تركيا تهدد بشن هجوم بعد فشل محادثات مع العراق

> سيرناك «الأيام» توماس جروف :

>
هدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس السبت بإصدار اوامر للقيام بتوغل في شمال العراق ضد المتمردين الأكراد بعد فشل محادثات دبلوماسية مع العراق لتجنب عملية كبيرة عبر الحدود.

وقال اردوغان امام حشد يلوح بالاعلام في ازميت "عندما تأتي اللحظة الضرورية لشن عملية فسنتخذ تلك الخطوة."

وأضاف "لسنا في حاجة لطلب الاذن من احد."

وانهارت المحادثات التركية العراقية الليلة الماضية إثر رفض تركيا مجموعة مقترحات عرضها وزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم واصفة إياها بأنها غير كافية,وغادر الوفد العراقي أنقرة أمس السبت.

وحشدت تركيا ما يصل إلى مئة ألف جندي تدعمهم مقاتلات وطائرات هليكوبتر مقاتلة ودبابات ومدافع مورتر عند الحدود قبل هجوم محتمل ضد حوالي ثلاثة آلاف من متمردي حزب العمال الكردستاني يتخذون من شمال العراق قاعدة لشن هجمات على تركيا.

وتعارض الولايات المتحدة التي شاركت أيضا في المحادثات أي توغل على نطاق واسع في شمال العراق خشية أن يزعزع الاستقرار في شمال البلاد الهادئ نسبيا ويمتد لمناطق أوسع.

وحمل حزب العمال الكردستاني المحظور السلاح ضد تركيا في عام 1984 بهدف إقامة وطن للأقلية الكردية في جنوب شرق البلاد. وقتل أكثر من 30 ألفا في الصراع وفي السنوات الأخيرة طالب الحزب بمزيد من الحقوق السياسية والثقافية.

وهاجم اردوغان ايضا الدول الغربية اليوم لعدم شن حملة ضد اعضاء حزب العمال الكردستاني وقال ان وصف الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي للحزب بانه منظمة ارهابية ليس كافيا.

وقال "نريد اجراء (عمليا) واذا لم تستطع اتخاذ اجراء فانك تكون قد فشلت في اختبار الصدق."

واضاف في مؤتمر في وقت سابق "من يتغاضون عن الارهاب هم متعاونون معه."

وقالت مصادر في الجيش لرويترز ان طائرات عسكرية تقوم بمهام استطلاع فوق المناطق الجبلية الحدودية وتلتقط صورا لمعسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

وتقوم طائرات هليكوبتر بطلعات فوق القرى بينما يقوم جنود بعملية تمشيط بحثا عن ألغام.

وقلل اردوغان ايضا من شأن تصريح رئيس هيئة الاركان الجنرال يشار بويوكانيت الذي ذكر أن الجيش ينتظر اجتماع أردوغان مع الرئيس الامريكي جورج بوش في واشنطن في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني قبل القيام بتوغل واسع النطاق,وتدهورت العلاقات الأمريكية التركية بشدة في الأسابيع الأخيرة.

ونقلت وسائل الاعلام التركية عن الجنرال قوله أمس ان الاجتماع مهم جدا وإن الجيش سيؤجل اي تحرك محتمل حتى عودة اردوجان.

وقال دبلوماسيون اتراك بارزون ان اردوغان منح واشنطن وبغداد وقتا محدودا لاظهار نتائج ملموسة والا اتخذ خطوات ضد حزب العمالالكردستاني واضافوا لرويترز ان اجتماع واشنطن يمثل الفرصة الاخيرة.

ويتعين موافقة الحكومة اولا على اي هجوم كبير والمتوقع ان تشارك فيه قوات برية وجوية.

وقال اردوغان امس "لا اعرف ما سيحدث قبل رحلة امريكا.. نحن في وضع حساس طوال الوقت."

وقال بويوكانيت أمس السبت في كلمة بمناسبة الاحتفال بيوم الجمهورية العيد الوطني التركي يوم الاثنين إن الجيش سيحارب إلى أن يدمر حزب العمال الكردستاني.

وجاء في نص كلمته "نشعر تماما بألم أبطالنا الشهداء. لكن ذلك الألم يزيدنا تصميما على القتال .. هؤلاء الذين يسببون لنا المعاناة لا يمكنهم حتى أن يتخيلوا المعاناة التي سنسببها لهم ونحن عازمون على هذا."

وتظاهر نحو ألف شخص أمس السبت في مدينة سيرناك في جنوب شرق البلاد حيث قتل حزب العمال الكردستاني نحو 40 شخصا الشهر الماضي وقال أنه في أخر هجوم كبير شنه أسر ثمانية جنود. واتخذت اجراءات امنية مشددة في المنطقة مع انتشار قناصة فوق اسطح البنايات وميليشيا لحماية القرى.

وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا من جميع أرجاء الإقليم "مقابل كل 12 شهيدا يولد 12 ألف شهيد تركي جديد."

وقال جميل جيجيك نائب رئيس الوزراء التركي أمس الأول ان الجيش شن 24 عملية محدودة بشمال العراق ضد حزب العمال الكردستاني ولكن لم يحدث اي توغل بري كبير. وهاجمت طائرات هليكوبتر مقاتلة تركية ومقاتلات طراز اف 16 مواقع للحزب داخل شمال العراق في الايام الاخيرة.

ويشكك محللون في نجاح هجوم عسكري كبير على شمال العراق نظرا لأن الهجمات السابقة فشلت في طرد اعضاء الحزب وله مقاتلون ايضا في تركيا.

وسلمت انقرة العراق قائمة باسماء كبار اعضاء متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وطلبت من العراق تسلميها اياهم واغلاق معسكراتهم.

لكن الحكومة العراقية المركزية ليس لها نفوذ يذكر في منطقة شمال العراق الكردية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي وتديرها حكومة اقليم كردستان.

وتقول حكومة إقليم كردستان برئاسة مسعود البرزاني إنه ليس لها سيطرة على حزب العمال الكردستاني وتعهد بالتصدي لاي توغل تركي.

(شارك في التغطية إفرين متشي في أنقرة وإيما روس توماس في اسطنبول) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى