«الايام» ترصد معاناة أهالي وادي المسيمير في حلقات ..منطقة دجران تحلم بانقشاع كسوف المشاريع

> «الأيام» محمد مرشد عقابي:

>
طريقو جلب المياه
طريقو جلب المياه
إن المطلع على أحوال منطقة دجران عن كثب يشعر أن الإهمال قد طغى عليها حتى كاد يغطيها بالكامل.. توغلنا إلى اعماق دجران، هذه المنطقة النائية الريفية لنلامس معاناة وأعباء سكانها.. إنها منطقة ظلت تجتر المرارة التي بلغت مداها الأخير ولم يعد بالوسع أن تتحمل المزيد منها.

«الأيام» تمسك أول خيط في بواطن تشخيص مرض منطقة دجران العضال لعلها تهدي من له صلة قرابة بالمنطقة إلى مواطن الداء الذي لم يتم تشخيصه منذ أعوام .. فإليكم ما حفلت به هذه الأسطر.

المعاناة تدق المسمار الأخير في نعش المنطقة

دجران منطقة مطحونة ترزح تحت المعاناة وتصرخ في الظلام ولا حياة لمن تنادي، أحلام أبنائها في التطور والنهوض ذهبت نحو صحراء اليأس والقنوط، وتساؤلاتهم تبدو مشنوقة ومبحوحة من الصعب فك استفهامها، يكابدون الفقر المدقع في الخدمات الحيوية الأساسية.. وحول الكثير من حلقات المعاناة الملتوية على معصم المنطقة تحدث الشيخ سالم أحمد مانع قائلا: «نقول عبر منبر «الأيام» لكل مسؤول كفاية صب الملح على جرح المنطقة الغائر، كفاية ضحك على ذقون الغلابى من أبناء دجران وكفاية نفخ في القربة المقطوعة للمشاريع المخصصة للمنطقة ويكفي عزف على وتر الوعود».

وأضاف قائلا: «ان منطقة دجران تعتبر منطقة كسيحة المشاريع، فالمواطن فيها لا يجد إلا قضم الأظفار وشد الشعر وتقطيب الجبين ليعبر عن حالة الحزن والأسى على ما وصل إليه الحال من تردٍّ في أوضاع المنطقة».

مشيرا إلى أن عجلة التنمية تسير بالمنطقة كل يوم من السيئ إلى الاسوأ فالمنطقة محرومة منذ سنوات عديدة من الكهرباء والماء والطرقات بالاضافة إلى بطالة أبنائها وتدني المستوى المعيشي لسكانها مما لا يسمح لهم بمجاراة الارتفاع المضطرد والغلاء الفاحش في المواد الغذائية والاحتياجات الاساسية التي تضمن بقاء الانسان، ولا يجد امامها المواطن إلا التضرع إلى الله بالدعاء بالستر وحسن الختام.

وطالب في حديثه الجهات الرسمية بالمديرية بالإسراع في عمل حلول والمعالجات التي تخدم صالح المنطقة كعمل السدود والحواجز المائية للمحافظة على ما تبقى من أرض ومزروعات كونها تعتبر مصدرا للعيش والرزق الوحيد الذي يعلق عليه المواطن آمال حياته، ودعا كل الجهات المختصة «إلى النظر إلى حال المنطقة وما تعيشه من ظلام دامس وتوفير ولو مولد كهربائي يغطي حاجة ابناء المنطقة ويرحم براءة أطفال وضعف أهالي المنطقة المحرومين من نور الكهرباء الذي ينعم به من هم حوالينا، ومرور اعمدة الضغط العالي في ارضنا ووسط منازل مديريتنا» وشدد في ختام حديثه على ضرورة إيجاد بنى تحتية كبناء مدرسة لتعليم أطفال المنطقة والمناطق المجاورة لها، وإعادة النظر إلى حال المنطقة المزري، واعتبر السفر الطويل لاطفال المنطقة الذين يقطعون المسافات الشاسعة للوصول إلى إحدى المدارس في إحدى القرى البعيدة يسبب لهم الكثير من الإرهاق الذهني والبدني.

ودعا في ختام حديثه كل فاعلي الخير ورجال المال والاعمال والسلطات والجهات الرسمية بالمديرية والمحافظة إلى الاسراع في تلمس احوال اهالي المنطقة وزرع الخير في هذه المنطقة المحرومة منذ سنوات عجاف لينالوا بإذن الله الثواب.

آمال التطلع تصطدم بصخور التعثر

> وتحدث إلينا المواطن والتربوي المعروف سالم محمد فقال: «إن الحالة المزرية والتهميش الذي تعيشه مديرية المسيمير بكل قراها وأهاليها قد بلغ مداه، وأصبحت المناداة والمناشدة لا تجدي لتوفير اساسيات الحياة والعيش الكريم.

فقد جف حبر القلم من كتابة معاناتنا وبحّت الاصوات بالمناشدات والاستغاثات فلا سامع ولا مجيب، وأصبحت مناشدات ومطالب المواطن كلاما فارغا لا يقدم ولا يؤخر و«جعجعة بلا طحين».. إن الصمت المريب للسلطة المحلية والجهات المسؤولة على وضع المديرية السيئ من فقدان للمشاريع الخدمية وغيرها من اساسيات الحفاظ على المواطن إن دل على شيء فإنما يدل على النظرة الضيقة وتغليب المصلحة الذاتية والشخصية على مصلحة المواطنين العامة».

وناشد كل من لديه رحمة وعدالة أن ينظر إلى حال منطقة دجران ويوفر لأهاليها ولو مولدا كهربائيا ليضيء لهم ظلام ليلهم البهيم، فالمنطقة تفتقر لابسط خدمات التنمية من مشاريع مياه شرب وكهرباء وطرقات، فالماء يجلب من البرك والآبار الملوثة بمختلف الديدان والطفيليات والجراثيم والحشرات التي تعيش عليها، والكهرباء حدث ولا حرج فالمنطقة تنعم بكهرباء الفوانيس بل وكهرباء العصور الوسطى (القماقم، المسارج)، أما الطرقات فالطريق المتوفرة حاليا إن صح التعبير تصلح وبدرجة امتياز لسباقات التسلق الصخري.

وأكد في سياق حديثه أن «المواطن في دجران والمديرية عموما يموت موتا بطيئا نتيجة الفقر والمرض وازدياد البطالة بين ابنائها وغياب توفر فرص العمل للتقليل من رقعة الفقر بين أهالي منطقتنا التي تتسع تتسع يوما بعد يوم».

واختتم حديثه بمطالبة السلطة المحلية بمراجعة حساباتها وإعادة النظر وتقييم الوضع والاهتمام بالمواطن وتنفيذ مطالبه كون عملية التنمية تسير في سائر بقاع الجمهورية إلى الأمام بينما التنمية في مديرية المسيمير تهرول وتسير بنا بسرعة جنونية إلى الخلف.

مؤشرات تدل على المعاناة

> أما المواطن صالح دحان فقال: «نحن في منطقة دجران بحاجة إلى أبسط المشاريع فلا طريق ولا مدرسة ولا كهرباء ولا يحزنون.. حتى الاراضي جرفت ولم يتم عمل الحواجز والسدود والدفاعات للحفاظ عليها».

وتساءل قائلا: «أصبح المواطن في مديرية المسيمير مهمشا إلى ابعد الحدود وبكل ما تحمله كلمة تهميش من معان، وأصبحنا نحن المواطنين لا حول لنا في هذه السلطة ولا قوة..

فالمناشدات والاستغاثات والنداءات التي أطلقناها كلها ذهبت ادراج الرياح إلى مصير مجهول من الاهمال، ولا ندري إلى متى سنظل في غربة وعزلة لا يعلم بحالنا إلا الله».

وواصل حديثه بالقول: »إن منطقة دجران تعتبر جزءا من مديرية مترامية الأطراف يلفها بالكامل خيط الإهمال والتجاهل.. ولا يسعنا في ظروف مديريتنا الحالكة العصيبة إلا الصبر وتعليق ما بقي من بصيص الأمل قبل تلاشيه بالكامل ووضعه في حكم رب العزة حتى يأتي الفرج من عنده».

واستطرد قائلا: «إن الطفل يكابد وعورة وخشونة الطريق للوصول الى المدرسة مغامرا بحياته من خلال عبوره المسافات الطويلة التي يتخللها قطع العديد من الاودية والشعاب حتى يصل إلى المدرسة التي تبعد عن المنطقة بكيلومترات».

وواصل قائلا: «أما بالنسبة للوصول إلى عاصمة المديرية فالمواطن يمشي على قدميه للوصول إليها نظرا لعدم وجود طريق.وفي جانب الكهرباء فالوعود الانتخابية حفلت بما لذ وطاب من الوعود بإيصالها، الا أن كل الوعود جانبت المصداقية ولا ندري اين ذهبت واختفت تلك الوعود، فالفانوس والقماقم هي من تضيء للمواطن ظلمة الليل».

واختتم حديثه بالمطالبة بتزويد المنطقة «بخدمة الهاتف الارضي كونها قد حرمت من كافة المشاريع الحيوية والتنموية فلا بد من توفر خدمة الاتصال لإخراج اهاليها من دائرة التقوقع والعزلة المفروضة عليهم منذ دهور».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى