> «الأيام» وليد عبدالعزيز أحمد:

أساسية في طريق الإصلاح المطلوب في هذا الوطن الذي يتطلع كل الخيرين فيه إلى أن يصبح وطناً للجميع، وتظل الخطوة الحقيقية الأولى في هذا المجال هي معرفة الحقوق والواجبات لكل مواطن حتى يشعر بأن الكل أمام القانون سواء، إن جهل المواطن بحقوقه من أكبر الكوارث التي يعيشها المواطن في هذا البلد، وعليه فإننا نوجه دعوة صادقة إلى كل من يهمه الأمر لتدريس الدستور اليمني في المدارس الثانوية كمادة أساسية، فهذه الفترة من العمر هي أهم الفترات التي يمر بها الشخص في حياته التأسيسية ليحدد مسار مستقبله.

مرت علينا خلال السنوات الماضية العديد من التعديلات الدستورية التي لاعلم لنا بها لأننا لم نقرأ الدستور ولم نفهم محتوياته ولم نعرف حقوقنا وواجباتنا تجاه الدولة وما هي حقوق واجبات الدولة تجاه المواطن، وحتى لايمر جهل الاستفتاء والتعديلات الدستورية مرور الكرام وتحت المصالح التي يسخرها من يقوم بتلك التعديلات التي تقوم على الهوى نطالب وبكل مسئولية تدريس الدستور بشكل تفصيلي وأساسي في المدارس حتى ينشأ جيل واع بحقوقه وواجباته لاجيل أمي لايعي حتى أبسط الحقوق الإنسانية.

الدستور قانون الدولة الرئيسي والمقدس الذي لايحق لأحد تعديله أو المساس به حسب مقتضيات المصلحة الأنانية التي توفرها له الظروف ويجب الأخذ بآراء الجميع من أبناء الوطن بشكل متساو ودراسة أي تعديلات دراسة تخصصية تخدم الوطن والمواطن وليس فئة من الناس أو مرحلة من المراحل.

إن تدريس الدستور واجب وطني يجب أن يؤخذ مأخذ الجد، ويجب ألا تخاف الحكومة أو القوى السياسية من ذلك بل على العكس هو الأساس والأمان للجميع، بدلاً من جر الناس مثل القطيع إلى مراكز الانتخابات والاستفتاء دون علم أو معرفة لما هو مطلوب، ولذلك يمكن القول إن تدريس الدستور اليوم هو لغة جيل المستقبل الواعي لواجباته والمدرك لحقوقه بشكل جيد.

كل دول العالم المتحضر تقوم بتدريس الدستور في المدارس وبشكل إلزامي، ويحث الآباء الأبناء على ذلك بكل جدية ووعي، وقراءة الدستور واجب وطني يشعر به كل مواطن في هذه الدولة ليعرف حقوقه الوطنية والدستورية من خلاله.وكلنا يعلم أن حكومات دول العالم الثالث سعيدة بهذا الجهل الذي هو من أهم صناعاتها الجيدة التي تجعل المواطنين في عماهم سادرين.لقد استخدمت كلمة الدستور والاختراقات الدستورية أثناء الانتخابات الماضية كثيراً جداً وبمعان مختلفة ومواقع مختلفة وبأسلوب لايرتقي إلى مكانة الدستور كوثيقة حكم مقدسة تخص الوطن والمواطنين.

أتمنى أن تصيب أولى خطوات الإصلاح والتغيير الحقيقي في اتجاه الإنسان الذي هو أغلى ثروات الوطن بعد سنوات من العدالة والمساواة والمفقودة فدراسة الدستور بكل تأكيد مفيدة للأجيال القادمة والزمن القادم، وكفاية جهل وتجهيل بأهم القوانين،

وهل في إستراتيجية التعليم نصيب من هذا؟

وكل عام وأنتم بخير .