وزير خارجية تركيا علي باباجان الذي زار بغداد باغلاق مكاتب منظمة حزب العمال الكردستاني ومنعها من العمل في بلاده، بعد ان وصفها بانها "منظمة ارهابية سيئة".

ويعمل حزب العمال الكردستاني من خلال مكاتب تابعة لاحزاب اشتراكية محلية في محافظات اربيل والسليمانية ودهوك.

وكان الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني عبرا الاحد عن عدم امكانيتهما ملاحقة عناصر حزب العمال ومنع وجودهم في شمال البلاد.

واليوم (أمس) نفى الرئيس العراقي جلال طالباني ان يكون عرض على السلطات التركية تسليمها قادة في حزب العمال الكردستاني متواجدين في شمال العراق.

وجاء في ايضاح من مكتب رئيس الجمهورية بشأن ما نشر حول تسليم قيادات حزب العمال الكردستاني الى انقرة "لقد اكدنا مرارا وتكرارا ان قادة حزب العمال الكردستاني غير موجودين في المدن الكردية العراقية بل يعيشون مع الالاف من مقاتليهم في جبال قنديل الوعرة لذلك فليس من الممكن اعتقالهم ناهيك عن تسليمهم الى تركيا".

وكان بارزاني اعلن الاحد انه سيتم "الدفاع عن اقليم كردستان في حال تعرضه بصورة مباشرة لاي اعتداء" بعد التهديدات التركية بالتوغل في شمال العراق لملاحقة حزب العمال الكردستاني.

وكان وزير خارجية تركيا اكد خلال زيارته الى بغداد ان الحل الدبلوماسي في حل ازمة المتمردين الاكراد. وقال "نحن نقر ان هناك عدة طرق لمكافحة الارهاب منها السياسة والحوار والثقافة والاقتصاد".

واضاف "لا نريد التضحية بعلاقاتنا الثقافية والاقتصادية مع جارنا بسبب منظمة ارهابية".

ورفض باباجان عرض وقف اطلاق النار المشروط الذي قدمه حزب العمال الكردستاني،مؤكدا ان انقرة لا تتعامل مع "منظمات ارهابية". وقال ان "مسألة وقف اطلاق النار تكون بين بلدين، بين جيشين، لكن ليس مع منظمة ارهابية والمشكلة هي مشكلة ارهاب".

واعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس الأول في لندن ان اهداف اي عملية عسكرية محتملة في العراق ستقتصر على مواقع حزب العمال الكردستاني، مؤكدا في الوقت نفسه ان بلاده يمكنها التدخل "في اي وقت" في العراق.

ولم يستبعد ارودغان ان تقوم تركيا بعملية عسكرية مشتركة مع الجيش الاميركي ضد قواعد حزب العمال الكردستاني.

لكن واشنطن قللت من التصريحات التركية بهذا الخصوص، موضحة انها قد تزود تركيا بمعلومات تمكن قواتها المسلحة من ضرب المتمردين الاكراد المتمركزين في العراق،حسبما ذكر البيت الابيض

وتخشى واشنطن من زيادة التوتر على الحدود العراقية التركية لانها تعتبر استخدام المجال الجوي التركي امرا مهما جدا حيث ان سبعين بالمئة من الشحن الجوي الاميركي وثلاثين بالمئة من المحروقات و95% من الاليات المدرعة الجديدة تمر عبر قاعدة انجيرليك الجوية (جنوب تركيا) في طريقها الى العراق. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى