باكستان تفرج عن بوتو قبل اجتماع مبعوث أمريكي مع مشرف

> لآهور «الأيام» كمران حيدر :

>
زعيمة المعارضة بينظير بوتو
زعيمة المعارضة بينظير بوتو
رفعت السلطات الباكستانية الاقامة الجبرية التي فرضت على زعيمة المعارضة بينظير بوتو قبل بدء زيارة دبلوماسي أمريكي كبير أمس الجمعة بهدف إقناع الرئيس برويز مشرف بإنهاء حكم الطواريء.

ومن المقرر أن يجتمع جون نيجروبونتي نائب وزيرة الخارجية الامريكية مع مشرف اليوم السبت ومن المتوقع أن يضغط عليه لرفع حالة الطواريء التي فرضها قبل اسبوعين والإفراج عن آلاف المعتقلين وإجراء انتخابات "حرة ونزيهة".

وفي مقابلة مع رويترز بعد ساعات من رفع الاقامة الجبرية عنها قالت بوتو إنه يتعين على المبعوث الامريكي أن يتخذ نهجا حازما مع مشرف الذي تولى السلطة في باكستان في انقلاب قبل ثمانية أعوام.

وقالت بوتو التي وضعت رهن الاقامة الجبرية في منزلها في لاهور منذ يوم الثلاثاء لمنعها من قيادة مسيرة احتجاجية "المهم هو ما سيقوله السيد نيجروبونتي للجنرال مشرف ولقواتنا المسلحة وما سيقوله إذا اجتمع مع الاحزاب السياسية."

وأضافت "ينبغي أن يكون جدول الأعمال هو إرساء الديمقراطية في باكستان" لكنها لم تبد أي التزام بشأن ما إن كانت ستجتمع مع نيجروبونتي الذي وصف مشرف في وقت سابق بانه حليف "لا غنى عنه".

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن نيجروبونتي تحدث هاتفيا اليوم مع بوتو.

وقال شون مكورماك المتحدث باسم الوزارة بخصوص النقاش الذي دار بين نيجروبونتي وبوتو "أكد مجددا .. أهمية عمل القوى المعتدلة في باكستان معا من أجل مستقبل افضل لباكستان وأيضا من أجل إعادة باكستان إلى مسار الحكم الدستوري."

وتابع في تصريحات للصحفيين "أراد أن يسمع منها قليلا عن رؤيتها للوضع السياسي في باكستان. هذا جزء مما يحاول التعرف عليه."

ومعظم زعماء المعارضة رهن الاحتجاز إلى جانب محامين ونشطاء معارضين وحقوقيين.

وفي العاصمة أدت الحكومة المؤقتة اليمين أمام مشرف. وعين الجنرال حليفا له في منصب رئيس الوزراء المؤقت هو رئيس مجلس الشيوخ محمد ميان سومرو وحكومة مؤلفة من 24 وزيرا غالبيتهم من المؤيدين لرئيس الباكستاني للاشراف على الانتخابات المقرر إجراؤها بحلول التاسع من يناير كانون الثاني بعد أن انقضاء فترة البرلمان ومدتها خمس سنوات أمس الأول الخميس.

وتقول المعارضة انه ما من فرصة لان تكون الانتخابات نزيهة في ظل هذه الظروف. واضافة الى رفع حالة الطوارئ تصر بوتو على مفوض مستقل للانتخابات وتنصيب حكومة مؤقتة تقبلها جميع الاحزاب.

وتعتزم بوتو أن تناقش مع زعماء معارضين آخرين يوم 23 نوفمبر تشرين الثاني ما إن كانوا سيقاطعون الانتخابات.

ونسب إلى رئيس الوزراء السابق شوكت عزيز الفضل على نطاق واسع في تحويل باكستان من بلد كان على شفا الإفلاس قبل ثمانية أعوام إلى واحد من أسرع الاقتصادات نموا في العالم. وهناك شكوك كبيرة بشأن دوره في الحكومة المقبلة.

وألقت حالة عدم اليقين بثقلها على أداء الأسواق المالية. ورغم أن البورصات أغلقت على انخفاض طفيف اليوم فقد اقترب المؤشر الرئيسي من أدنى مستوياته في شهرين وفقد 5.5 في المئة منذ فرض حالة الطواريء. لكنه لايزال مرتفعا 31 في المئة هذا العام.

وكانت الولايات المتحدة تأمل في ان يقتسم مشرف وبوتو السلطة بعد الانتخابات العامة لكن بوتو التي ثار غضبها بسبب حملة مشرف استبعدت ذلك.

وقالت في مؤتمر صحفي في وقت سابق "لا أرى كيف يمكنني التحالف مع شخص ينعش الآمال ثم يبددها.. يقطع التزامات ثم يغير المسار. لقد تحدث معي عن خارطة طريق للديمقراطية وفرض حالة الطواريء."

وقالت لمحطة تلفزيون سكاي نيوز البريطانية أنه يتعين على نيجروبونتي أيضا أن يحذر مشرف من أن المعونة الأمريكية قد تتوقف.

وقدمت واشنطن لباكستان ما يقدر بنحو عشرة مليارات دولار كمساعدات مالية منذ عام 2001 خصص معظمها للجيش.

ولدى اعلانه حالة الطواريء علق مشرف العمل بالدستور وعزل قضاة ينظر اليهم على انهم معارضون له واعتقل الاف الخصوم ونشطاء حقوق الانسان وفرض قيودا على وسائل الاعلام.

ورفعت الإقامة الجبرية أيضا عن أسما جهانجير أبرز نشطة حقوقية في البلاد. واجتمعت جهانجير مع بوتو أمس الجمعة.

واندلعت احتجاجات صغيرة عبر البلاد وفرقتها الشرطة باستخدام العصي,وقتل صبيان في واقعة إطلاق نار خلال احتجاج نظمه أنصار بوتو أمس الأول.

وتخشى واشنطن من أن تؤدي الاضطرابات إلى صرف الانتباه عن القتال ضد المتشددين الذين يؤيدون حركة طالبان في أفغانستان.

وكثف الجيش الباكستاني الجهود لطرد المتشددين من منطقة وادي سوات في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي حيث يقول إنه قتل عشرات المتمردين في الايام الأخيرة.

ويقول مشرف إنه سيستقيل من منصبه قائدا للجيش وسيؤدي اليمين رئيسا مدنيا بمجرد ان ترفض المحكمة العليا التي عين فيها قضاة ينظر اليهم باعتبارهم من المؤيدين للحكومة الطعون المقدمة ضد إعادة انتخابه الشهر الماضي,وقال المدعي العام إن ذلك قد يحدث بنهاية الشهر.

(شارك في التغطية سايمون جاردنر في لاهور وأوجوستين أنطوني في إسلام أباد) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى