انفجار ببغداد يسلط الضوء على التحديات الأمنية في العراق

> بغداد «الأيام» بول تيت وميسي ريان :

>
حذر زعماء عراقيون أمس الأربعاء من ان الصراع الطائفي لا يزال يشكل تهديدا كبيرا رغم تحسن الأمن وذلك بعد ساعات من انفجار هائل هز وسط بغداد فيما أعلن الجيش الأمريكي مقتل ثلاثة من جنوده.

وقالت الشرطة العراقية ان قنبلة مزروعة في الطريق انفجرت اليوم خارج المنطقة الخضراء المحصنة والتي تضم السفارة الأمريكية وبعض الوزارات العراقية مما ادى الى مقتل اثنين من المدنيين واصابة ثلاثة آخرين.

وهز الانفجار وسط بغداد ورج المباني داخل المنطقة الخضراء ووقع على مقربة من نقطة تفتيش حيث يصطف كل صباح مئات العراقيين الذين يعملون في المنطقة الخضراء المترامية الاطراف.

وكان الانفجار من أشد الانفجارات التي سمعت في بغداد منذ أسابيع بعد تراجع كبير في الهجمات التي كانت في وقت سابق من العام حدثا يوميا معتادا.

وقال الاميرال جريجوري سميث المتحدث باسم الجيش الامريكي ان الانفجار استهدف قافلة من العربات العسكرية وتسبب "في خسائر عسكرية ومدنية عدة" لكنه لم يعط المزيد من التفاصيل.

وفي جنوبي بغداد قالت مصادر من الشرطة إن مهاجما يرتدي سترة ناسفة فجر نفسه فقتل شخصين واصاب ستة خلال اجتماع لشيوخ عشائر عربية سنية في بلدة الاسكندرية المضطربة التي تقع في منطقة تعرف باسم "مثلث الموت".

وبعد ساعات اجتمع زعماء عراقيون في مؤتمر عن الاعمار في المنطقة الخضراء في مكان لا يبعد كثيرا عن مكان انفجار بغداد وحذروا من ان الاموال وحدها لن تحل مشاكل العراق.

وصرح طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي وهو سني بأن الدمار الاكبر حدث في" النسيج الاجتماعي". وذكر ان هذا سيظل العقبة الرئيسية على طريق الامن والاستقرار.

ولا تزال الاضطرابات الطائفية عقبة كبيرة بين الشيعة والعرب السنة في العراق.

وطوق حراس من ديوان الوقف السني وهو هيئة تابعة للدولة اليوم مسجدا تستخدمه هيئة علماء المسلمين وهي هيئة سنية ذات نفوذ تضم رجال دين متشددين وتتهمها الحكومة العراقية بالتحريض على العنف.

وقال بيان لهيئة علماء المسلمين إن موظفيها طردوا من مسجد أم القرى في غرب بغداد كما توقف بث محطة إذاعية كان ينطلق من المسجد.

ولم يعلن مبرر فوري للمداهمة غير أن الهيئتين بينهما خصومات منذ فترة طويلة.

وقال الجيش الأمريكي ان اثنين من جنوده قتلا واصيب اربعة في انفجار قنبلة في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد أمس الأول. وقتل آخر بالرصاص قرب مدينة الموصل التي تبعد 390 كيلومترا الى الشمال من بغداد.

وبمقتل الجنود الثلاثة يرتفع الى 3863 عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق وذلك وفق ما أورده موقع مستقل على شبكة الانترنت يتتبع الخسائر في صفوف المدنيين والعسكريين بالعراق.

وقال السفير الأمريكي لدى العراق ريان كروكر خلال مؤتمر الاعمار "نحن بحاجة لتذكير أنفسنا بأن هذه المعركة لم تنته... لايزال هناك عدو .. ارهابيون .. ميليشيات متطرفة عاقدو العزم سينتهزون أي فرصة تواتيهم لاستعادة السيطرة على شوارع بغداد."

وتراجعت الخسائر في الارواح بين صفوف القوات الامريكية والمدنيين العراقيين بقوة خلال الشهرين الماضيين مع ارسال واشنطن 30 ألف جندي اضافي الى العراق وتحسن اداء قوات الامن العراقية والاعتماد بدرجة كبيرة على وحدات الشرطة المحلية التي تشكلت في الاحياء.

لكن رغم ذلك قتل هذا العام 860 جنديا أمريكيا وهو أكبر عدد من القتلى في عام منذ الغزو الامريكي للعراق عام 2003. ويحتل عام 2004 المركز الثاني في السنوات الاكثر دموية للقوات الامريكية في العراق حتى الآن حيث شهد مقتل 849 جنديا.

وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش ارسل القوات الاضافية الى العراق للمشاركة في حملة اعتبرت محاولة اخيرة للحيلولة دون انزلاق العراق الى حرب اهلية طائفية.

وحين بدأت الحملة في فبراير شباط كان العراق يشهد العديد من التفجيرات وحوادث إطلاق النار كل يوم تقريبا.

وبعد اكتمال نشر القوات الاضافية بحلول منتصف يونيو حزيران تراجعت الهجمات في بغداد وغيرها من المناطق في العراق تدريجيا.

لكن مدينة الموصل ثالث أكبر مدن العراق ومحافظة ديالى اللتين تسكنهما أعراق مختلفة مازالتا من المناطق المضطربة بعد ان اضطرت القاعدة في العراق الى الخروج من محافظة الانبار الغربية ومن بغداد.

ويلقى على القاعدة في العراق مسؤولية معظم الهجمات الكبرى بسيارات ملغومة. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى