طبيب بيطري سعودي يتخصص في رسم الخيل ويلفت الأنظار إلى تفاصيل جمالها

> «الايام» عن «الشرق الاوسط»:

> أن تقف على معرض فني شخصي يضم بين جنابته أطيافاً شتى من اللوحات الفنية بألوان كثيرة وأشكال مختلفة وأحجام متعددة، ليس بالأمر الغريب,ومن الطبيعي كذلك أن تجذبك معارض فنية تشكيلية متتالية لفنانين أو رسامين قضوا أوقاتا في التعلم والممارسة، لكن الأكثر جذباً واستدعاءً للتأمل والإعجاب أن تشهد معرضاً فنياً شخصياً يقام للمرة الرابعةلفنان لم يدرس الفنّ، فتبهرك لوحات تشعرك بأنك أمام مشهد متحرّك يفاجئك بمعانٍ وجماليات مع كل نظرة.

والأكثر جذباً في ذلك أن اللوحات لا تعرض سوى شيء واحد وهو «الخيل».

في العاصمة السعودية، الرياض، أقام الطبيب البيطري السعودي إبراهيم الحمر معرضه الشخصي الرابع، بإبداعات ريشته التي تفنن من خلالها برسـم أدق تفاصيل جمال الخيل بأنواعها ليلفت بذلك الأنظار ويثير التساؤل حول نجاحه كفنان غير متخصص من إقامة معرض شخصي رابع في تخصص واحد وهو الخيل، بعد أن حقق نجاحاً باهراً في المعارض الثلاثة التي حملت عناوين (الخيلاء، بنات الريح، وشموخ الخيل).

والأمر الذي جعل الدكتور الحمر، وهو متخصص في الطب البيطري والإنتاج الحيواني، يستغرق في استنطاق أدق جماليات الخيل بريشته التي تتجاوب مع إرادته في تقديم الخيل وجمالها بطلاً لرسوماته، هو قربه من الخيل في مجال عمله، فهو يقضي جلّ يومه مع الخيول في مقرّ عمله بمركز الملك عبد العزيز للخيل العربية، مسجلاً لشهادات ميلاد الخيول، ومشرفاً على عمليات تلقيح الخيل وما تمر به من إجراءات طبية وصحية، ليصبح الفنان الأقرب إلى الخيل والأعرف بأحاسيسها وأحزانها وأفراحها ومواطن جمالها حين تختال بكل شموخ.

الدكتور الحمر الذي اختتم معرضه أخيراً، قال لـ«الشرق الأوسط»:

«ارتباطي بالخيل لم يكن ارتباطاً كطبيب بيطري فحسب، بل هو ارتباط وجداني وعاطفي أكبر من ذلك بكثير»، لافتاً إلى أن المزيد من ممارسة الرسم والافادة ممن سبقوه من زملائه الفنانين والفنانات هو ما أوصله إلى النجاح.

الفنانة التشكيلية هدى بنت جودة العمر، التي استفاد منها الدكتور الحمر في مسيرته الفنية كثيراً، قالت «إن 4 معارض شخصية أقامها الفنان متخصصة في الخيل، كفيلة بأن تمنحه لقب فنان الخيل».

مؤكدة أن الدهشة تأتي عندما نعلم بأنه فنان هاوٍ لم يدرس الفن، إلا أن الخيل هي جزء من ذاته.

وتوضح هدى العمر أنـه رغم اختلاف النقاد في آرائهم على مسمى «فنان تشكيلي»، إلا أن الفن ملكة لا تعـترف بالشهادات والألقاب، لافتة إلى أن معظم عمالقة ورواد التشكيل العالمي لم يكونوا أكاديميين ولم يحملوا ألقابا ولكن بالمثابرة والتجربة والاطلاع والممارسة استطاعوا أن يتطوروا بأعمالهم.

وتضيـف الفنـانـة التشكيلية حـول رؤيـتها النقـدية لأعمال الحمر: «وجدت أن لدى الحمر تجربة جادة ونقلة جديدة في أعماله وبرغم أن همه واهتمامه هو عنصر واحد فقط أي الخيل، إلا أنني وجدت أنه من الصعب جداً أن تأخذ عنصرا واحدا، وتستطيع بهذا العنصر إقامة أربعة معارض؛ كل معرض يختلف في الطرح والأسلوب عن الآخر، فهذا بحد ذاته إنجاز لفنان لم يدرس الفن».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى