اظهرت الجلسة المغلقة لوزراء منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك خلافا في الرأي بشأن اتخاذ موقف من تدني سعر صرف الدولار تمكن عشرات الصحافيين أمس الجمعة من الاطلاع عليه بسبب خطأ فني.

وحسمت التصريحات الرسمية التي اعقبت الاجتماع مساء أمس الجمعة الموقف بشأن عدم تطرق البيان الختامي لموضوع الدولار الضعيف كما طلبت ايران.

وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي خلال الاجتماع الذي نظم عشية انعقاد القمة الثالث لقادة دول اوبك منذ تاسيس المنظمة قبل 47 عاما، ان بلاده ترغب في ان يعرب البيان الختامي للقمة عن القلق ازاء انخفاض سعر صرف الدولار الذي يقلص عائدات الدول المنتجة للنفط.

وقرأ متكي امام وزراء خارجية ونفط اوبك خلال الاجتماع المخصص للاتفاق على نص البيان الختامي لقمة الرياض، اقتراحا مكتوبا جاء فيه ان على الدول الاعضاء ان تعبر في البيان الختامي للقمة عن القلق ازاء "التدهور المستمر في سعر صرف الدولار".

ولم يكن متكي او اي من وزراء المنظمة التي تضم 12 عضوا، يعرفون ان عشرات الصحافيين في قاعة الاعلام يشاهدونهم.

وسارع وزير النفط الفنزويلي الى دعم الاقتراح بينما عارضه رئيس الجلسة وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل معتبرا ان موقفا كهذا قد ياتي بنتائج عكسية.

وقال الامير سعود ردا على متكي "هذا موضوع حساس يجعل الدولار ينهار اكثر، وبالتالي يزيد من المشاكل التي نعاني منها".

واقترح وزير الخارجية السعودي "ان نترك هذا الموضوع الى الجهة المختصة وهي وزراء المال" معتبرا انه اذا ما سارت اوبك بالاقتراح الايراني "ربما نرى ان الدولار ينهار بدلا من ان يحصل ما هو لصالحنا".

واضاف بالانكليزية "هناك اشخاص من وسائل الاعلام ينتظرون في الخارج لياخذوا هذه النقطة وسيضيفون اليها وربما نشهد تدهورا اكبر في سعر الدولار".

وخلص الامير سعود الى القول "كلنا نريد ان نجني مزيدا من المال وليس كمية اقل من المال، ولكن بجب ان نعي ان ما نقوم به يمكن ان يؤثر على عائداتنا".

وفي قاعة الاعلاميين في الفندق حيث تعقد الاجتماعات، شاهد الصحافيون الذين قدموا من شتى دول العالم، هذه المناقشات الحامية على شاشة تلفزيون واحدة من اصل عدة شاشات بقيت مطفأة.

الا انه وبعد مرور اكثر من ثلاثين دقيقة من استمرار البث عبر الشاشة ولو بشكل رديء، تدخل احد المنظمين غاضبا واطفأ الشاشة.

واثار قطع البث ردة فعل في صفوف الصحافيين بين الضحك والاسف لانهم كانوا يدركون ان المعلومات التي يسعون جاهدين للحصول عليها ما كان يمكن ان تتاح لهم بهذه السهولة لولا وجود خطأ فني.

وبعد انتهاء الاجتماع، اكد الامين العام لاوبك عبدالله البدري ان قادة دول المنظمة لن يعبروا في البيان الختامي لقمتهم عن قلق ازاء المستوى الضعيف للدولار،وقال "دعوني اكون واضحا، لن يكون هناك ذكر للدولار في البيان الختامي".

من جهته، قال متكي لعدد قليل من الصحافيين بعد انتهاء الاجتماع انه "تقرر ان تحال هذه المسالة الى وزراء المال".

واضاف بحسب ترجمة من الفارسية من قبل احد مرافقيه، ان "وزراء المال سيدرسون الاليات الكفيلة بمعالجة هذا الموضوع وذلك من اجل الحفاظ على عائدات اوبك".

وتاتي قمة الرياض في وقت تتعرض فيه المنظمة لضغوط كبيرة لزيادة انتاجها من اجل تهدئة الاسعار التي تسجل مستويات قياسية وكادت تصل الى مئة دولار للبرميل الاسبوع الماضي.

وذكر وزراء نفط المنظمة ان اجتماعات الرياض الوزارية التي بدات أمس الأول، وكذلك القمة السبت والاحد، لن تصدر اي قرار لزيادة الانتاج، معتبرين ان قرارا من هذا النوع غير ضروري وان العوامل التي تتسبب بارتفاع الاسعار خارج سيطرة اوبك التي تضخ 40% من النفط في العالم.

من جهته، قال وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل أمس الجمعة ان اوبك ستضع تكنولوجيا التقاط وتخزين ثاني اكسيد الكربون في صلب اجندتها البيئية الجديدة، وذلك عبر الدفع باتجاه استخدام هذه التكنولوجيا على نطاق اوسع للحد من مخاطر انبعاثات الكربون.

كما ان السياسة لن تغيب عن قمة اوبك ولو ان عرف المنظمة يجعل من اجتماعاتها تتناول مواضيع اقتصادية حصرا.

وقد دعا الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز من كاراكاس اوبك الى "الذهاب الى هو ما ابعد من مجال الطاقة" واتخاذ "اهداف سياسية وجيوسياسية" فيما من المتوقع ان يرد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على اسئلة الصحافيين المتعلقة ببرنامج ايران النووي عندما يصل الى الرياض اليوم السبت. (أ.ف.ب)