جمعيات الشباب والعاطلين:حقوقنا سننتزعها سلميا وحضاريا

> «الأيام» أنيس منصور:

> ثلاث فئات شبابية - هي الشباب والعاطلون والخريجون- تحظى بالحفاوة والاجلال والتقدير والاهتمام في كل المجتمعات والانظمة إلا نظامنا اليمني لم يلتفت لهذه الشريحة المعطاء إلا وقت الطلب، وكأنهم سلع تجارية وكائنات ثانوية ملحقة.

استيقظت السلطة على كيانات مؤسسية منظمة بصورة جمعيات للعاطلين والخريجين تهتم بقضاياهم، فعذابات التعليم ومرارة الوضع والتلاعب بالتوظيف بأساليب ملتوية وطول انتظار المواعيد الهلامية جعلتهم يعلنون للملأ تشكيل الجمعيات لتحدي الظلم والانتصار على الباطل وصد زحف المتنفذين وانتزاع حقوقهم بطرق حضارية سلمية، وكان ثمة محاولات لإجهاض دورهم بالاستنساخ والنقد والتخويف، لكنها اشبه بهذرمة المجنون الذي لا يعقل ماذا يفعل.

وفي لقاء شبابي هام لرؤساء وممثلي جمعيات الشباب والعاطلين رأت «الأيام» أن تلتقيهم لمعرفة ما يدور في مخيلتهم من أهداف ومطالب ورئ وخطط مستقبلية ... فإلى التفاصيل:

> الجامعي فادي حسن باعوم، رئيس جمعية الشباب العاطلين عن العمل بمحافظة حضرموت قال بحسرة:

«نحن في حضرموت شباب مهمشون مقصون محرومون من جميع الحقوق.. وظائف تذهب لمن هم من خارج المحافظة، أراض تنهب وتسلب بالقوة ونحن في قارعة الطريق لم يلتفت لنا أحد، وعلى اثر هذه الممارسات والحيثيات تكونت فكرة انشاء الجمعية ونفذنا الفعاليات الاحتجاجية بطرق سلمية وسوف نواصل نضالنا».

وانتقل فادي متحدثا عن «وجود ستين فتاة اشتركن في الجمعية، والمصادر المالية عن طريق اشتراك الانتساب واشتراك شهري وهناك عوائق وصعوبات في طريقنا منها قمع الاعتصامات والفعاليات ورفض السلطة وإصرارها على عدم اعطائنا الترخيص.. ومطالبنا كثيرة واضحة للعيان».

وأبدى باعوم الصغير انزعاجه الشديد من التمييز ضد أبناء حضرموت الذين لم يتم قبولهم في الكليات العسكرية الهامة، موضحا أن «المطالب التي تم الاعلان عنها إنشاء كلية عسكرية في حضرموت.. هذه المحافظة التي تذهب ثروتها هباءً منثوراً وأبناؤها وشبابها يعانون البطالة مع سبق الاصرار والترصد».

> ومن محافظة أبين القينا برئيس جمعيات الشباب والعاطلين بالمديريات الوسطى خالد عمر العبد وقال:

«نحن كخريجين جامعيين عاطلين نبحث عن المواطنة المتساوية والعيش الكريم الآمن، لكن الوضع يتحدث عن نفسه لقد تم احتكار التوظيف لمن هم في الحزب الحاكم ولأولاد المسئولين، كما أن القبول في كلية الشرطة والكلية الحربية وكلية الطيران ومعهد القضاء خاص بـ(الذوات) ومن المحافظات الشمالية، وحرمان قبول خريجي أبين وعدن ولحج والضالع وحضرموت في هذه المؤسسات التعليمية، ولذلك من ضمن المطالب التي اكدنا على ضرورة تحقيقها خلال الاعتصامات والمسيرات توزيع حصص لكل محافظة بالتساوي وإجراء المفاضلة لكل محافظة بين ابنائها».

> ومن أبين أيضا التقينا بالجامعي محمد صالح مسعدي، رئيس جمعية العاطلين بدثينة، فقال:

«هناك ظلم وإهمال لشريحة الشباب واستحواذ كبار مسؤولي الدولة الذين يحجزون لأبنائهم الوظيفة وهم في مرحلة التعليم بينما يحرم الفقراء والمساكين.. والعجيب أنهم لم يكتفوا بنهب واختلاس أموال المشاريع لكنهم اعتدوا حتى على وظائف الخريجين فإلى متى سنظل نشاهد ونغض الطرف عما يحدث؟ فكان الطريق الصحيح هو انشاء جمعيات العاطلين للمطالبة بحقوقهم.. ونقول للمتلاعبين بالحقوق إن نهاية الظلم وخيمة وإن عشرات ومئات العاطلين الذين تمر عليهم السنوات من أعمارهم أمانة في اعناقكم».

> الجامعي علي عبدالرب صالح، رئيس جمعية شباب بلا عمل بمحافظة الضالع

تطرق إلى الغصص التي يتجرعها الشباب الخريجين منذ صيف 94م قائلا: «يتم الاستحواذ على الدرجات الوظيفة من خارج المحافظة ولا ندري هل الضالع عقيمة حتى يأتي لها أشخاص من خارج المحافظة وعلى حساب ابنائها .. أكثر من خمسة آلاف مرميون في الشارع والحكومة أصمت آذاننا بالوعود الكاذبة والتصريحات في الانتخابات ولم يتحقق منها شيء، ولهذا نظمت جمعيتنا عددا من الاعتصامات وسقط اثنان من العاطلين شهداء وبرصاص السلطة وليس لهما ذنب غير أنهما خرجا ضمن من خرجوا سلميا للتعبير عن مطالبهم، والجمعية بالضالع عندها خطط وأهداف كثيرة تنسجم مع مآسي وآمال الشباب العاطلين»

> ومن مديريات ردفان تكلم الخريج الجامعي مازن محمد صالح، رئيس جمعية الشباب والعاطلين قائلا:

«إن أبناء المحافظات الجنوبية جميعا كانوا يعيشون في ظل نظام يحترم الشعب ويوفر لهم فرص العمل من بعد الثانوية العامة ويلتحقون بالكليات ومؤسسات الدولة. كان التعليم مجانيا وبعد حرف صيف 94م الظالمة عانى الجميع من حياة مزرية ذهبت حقوقهم، يقابل ذلك استئثار أبناء المسؤولين بالمناصب القيادية رغم تدني مؤهلاتهم وهي مفارقة عجيبة جدا. واليوم من خلال هذه اللقاءات والاعتصامات والمسيرات يحدونا أمل بانتزاع حقوقنا ووظائفنا بطريقة سلمية وحضارية، ولن يضيع حق وراءه مطالب».

> نائب رئيس جمعية الشباب والخريجين بلا عمل بلحج رمزي عبدالله الشعبي، ذكر أهمية الجماعة والجمعيات من حيث توحيد الروئ والاهداف والمقاصد خصوصا عندما يكون المطالبون بالحقوق منضوين في إطار جمعية، وأوضح رمزي الشعبي ما قامت به جمعيتهم في كشف وفضح قيادة السلطة المحلية بالمديرية بوثائق دامغة تثبت تورطهم ببيع الوظيفة التي تخضع للمحسوبية والرشوة ومن خارج المديرية وقطع بطائق الهوية لمن هم من محافظات ومناطق أخرى «ونؤكد مواصلة النضال السلمي وتبني معاناة الشباب والخريجين وقضاياهم المتنوعة حتى يتم الاستجابة والرضوخ والاعتراف بمظالم الشباب».

> جمعية (عاطلون بلا عمل) بكرش بمحافظة لحج هي أول جمعية تأسست بالمحافظات الجنوبية وتم إشهارها ووسعت فعالياتها .. عن قضايا تدني الخدمات والحرمان المتعمد لشباب وخريجي كرش قال رئيس الجمعية وليد علي حميدة (بكالريوس اعلام منذ خمس سنوات) «المعاناة تولد الإبداع ومن يشاهد أحوال الخريجين والعاطلين عن العمل يصاب بالحيرة.. فأين السلطة ووعودها ممن يحملون الشهادات العليا ويعملون في المطاعم والورش؟! اعرف خريجين أصيبوا بحالات نفسية إذ مضى على تخرجهم عشر سنوات ومضى عليم قطار الزواج، وآخرين تركوا التعليم الجامعي بسبب التكاليف الباهظة مع الوضع الاقتصادي المتردي، وجامعيين ليس لهم مأوى وأراضي لحج يستولي عليها المتنفذون، والبعثات الخارجية لا نعرف كيف تدار معاملاتها.. أربعة مصانع تحيط بمحافظة لحج فيها عاملون من أبناء محافظات أخرى أما شباب كرش وعموم مناطق لحج فإنهم يتسكعون ويترددون لكن لم يجدوا من يسمع آهاتهم».

> رئيس جمعية الشباب العاطلين عن العمل بمحافظة عدن نظير حسان محمد تحدث عن ما تعرضت له جمعيتهم من مماطلة في إصدار التصريح واستنساخ الجمعية، لكن ذلك لم يثنهم عن مواصلة النضال، وقال: «معاناة ابناء عدن والخريجين من الجامعات في التعليم وحرمانهم من الدورات والابتعاث الخارجي» مشيرا إلى أن «الوظائف المعتمدة سنويا لا تتناسب مع عدن كعاصمة تجارية بل ان هذه الوظائف يستولي عيها خريجون من المحافظات الأخرى.

واليوم أصيب شباب عدن من طول انتظار الوظيفة بالإحباط واليأس والتذمر من تصرفات الدولة».

أهداف الجمعيات العامة

تأسست جمعيات العاطلين في المحافظات الجنوبية ومديرياتها وفق منظومة متكاملة موحدة في الأهداف، كما تم تشكيل مجلس التنسيق على مستوى المحافظات على امل تأسيس مجلس التنسق الأعلى لجمعيات الشباب والعاطلين عن العمل في المحافظات الجنوبية، وخصوصا بعد أن تم الإعلان عن اللجنة التحضيرية.

ومن خلال الاطلاع على أهداف الجمعيات تبين وحدة الهدف لكل الجمعيات رغم اختلاف العبارات، وهنا يمكن إيجاز هذه الأهداف في:

العمل على حل مشكلة الشباب العاطلين والخريجين ذكورا وإناثا من حيث التعليم المجاني وتوفير فرص عمل وضرورة حصولهم على الاراضي وبناء المساكن من خلال انشاء جمعيات سكنية ومساعدتهم في الزواج وتكوين الاسرة والعمل على توفير الحماية اللازمة للشباب والشابات من الانحرافات التي تسبب لهم اضرارا جسدية ومعنوية، ورعاية الشباب صحيا، وإنشاء المراكز الرياضية على مستوى الأحياء والحارات والمناطق والقرى، والعمل على إشراك الشباب في الابتعاث الخارجي وفقا للمجال التخصصي والتنسيق مع الحكومة والمنظمات العربية والاقليمية والدولية.

وكذلك ممارسة الشباب الحق في التعبير عن الرأي ونشره في وسائل الإعلام والمشاركة السياسية والمساهمة في منح قروض مالية لمنتسبي الجمعيات تهدف إلى حل مشكلة الشباب وتحسين ظروف معيشتهم من خلال المشاريع التنموية.

في نهاية اللقاءات برؤساء جمعيات الشباب والعاطلين عن العمل سألتهم «الأيام» عن مدى استجابة السلطة لقضاياهم فأجمع الكل بقولهم: «مطالبنا واضحة والسلطة تجيد الثرثرة ودغدغة العواطف مع كل موسم انتخابي للكسب فقط.

إنها دولة ونظام تلعب بعقول العاطلين وتستخف بهم» وأكد رؤساء جمعيات العاطلين أن قضاياهم مرتبطة جذريا بالقضية الجنوبية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى