المحكمة الجزائية المتخصصة تواصل محاكمة المتهمين في قضية ما يعرف بـ«خلية صنعاء» ..المتهم الحمزي: اعترافاتي كانت تحت التهديد والضرب ولو قالوا لي من قتل «الحريري» لقلت أنا

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

>
من اليمين المتهم محفوظ الكحلاني والمتهم علي الحمزي
من اليمين المتهم محفوظ الكحلاني والمتهم علي الحمزي
عقدت المحكمة الجزائية المتخصصة صباح امس الأربعاء برئاسة فضيلة القاضي محسن علوان جلستها الثانية للاستماع لأقوال المتهمين بالقضية المعروفة بـ(خلية صنعاء).

وفي بداية الجلسة طلب القاضي من عضو النيابة حمير قيس، قراءة أقوال المتهم الثالث محفوظ عبدالله الكحلاني، وقبل أن يكمل طلبه ارتفعت اصوات المتهمين مرددين «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، والنصر للإسلام»، ولم يمكنوا عضو النيابة من قراءة أقوال المتهم، فطلب القاضي من العسكر وضع جميع المتهمين في سيارة السجن المركزي وإبقاء المتهمين الثالث والرابع.

ثم تلا عضو النيابة اقوال المتهم الثالث الذي رفض رفضا قاطعا المحاكمة منددا بالمحكمة بأعلى صوته.

وجاء في اقوال المتهم الثالث التي دونتها النيابة العامة اعترافه بالانتماء لمجموعة الحوثي، وأنكر توزيع الأفلام والمحاضرات لبدر الدين الحوثي، واعترف بقيامه بمعالجة جرحى الحوثيين كون عمله صيدليا، كما اعترف في محاضر النيابة بقيامه بشراء أجهزة (موترلا) لا سلكية ومواد طبية ومواد تستخدم في صناعة المتفجرات ومنها مادة السيانيت والزنك، منكرا جميع أقواله في محاضر الاستدلالات بالبحث الجنائي، وقال انها انتزعت منه تحت التهديد والضرب.

وسأل القاضي المتهم عن أقواله فرد عليه بصوت مرتفع: «أنا امتنع عن الاجابة وأرفض هذه المحاكمة».

وبعد ذلك قررت المحكمة قراءة أقوال المتهم الرابع علي محسن صالح حسين الحمزي (28 سنة) ـ متزوج، مؤهله ثانوية عامة ـ وأنكر المتهم في أقواله التي دونتها النيابة الجزائية المتخصصة اشتراكه مع مجموعة الحوثي من قريب أو من بعيد، معترفا باستلامه «قوارير اسبرت طبي» وهواتف نقالة ومسحوقا ابيض، منكرا ايضا تهمة انتمائه «لعصابة مسلحة إجرامية».

وبعدها طلب المحامي من المتهم، الذي كان هادئا نوعا ما مقارنة بزملائه، الحديث والدفاع عن نفسه بسبب تغيب المحامي عبدالرب المرتضى عن حضور الجلسة بعد انسحابه في اليوم السابق.

وقال المتهم للقاضي: «أولا أريد أن اوضح ما تعرضت له من ضرب وإهانة وتهديد وإيذاء نفسي وجسدي ومعنوي داخل البحث الجنائي الذين أحضروني من مقر عملي بصعدة ولم يفهموني بأي شيء، وبعد أن أوصلوني إلى صنعاء قاموا بتغطية عيوني وبدأوا يكيلون لي التهم والضرب والشتم وقاموا بتهديدي، وكان أحدهم يطلع سجارة ويقول إذا لم تعترف سوف اطفئ السجارة في عينك، وكانت العصي تتكسر على ظهري، وبعد أن تم التحقيق معي مع الضرب والإهانات من الساعة السابعة مساء حتى الرابعة فجرا وأنا واقف بدأوا يملون عليّ اقوالي.. ولو قالوا لي حينها من قتل (الحريري) لقلت أنا، وهذا ما وضحته لرئيس النيابة سعيد العاقل الذي حضر وطلبني بعد (25) يوما، وطلب الطبيب الشرعي بعد أن ذهبت كل اعراض الضرب.

طبعا يا سيادة القاضي ابلغت رئيس النيابة أنني منكر جميع أقوالي بالبحث لأنها كانت املاء من المحققين، والحقيقة يا سيادة القاضي أن علي محمد الحمزي، هو من نفس بلادي واستغل زمالتي ومعرفتي به وطلب مني ايصال علاج إلى شخص يدعى باسم الحميدان، وهي عموما أربع قوارير اسبرت موجودة عند أي صيدلي أو حلاق، أما الهواتف فلم أكن أعلم بها أو عددها وإذا ما افترضنا أنني كنت قاصدا أن أوصل العلاج فهو موضوع انساني، فإذا كان الجيش أو منظمات أخرى يعالجون جرحى الحوثيين فعل هذا العمل يعد جريمة».

وأضاف: «يا سيادة القاضي، نعم كنت مشتركا بالحرب الأولى مع والدي، ولكنني التزمت بالعفو العام ورجعت إلى عملي وألقي القبض علي في مكان عملي، وأما المسحوق الأبيض الذي يتحدثون عنه فقد ارغمت على قوله ولم أكن أعرف ما هو وكنت خائفا أن اعرض كرامتي للإهانة في البحث أو في النيابة.. وعليه يا سيدي القاضي أطالب بالإفراج عني، وأطالب محكمتكم ابطال دعوى النيابة العامة ضدي والإفراج عني ولو بالضمانة لكوني أعاني من التهابات في فقرات الظهر وأنا لي (5) أشهر في السجن المركزي لا شمس ولا هواء، وفي داخل غرفة مظلمة ومعاملة سيئة».

وسأل القاضي المتهم عن بصمته على أقواله وهل كانت بالقوة فقال المتهم: «بصمت برضاي ولم يجبرني أحد على البصمة في النيابة ولكنني لم أقر بالاقوال».

وهنا قال القاضي: «المحكمة تقرر إحالة المتهم للطبيب المختص وجلب تقرير عن ما يعانيه وبصفة مستعجلة، وعلى النيابة بصفة مستعجلة أن تنظر في أمور المتهمين الانسانية والصحية واتخاذ الإجراءات الخاصة بالعناية بهم».

ثم أعلن القاضي تأجيل النظر في القضية إلى يوم الأحد القادم حتى تتمكن النيابة من الرد على طلب الإفراج من المتهم، ورفعت الجلسة.

وفي آخر الجلسة طلبت إحدى النساء الحديث إلى القاضي وتدعى نعيمة صالح زوجة أحد الجنود الشهداء بصعدة ويدعى عبدالغني المعمري، وقالت للقاضي: «هؤلاء قتلوا أزواجنا وعيالنا وأبناءنا وإذا أرادوا الموت لأمريكا وإسرائيل فليذهبوا إلى امريكا وإسرائيل للقتال، ولكن أن يدعوا لموت أمريكا واسرائيل ويقتلوا أبناءنا وأزواجنا فهذا لا يرضاه دين ولا اخلاق ولا عدالة».

ثم وجهت المرأة كلامها للمتهمين بصوت أعلى متسائلة: «باسم من تطلبون الموت لامريكا وإسرائيل، ومن الذي يُقتل وأي بلد يخرب؟ أليس هو اليمن وأبناء اليمن أم بلاد اليهود؟.. والله ما يهود إلا أنتم واللي زيّكم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى