رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> 1- صالح قردش:الميلاد والنشأة ..صالح محمد علي قردش من مواليد الشيخ عثمان (عدن) في 27 يوليو 1941م والتحق بالمدرسة الحكومية الابتدائية عام 1949م وانتقل بعد ذلك إلى المدرسة الحكومية المتوسطة عام 1953م، والتحق بعد ذلك (1956م) في مجال التدريب التجاري (ثانوية تجارية) لدى شركة مصافي الزيت البريطانية (B.P) وخلال الفترة (1956/1960م) تمكن من تأهيل نفسه للحصول على شهادة (جمعية الفنون الملكية R.S.A) في اللغة الإنجليزية والطباعة على الآلة الكاتبة الإنجليزية ومسك الدفاتر عام 1963م وشهادة الثقافة العامة - المستوى العادي (G.C.E-O Level) من جامعة لندن من خلال انتظامه في الدراسة في المعهد الفني بعدن الصغرى، وحصل قردش على ثلاثة مواضيع (اللغة الإنجليزية، اللغة العربية، الجغرافيا).

قردش ومشوار متنوع

أمضى صالح قردش (6) سنوات من مشواره الوظيفي خلال الفترة (1956/1962م) في شركة مصافي الزيت البريطانية بوظيفة رئيس كتبة، وفي العام 1962م التحق بخدمة حكومة اتحاد الجنوب العربي، حيث عمل بوظيفة رئيس كتبة ثم مشرف دائرة أول وعمل في الفترة 1966م حتى 30 نوفمبر 1967م بوظيفة مساعد محاسب ومساعد ضابط توظيف ثم بوظيفة مساعد ضابط تنفيذي، وحصل خلال تلك الفترة على دورات تدريبية في بريطانيا استغرقت الأولى (12) اسبوعاً في الشؤون الإدارية، فيما استغرقت الثانية (6) أسابيع في مجلس العموم البريطاني.

قردش يواصل تنوعه الوظيفي

عمل صالح قردش خلال الفترة (1967/1969) ضابط توظيف في وزارة الأشغال العامة وعمل بعد ذلك خلال الفترة 1969/1970م ضابط توظيف في وزارة البريد والهاتف وعمل خلال الفترة 1970/1972م سكرتيراً مالياً وإدارياً بالجهاز المركزي لمراجعة الحسابات، كما عمل في نفس الجهاز خلال الفترة 1972م/1975م مراجعاً ومفتشاً مالياً.

قصة هروب قردش من عدن إلى الشمال

ورد في السيرة الذاتية للمبدع صالح قردش أنه شارك في العمل الوطني والسياسي من خلال جبهة التحرير والتنظيم الشعبي، وأفاد قردش بأنه تعرض مع آخرين لمضايقات جهاز المخابرات في عدن (المعروف يومئذ بجهاز أمن الثورة وتحول الجهاز إلى عضو في مجلس الوزراء تحت مسمى وزارة أمن الدولة) ووجد نفسه مكرها على مغادرة عدن إلى المحافظات الشمالية تاركا وراءه أفراد أسرته، ويفيد قردش بأن مسؤول الإسكان في المنصورة استولى على بيته في المنصورة وصودرت سيارته وأثاث بيته ومكتبته التي حوت أكثر من (3000) كتاب جمعها خلال عشر سنوات ونيف، ويضيف قردش أن مسؤول الإسكان في المنصورة طرد والدته من البيت ووضع لوحة حكومية على سيارته بعد مصادرتها.

قردش وجعبة ذكريات الإبداع

ترك صالح قردش وراءه ذكريات لا تنسى في العصر الذهبي لعدن وتعود ذكرياته إلى أواخر عام 1954م عندما كان تلميذاً في متوسطة كريتر وتم اختياره مع تلاميذ آخرين من قبل الراحل الكبير حسين محمد الصافي، ووجدها قردش فرصة ذهبية لتلقي التدريب على النطق والقراءة على أيدي عمالقة امثال علوي السقاف ومحمد عمر بلجون وأبوبكر العطاس ومحمد مدي وهي المقدمات التي أهلته لدخول عالم التمثيل، حيث انضم لغرفة المسرح الحديث والذي رشحة للانضمام كوكبة من المبدعين وفي مقدمتهم محمود أربد وسعيد عولقي ومحمد عبدالمنان وعلي أحمد يافعي، وشارك صالح قردش في عدد من التمثيليات الإذاعية والتلفزيونية وعلى خشبة المسرح، كما قدم مسلسلات رمضانية باللهجة اللحجية الموسومة (عباد وعبادة)مع الفنانة أم ذي يزن.

قردش يحمل عصا الترحال إلى القاهرة

استقر صالح قردش في مدينة الحديدة، حيث التحق بالبنك العربي فرع الحديدة بوظيفة مراقب عام، ونائب المدير اعتباراً من يونيو 1975م حتى عام 1987، وفي أكتوبر من نفس العام قدم قردش استقالته من البنك العربي وغادر مدينة الحديدة إلى جمهورية مصر العربية مع أسرته واشترك هناك مع صالح محمد الشقاع بتكوين شركة للتصدير والاستيراد وشاركهما أحد المصريين وعرفت شركتهم باسم (شركة ليندارا «مصر» للتصدير والاستيراد) وكان للأخ صالح الشقاع شركة في لندن باسم (ليندارا- يوكيا- للاستيراد).

نشطت الشركة في استيراد الأسماك المجمدة من عدن إلى مصر وكانت تصدر الخضار والفواكه والأزهار من مصر إلى بريطانيا واقتضت الضرورة الانتقال لبعض الوقت إلى لندن للإشراف على استلام البضاعة التي يقوم بتسويقها هناك شريكهم البريطاني وحالف النجاح شركتهم طيلة أربع سنوات وفوجئ الشقاع وقردش بضغوط مارسها عليهما شريكهما المصري للشراكة معهما في نشاط الشركة في لندن، كما فوجئا بالنصب والاحتيال الذي مارسه معهما شريكهما البريطاني وترتب على ذلك إفلاس الشركة.

قردش والمشروع السياحي في مصر

فتح صالح قردش مطعماً في شارع حسين أحمد رشاد، خلف شارع مصدق بالدقي باسم (مطعم اليمن)وقدم جميع الوجبات اليمنية لزبائنه واكتسب المطعم شهرةً طيلة ثلاثة أعوام وتعرض المطعم بعد ذلك للركود نتيجة الأعمال الإرهابية التي استهدفت السياحة، وتحمل قردش مصاريف عام آخر عسى أن تتحسن الأوضاع، وخابت الآمال وعاد قردش أدراجه إلى الوطن.

قردش والجولات الآسيوية

خلال الفترة 1994/1997م، عمل صالح قردش مديراً تجارياً ومالياً ومديراً للعلاقات العامة في شركة العوادي، وانفضت الشراكة وقام كل شريك بتكوين شركة خاصة به، وفي مارس 1997م وحتى عودته إلى عدن في 8 أبريل 2007م، عمل صالح قردش مديراً تجارياً في شركة الفقيه للتجارة العامة وقرر صالح قردش العودة إلى مسقط رأسه عدن (بعد غياب عنها دام 32عاماً) ليقضي ما تبقى من عمره فيها وليتعرف الأهل والأقارب على أولاده (ابن واحد وثلاث بنات).

خلال بقائه في الحديدة تسنى لصالح قردش مرافقة رجال أعمال يمنيين كمترجم ومفاوض تجاري إلى هونج كونج والصين واليابان وتايوان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا واندونيسيا وتايلاند.

قردش يعلق الآمال على الأستاذين السنفي والكحلاني

أنعم فخامة رئيس الجمهورية على المبدع المعروف صالح محمد علي قردش بوسام 30 نوفمبر (من الدرجة الثالثة) وتسلم القرار الجمهوري، لكنه لم يتسلم الوسام، ويحتفظ قردش بالقرار المبروز في غرفة الجلوس في بيته، إلا أنه نقل معاناته إلى الأخ عبدالكريم صالح شايف، أمين عام المجلس المحلي بمحافظة عدن نائب المحافظ، إذ أنه بلا معاش وبلا بيت عوضاً عن البيت الذي فقده في عدن إضافة إلى ترتيب أوضاع أولاده وأحدهم في الجامعة ومع ذلك فإن قردش لا يزال يعلق الآمال في نائب المحافظ، ماذا وإلا فهناك أ.د. عبدالله السنفي، رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، الذي سينظر وبعين الرحمة في قضيته باعتباره أحد الكوادر الذين أكرهتهم ظروف سياسية على مغادرة الوطن، كما أن هناك الاستاذ أحمد محمد الكحلاني، محافظ عدن الذي سيتسع صدره إن شاء الله لقضيته العادلة.

علي عبده إسماعيل:

الميلاد والنشأة

أسرة (السيد إسماعيل زيد) إحدى الأسر العريقة في مدينة الشيخ عثمان. أنجب السيد إسماعيل زيد ثلاثة أولاد، هم:

1- السيد علي إسماعيل، وأولاده: 1) محمد علي إسماعيل، ضابط الشرطة المشهور. 2) زيد علي إسماعيل.

2- السيد عبده إسماعيل، وأولاده: 1) عبدالله عبده إسماعيل، 2) عبدالرحمن عبده إسماعيل، 3) أحمد عبده إسماعيل، 4) علي عبده إسماعيل،5) حسين عبده إسماعيل، 6) غازي عبده إسماعيل.

3- السيد عمر إسماعيل وأولاده: 1) الشهيد هاشم عمر إسماعيل، 2) محمد عمر إسماعيل.

تقتضي الأماني التاريخية بأن أشير إلى أن من نساء هذه الأسرة هي المناضلة الوطنية والتربوية المعروفة (ليلى السيد علي إسماعيل) وهي من المجايلات للدكتورة اسمهان عقلان العلس.

علي عبده إسماعيل زيد من مواليد الشيخ عثمان في سبتمبر 1939م، تلقى دروسه القرآنية عند السيد عبدالله في غرفة مجاورة لدكان راجح المقطري (المجاور لمنزل السيد عبدالله محمد إبراهيم، والد الكادر القيادي في التخطيط عفيف السيد عبدالله).

في العام 1947م، التحق علي عبده إسماعيل بالمدرسة الحكومية الابتدائية للبنين في الشيخ عثمان وكان مدير المدرسة آنذاك السيد محمد الباقر الحازمي، ومن مدرسيه السيد عبدالله محمد إبراهيم ومحمد أحمد يابلي ومحمد سعيد مسواط، رحمهم الله جميعاً، والتحق بعد ذلك بمدرسة القديس يوسف العالية ST.JOSEPH HIGH SCHOOL بكريتر (عدن) وكان مدير المدرسة آنذاك سعيد حسن مدي، ومن مدرسيه الاستاذ علمي (صومالي) والاستاذ زكريا (هندي).

علي يخوض تجربة العمل الخاص

على مشارف انتصاف الخمسينات من القرن الماضي تخرج علي عبده إسماعيل في مدرسة القديس يوسف (اسم شهرتها مدرسة البادري) وخرج إلى ميدان العمل وقرر خوض تجربة العمل الخاص، وكانت تجارة الجلود مرغوبا فيها وكانت مهمة التاجر جمع الجلود وتجفيفها وتصريفها بعد ذلك لشركات محلية وأجنبية عاملة في عدن ومن أبرزها شركة الـ (بس) وشركة سافون رايس وبيت بارزعة وهائل سعيد أنعم، وكان علي عبده إسماعيل يفضل التعامل مع شركة (سافون رايس) وكان مديرها العام شقيق عبدالقوي مكاوي (أحد كبار موظفي شركة البس، والأمين العام لجبهة التحرير لاحقاً).

لظروف معينة طرأت في مطلع ستينات القرن الماضي، ترك علي عبده إسماعيل العمل في تجارة الجلود لينتقل إلى مجال الوظيفة العامة، حيث وجد فرصة طيبة للعمل في دار الحكومة Government House (دار والي عدن أو المندوب السامي البريطاني لاحقاً) بمدينة التواهي ويسمى (البيت المدور) وقدم علي عبده إسماعيل ما أمكن تقديمه للقضية الوطنية من خلال عمله الجديد.

علي عبده إسماعيل في الوسط الرياضي

أفرغ علي عبده إسماعيل هوايته في كرة القدم بانضمامه أولاً لاعباً في نادي الهلال الرياضي في الشيخ عثمان، الذي تأسس عام 1951م من قبل الأفاضل: حسين عبدالله عمر القاضي وناصر محمد مريدي وصالح عبدالرحمن وعبدالرحيم قائد علي وأحمد قحطان وناصر عمر فرتوت، وانضم بعد ذلك إلى نادي الشببية المتحدة (الواي) في الشيخ عثمان الذي تأسس في 15 أكتوبر 1939م (بعد شهر واحد من مولد علي عبده إسماعيل) وكان مؤسسوه: صالح خميس وعبدالعزيز سالم باوزير وعبدالله علي عراسي وعلي عبده حسن. جدير بالإشارة أن الذين برزوا من الاسرة في رياضة كرة القدم هم الشهيد هاشم عمر إسماعيل ومحمد علي إسماعيل وغازي عبده إسماعيل.

في جبهة التحرير وقائدهم هاشم عمر إسماعيل

التحق علي عبده إسماعيل بصفوف العمل الوطني واختار جبهة التحرير، التي تأسست في يناير 1966م بدمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير، وكان علي عبده إسماعيل من ضمن اشخاص آخرين عملوا تحت قيادة هاشم عمر إسماعيل ومن رفاق سلاحه: محمد علي إسماعيل ومحمد عبده شمسان وعبده علي مقبل سحولي وفضل عبده ابراهيم ومحمد محسن بركات ومحمد علي المحب وعلي إسماعيل وعوض محفوظ وسعيد فارع مديره وصالح هاشم فارع ومحمد هاشم فارع.

مع النهاري وباسويد وآخرين في نقيل يسلح

كان علي عبده إسماعيل من ضمن آلاف المقاتلين المنتسبين لجبهة التحرير والتنظيم الشعبي للقوى الثورية الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة الجيش الاتحادي الذي اعترفت قيادته بالجبهة القومية في 6 نوفمبر 1967م، ونزحوا بعد ذلك إلى المحافظات الشمالية مختتمين بذلك فصلاً نضالياً وليخوضوا فصلاً نضالياً آخر في المحافظات الشمالية دفاعاً عن صنعاء التي حاصرتها القوات الملكية، وقد عرفت تلك المعارك بـ (حصار السبعين).

أفادني المناضل الوطني علي عبده إسماعيل: «كنت مع (40) ضابطاً شرطوياً انسحبنا مع محمد علي إسماعيل من عدن إلى تعز وأقمنا في مبنى تابع للحكومة، وجاءنا الوزير محمد عبده نعمان وأبلغنا بالحاجة الماسة لوقوف المقاتلين والمناضلين القادمين من عدن إلى جانب الثورة في صمودها أمام الحصار الذي قاده قاسم منصر.

أخذنا سلاحنا وسياراتنا التي قدمنا بها من عدن وتحركنا إلى معبر وكان هناك إبراهيم الحمدي، وأمام ضربات المقاومة انسحب قاسم منصر مع مجاميع كبيرة وبقيت فلول بسيطة وهي التي نصبت كميناً استشهد فيه هاشم عمر إسماعيل وسالم يسلم الهارش ونصر بن سيف وغيرهم. إلا أننا قاومنا ووصلنا إلى حزيز وكان عبدالله الحمدي في قيادة ذمار.

انسحبنا إلى يسلح ورابطنا في الجبال أكثر من (20) يوماً وتحركنا بعد ذلك إلى نقيل يسلح ومنه إلى معبر. قابلنا الفريق حسن العمري وقيل لنا إن بإمكاننا العودة إلى تعز فقد انتهى الحصار»، وهنا يتذكر المناضل الوطني علي عبده إسماعيل بأنه لن ينسى تلك الكوكبة من المناضلين الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وفي مقدمتهم هاشم عمر إسماعيل وسالم يسلم الهارش ومحمد ناصر القدح (مختار) وعيدروس السقاف ونصر بن سيف وبليل بن راجح، كما لا ينسى المناضلين الأعزاء: أحمد يوسف النهاري وناصر محمد باسويد وعبده علي سحولي وعلي إسماعيل علي ومحمد علي يحيى وعوض محفوظ.

مشوار كفاحي في جيبوتي عمره (40) عاماً

في العام 1969م نزح المناضل الوطني علي عبده إسماعيل من تعز جواً إلى جيبوتي والتحق بشركة يونيفرسال للبناء (شركة محلية المساهمون فيها الشيخ عبدالرحمن بافضل والاستاذ عبدالولي والشقاع وعوض يافعي) وبعد أربعة أعوام ويزيد، قدم استقالته ليجرب حظه في العمل الخاص وفتح محلاً لبيع قطع غيار السيارات إلى جانب نشاطه في تصدير المواشي، ويتركز نشاطه التجاري حالياً في البطاريات. إن ما يحز في النفس أن هذا الرجل قدم روحه على كفه سواء في عدن أو نقيل يسلح وحمل معه إلى الشمال تحويشة عمره وثلاث سيارات وضحى بكل شيء في سبيل قضية آمن بها وخرج خالي الوفاض إلى جيبوتي وحفر الصخر بأظفاره وكافح آناء الليل وأطراف النهار ليعوض ما فاته وخسره في سبيل القضية وهو على قناعة أن التاريخ سيقول كلمته وأن الله دوماً في عون عباده الطيبين وأن الوسام الذي تمنحه السلطة، حيناً يصيب وأحياناً يخطئ.

المناضل الوطني علي عبده إسماعيل متزوج منذ العام 1964م من السيدة الفاضلة نبيهة السيد علي إسماعيل (ابنة عمه) التي انجبت منه (3) أبناء:1 )المحامي أرسلان، 2)أوسان، يدير مكتباً خاصاً في الهند، 3) أسامة، خريج جامعي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى