وضع جديد اثر استقالة نائب المستشارة الالمانية

> برلين «الأيام» آن باديو :

>
تواجه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل وضعا جديدا اثر استقالة نائبها من الحزب الاشتراكي الديموقراطي فرانتس مونتفرينغ الامر الذي زاد من ضعف الحزب وتشديد لجهته وسط اجواء انتخابية مبكرة قبل موعد الانتخابات بسنتين.

ويتعين على ميركل التي فقدت حليفها الاشتراكي الديموقراطي الاكثر امانا في التحالف مع منتصف ولايتها، ان تستعد لمرحلة ساخنة على الصعيد الداخلي حيث قد يزيد تباطؤ معلن في النمو خلال 2008 في تعقيد عزمها على خفض ديون الدولة.

واعتبر مساعد الناطق باسم بالحكومة توماس شتيغ ان "الاسف العميق" الذي اعرب عنه الوزراء أمس الأربعاء يدل على "الاحترام" الذي كان يحظى به وزير العمل السابق وهو من انصار التشدد في الميزانية.

ويبدو ان الائتلاف الكبير الذي يواجه اصلا ازمة ثقة بين المسيحيين الديموقراطيين والاشتراكيين الديمقراطيين، قد يتحول الى الجمود.

واعتبر كلاوس شوبرت من معهد مانستر (غرب) السياسي ان الخبراء لا يرون اي بديل عن "الائتلاف الكبير" الحالي. وان ثمن ذلك هو "حالة من الشلل" في المانيا.

وفي رد على وكالة فرانس برس، قال شوبرت انه "لا يمكن لاي حزب من الائتلاف ان يجازف بخطوة قد تكون خاطئة" قبل سنتين من الانتخابات التشريعية وبضعة اشهر من عدة انتخابات اقليمية.

والحزب الاشتراكي الديموقراطي المتداعي اثر استقالة مونتفرينغ وانخفاض شعبيته في الاستطلاعات الاخيرة التي ترجح حصوله على 30% من الاصوات، والذي يمثله ثمانية وزراء في الحكومة، يفتقر الى الدعم للتجرؤ على زعزعة الائتلاف,وان كل ما قد يتاح له هو تشديد لهجته ومواصلة انعطافه الى اليسار لكسب قسم من ناخبيه الذين خيبتهم اصلاحات الدولة الراعية. الامر الذي لم يتاخر فيه جناح اليسار في الحزب.

وحذرت اندريا ناهلس نائبة رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي ميركل من ان "فترة السماح" التي كانت تستفيد منها "قد انتهت"، داعية اياها الى الاستعداد "لاختلافات اكثر خطورة".

ولم تتاخر الاختلافات حيث ان مونتفرينغ انسحب على خلفية نكسة غداة اجتماع كبار مسؤولي الائتلاف. وفشل موقتا في فرض حد ادنى للرواتب في الخدمات البريدية بعد ان كان الموضوع مغريا انتخابيا بالنسبة للحزب الاشتراكي الديموقراطي في غمرة الاستعدادات للانتخابات التشريعية في 2009.

ولم يخف مونتفرينغ امتعاضه عندما كشف للصحافيين الاسباب "العائلية البحتة" التي دفعته الى الاستقالة أمس الأربعاء.

كذلك يختلف المحافظون والاشتراكيون الديموقراطيون حول اجراءات خصخصة شركة السكك الحديدية العمومية "دويتشي باهن" في مشروع يبدو انه قد فشل خلال هذه الولاية التشريعية.

وقبل اسابيع قليلة من مؤتمر الامم المتحدة حول المناخ في بالي، يتبادل الطرفان ايضا الانتقادات بشان الارقام والاهداف في مجال حماية البيئة.

واعتبر الخبير مايكل شبرنغ في تصريح للتلفزيون العام ان "الحملة الانتخابية قد انطلقت" حتى داخل الحزب الاشتراكي الديموقراطي.

وترك زعيم الحزب كورت بك الذي يرغب في التخلص من الانضباط الحكومي والاحتفاظ بحرية التعبير، امينا عاما سابقا في الحزب هو اولف شولتز يتولى منصب وزير العمل خلفا لمونتفرينغ.

واوضح شوبرت ان كورت بك يرغب في "تحسين وضعه" استعدادا للانتخابات التشريعية.

ويرى شوبرت ان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يحظى بشعبية كبيرة بين الراي العام ولكن دون التمتع بدعم جذري داخل حزبه على غرار مونتفرنغ "سيكسب المزيد من السعمة". كما ان التنافس القائم اصلا بين ميركل وشتاينماير قد يشتد.

وتوقع ان تحصل "توضيحات داخلية" لمعرفة اي من كورت بك او شتاينماير سيترشح الى منصب المستشار عام 2009. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى