رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> خلفيات أسرة حمود حسن الهاشمي: ورد في ذكريات العطر الذكر محمد علي لقمان المحامي ، التي أعاد نشرها الزميل عبدالرحمن خبارة في كتابه «نشوء وتطور الصحافة» أن عدداً كبيراً من أبناء العرب اليمنيين هاجروا من المخا إلى عدن بعد الاحتلال العثماني لتهامة فازدهرت التجارة في عدن على حساب المخا. ويفيد لقمان بأن النازحين سكنوا حافة العيدروس وكان من ضمنهم حمود حسن الهاشمي المولود في المخا. يضيف لقمان في إفادته أنه تخرج في المدرسة الحكومية عام 1910م وكان ناظر المدارس آنذاك السيد حمود بن حسن ويفيد لقمان «وكنا ندعوه المستر حمود» وللحقيقة لم يقصد لقمان كلمة «مستر» التي تعني «سيد» بل «ماستر» التي تعني «الأستاذ» وكان علي إبراهيم لقمان، رحمه الله ينعم بهذا اللقب أيضاً.

وجاء في إفادة طيبة عممها أستاذنا الفاضل، عبدالله فاضل فارع أن حمود ماستر كان له كتابان، أحدهما في تدريس اللغة العربية لغير العرب وكتاب مختارات من الأدب الإنجليزي وكان كلاهما باللغة الإنجليزية، أما أستاذنا عمر عوض بامطرف فقد أفاد في سياق دراساته عن قصة المسرح في عدن بأن حمود ماستر طرق أولاً باب المسرح بتقديم مسرحية «يوليوس قيصر» لوليم شكسبير وقام حمود بن حسن الهاشمي (حمود ماستر) بترجمتها إلى العربية وكان ناظراً للتعليم وكان عبدالرحيم خان مديراً للمدرسة ويشير أستاذنا بامطرف «إذن فالاثنان لهما الفضل والأثر الأول على هذا العمل البكر».

ولذلك تهيأت الأرضية للسيد حمود بن حسن لإدخال السينما الصامتة إلى عدن عام 1911م في حي القطيع بكريتر (عدن). وبحسب إفادة حفيدة طه محمد حمود فإن حمود الهاشمي ونجله محمد حمود الهاشمي أدخلا الحاكي (الجرامفون) إلى عدن عام 1925م وكانت لهما علاقة مع بعض الشركات الألمانية حيث كانا يتعاقدان معها ويحضران المهندسين الألمان لإعداد وصناعة اسطونات الجرامفون في عدن.

الميلاد والنشأة:

تزوج السيد محمد حمود بن حسن الهاشمي (المولود في عدن عام 1883م) من امرأتين، أنجبت منه كل واحدة (6) أبناء و(6) بنات، أي (12) ابناً و(12) ابنة تحضرني أسماء (8) منهم هم: أحمد وطه وياسين وجعفر وجميل وتوفيق وبدر وعيدروس ويعتبر أكبر أبنائه السيد أحمد محمد حمود أحد مؤسسي الجمعية العدنية في 25 فبراير، 1949م.

السيد طه محمد محمود الهاشمي من مواليد كريتر في 24 نوفمبر، 1920م وتلقى دروسه القرآنية أولاً في كتاتيب المدينة تم التحق بالمدارس الحكومية بعدن لتلقي تعليمه العام والثانوي وخرج بعد ذلك إلى ميدان العمل مع والده في الأعمال التجارية، وجاء في إفادة للأخ محمد فارع الشيباني وردت في موضوع نشرته «الأيام» في 12مايو، 1996م:«شاهد سكان عدن السينما لأول مرة في عرض جماهيري عام 1919م عندما حول شخص يدعى عبدالعزيز خان زريبة بقر في حي التواهي إلى دار عرض. إن البداية الحقيقية لقيام دور عرض سينمائية بالمعنى المتعارف عليه بدأ عندما قام الأخوان حسن وعلي حمود الهاشمي بإقامة أول دار عرض سينمائية ليس في عدن فقط بل في الجزيرة العربية كلها وكان ذلك في العام 1920»، حين تم عرض فيلم صامت وذلك في منطقة القطيع أمام ملعب التنس.

إلى عالم السينما من بوابة «الإعصار»:

بدأ طه محمد حمود تجارة الأفلام السينمائية من خلال دور العرض مع والده تلميذاً، إلا أن التاريخ اعتمد درجة الأستاذية لطه محمد حمود عندما توسع في تلك التجارة وبنى دور سينما في كل مدن عدن وكان أبرزها «سينما هريكن» HURRICANE (معناها «الإعصار») وهنا يفيد أستاذنا حسن صالح شهاب في كتابه المرجعي «العبادل سلاطين لحج وعدن»: «وعندما أعلنت إيطاليا اشتراكها في الحرب العالمية الثانية إلى جانب دول المحور في يونيو، 1940م كانت بريطانيا قد حولت جميع طائراتها الموجودة في عدن إلى بلاد الصومال للدفاع عن مستعمراتها في شرق أفريقيا، فبقيت عدن بدون دفاعات جوية عدا مدافع قديمة لم تسقط واحدة منها من الطائرات الإيطالية التي كانت تنطلق من أرتيريا وتمطر عدن والشيخ عثمان وضواحيها بقنابلها الصغيرة فلجأ أغلب سكان عدن إلى لحج وأبين وأصدرت حكومة عدن منشوراً تدعو فيه أهالي عدن وجميع المحميات ومن حضرموت أيضاً للتبرع بقيمة طائرة مقاتلة من طراز «هريكن» للدفاع عن سماء عدن.. وقد أطلق السيد حمود هذا الاسم «هريكن» على دار للسينما تابعة له بالطرف الشمالي من عدن».

توسعت أعمال طه محمد حمود (الذي اشتهر شعبياً ولا يزال باسم طه مستر حمود) في قطاع السينما فافتتح دار عرض في الشيخ عثمان وأسماها «الشرقية» وأخرى في المعلا بالمشاركة وأسماها «راديو» ورابعة في التواهي وأسماها «الجديدة».

طه حمود يطرق تجارة العقار والكهربائيات:

طرق طه مستر حمود باب تجارة العقار وأبلى فيه بلاً حسناً منها:فندق التلال الملتهبة بجانب سينما هريكن وثلاث عمارات بمدينة خورمكسر وأرقامها (30)،(31)، (32) ومنازل وشقق في كريتر والمعلا والشيخ عثمان.

كما طرق طه محمد حمود الهاشمي (طه مستر حمود) باب تجارة الكهربائيات واشتهر باستيراد أجهزة تسجيل وتلفزيونات وثلاجات ماركة «سيراً» SEERA ناهيكم عن حضوره في إنتاج وبيع الأسطوانات باسم «طه فون» ولا يزال طه محمود يحتفظ بأرشيف من تلك التسجيلات الشمعية (الأسطوانات) شملت أحمد عبيد قعطبي منها: «روعوه فتولى» و«يا أوهيل الغرام» و«يا أعز الناس عندي» و«غنى على نايف البواسق» و«رسول بلغ لي إشارة» و«وفا وحبيب غدر»، وصالح الزبيدي منها:«بين القمر والخضيرة» و«حبيتك» و«مد يا ساقي الكاس» و«ياالمحبين» و«أموت وأنزل سنوت» و«غني ياذا المغني» و«ياحمام الحسيني» و«وييّواه»، وعمر محفوظ غابة منها:«ما ترحموا المظلوم» و«خاف ربك» و«ياصباح الرضا»، وعوض عبدالله المسلمي منها:«يقول ابو طه» و«خلي لما متى ؟» و«يقول يحيى عمر من كم؟» و«الهاشمي قال دعيتك» و«ملكت علي القلب» و«رعى الله سالف الأزمان»، وإبراهيم محمد الماس منها:«عجيب وا غاني عجيب» و«أيها القلب المعذب» و«بسم الله الرحمن»، وإبراهيم أفندي محمد الماسى منها :«غيري على السلوان قادر» و«يا معلل بجبل الحب» و«يقول اليافعي الشوق فتش».

طه حمود من قيادات الحركة الرياضية بعدن:

تأسس نادي الحسيني الرياضي (أحد أعرق أندية مدينة عدن) عام 1924 ومن مؤسسيه:عبداللاه عواله ، طه مستر حمود ، حامد عبدالغني ، علي أحمد حيدر ، عبدالقادر جرجرة ، محمد عبدالقادر بافقيه ، محمد حامد خليفة.

من أبرز لاعبي هذا النادي: عبده صالح زنقور وأبوبكر محمد سعيد وحسين محمود هندي وعلي حيرو وأحمد فضل عطا وياسين وجلاب خان وحامد عمر جرجرة وسعيد مقبل مسكينة وخليفة عبدالله حسن خليفة وجعفر محمد سعد ومحمد دعاله ومن بعده نجلاه حسين دعاله وسعيد دعاله وعلي حسن ووديع عبدالعزيز ثابت وعلي فضل مبجر وسعيد إسماعيل ونصر حداد وعبدالله علي صادق ونور الدين مندوق ووجدان عمر زيد ونجيب محفوظ فيروزي وشكيب طاهري وحسين طاهري.

طه حمود في قيادة نادي الحسيني:

شهد نادي الحسيني الرياضي العريق أول انتخابات هيئته الإدارية في سبتمبر 1947م ورست ثقة أعضاء الجمعية العمومية على السيد صلاح الدين الجمال رئيساً للنادي ورست ثقتهم على الآعضاء الآخرين في الهيئة الإدارية، وصدر عن ذلك الاجتماع الانتخابي القرار التاريخي بجمع التبرعات لبناء مقر للنادي، الذي أصبح بعد قيام دولة الوحدة مقراً لفرع التجمع الوحدوي اليمني وأبرز مؤسسي «التجمع» الراحلان الكبيران: عمر الجاوي ومحمد عبده نعمان.

عقد الاجتماع الانتخابي الثاني في 4 يناير 1950م وجرى انتخاب السيد طه محمد حمود رئيساً للنادي والأخوة حامد عبدالغني، نائباً للرئيس وحامد عثمان عبداللاه، سكرتيراً للنادي وعلي ربيع عبدالله إسماعيل، أميناً للصندوق وعلي أحمد حيدر، مساعداً لأمين الصندوق وعبدالله عواله، مديراً للألعاب وعلي صالح حيرو، نائباً لمدير الألعاب وتم انتخاب أعضاء الهيئة الإدارية التالية أسماؤهم: محمد حامد خليفة ومحمد جعفر شادلي وعبدالقادر سوقي وعبدالقادر جرجرة ومحمد عبدالقادر فقيرة ومحمود محمد بديه وصالح محمد يافعي وجعفر عبدالقادر وأحمد عمر خان ومحمد أحمد يوسف خدابخش وخالد إبراهيم صعيدي.أما الاجتماع الانتخابي الثالث فقد عقد في 14 مايو، 1961م لنادي الحسيني الرياضي، حيث رست ثقة أعضاء الجمعية العمومية مرة أخرى على انتخاب طه محمد حمود لرئاسة النادي وعنصر المفاجأة في ثقة الناخبين أنها رست على الراحل الكبير حسن علي بيومي، سكرتيراً للنادي.نشرت «الأيام» في عددها الصادر في 12 ديسمبر 1966م أن الجمعية العمومية لنادي الحسيني الرياضي بكريتر حسمت أمر انتخاب المجلس الإداري الجديد للنادي على النحو التالي:

سينما هريكن
سينما هريكن
السيد طه محمد حمود (رئيساً) السيد ثابت محسن محمد (نائباً للرئيس) الأستاذ مبارك فضل الله (سوداني - سكرتيراً فخرياً) السيد حسين محمد الصافي (نائباً للسكرتير الفخري) السيد علي ناصر محمد فضل(سكرتيراً رياضياً) السيد وديع حداد (أميناً للمال) السيد فيصل عبدالله أحمد (نائباً لأمين المال) محمد صالح جرادة (مستشاراً رياضياً) السيد علي طاهري(أميناً للمكتبة) والسيد علي أحمد حيدر والسيد عبدالله عبده صعيدي والسيد عبدالله محمد عيدروس والسيد حامد محمد بركات (أعضاء إدارة) كما انتخب الكابتن سعيد إسماعيل قائداً للفريق.

طه حمود بني مطرقة التأميمات وسندات بناء الأسرة:

شهدت بواكير السبعينات من القرن الماضي هبوب رياح التأميم العاتية التي استهدفت المرتفعات الاقتصادية والأراضي الزراعية والمساكن والمنشآت الأخرى الأجنبية والمحلية الخاصة .

وتعرضت ممتلكات طه محمد حمود للتأميم وشملت دور السينما وفندق التلال الملتهبة وثلاث عمارات في خورمكسر ومساكن وشققاً في كريتر، ومما زاد الطين بلة أن المساحات المحيطة بممتلكاته تم التعدي عليها.

استقر طه محمد حمود بعد أن فقد كل ممتلكاته في بريطانيا ليتفرغ لتأهيل أولاده بعد ضياع ماله فالأولاد هم أفضل رأس مال، فأولاد طه محمد حمود، ذكوراً وإناثاً كلهم من خريجي جامعات الغرب وهم: 1) محمد 2) فطوم 3) خليفة 4) لطفي 5)جعفر 6) عيشة.

طه حمود ومسك ختامه Aتاج تجاري ثقافي»:

هاهو السيد طه محمد حمود الهاشمي وهو في أرذل العمر (87 عاماً) يفتتح في محافظة عدن في أواخر فبراير من هذا العام مشروع «مركز التاج التجاري الثقافي» بمدينة التواهي لشركة السيد طه محمد حمود الهاشمي وشركائه المحدودة وشركاؤه هم فلذات كبده، محمد وفطوم وخليفة ولطفي وجعفر وعيشة وقد افتتح المركز الأستاذ أحمد محمد الكحلاني، محافظ عدن ومساحة المركز أكثر من 400 متر مربع ويضم (17) محلاً تجارياً وقاعة للمؤتمرات والأفراح وقد قامت «الأيام» بتغطية الحدث في عددها الصادر في 28 فبراير، 2007م.

أيهما السباق:«منظمة الثقافة والعلوم» أم «مكتب الثقافة لمجلس التعاون الخليجي»؟

تكرم مكتب الثقافة بعدن ممثلاً في شخص مديره العام الأخ عبدالله باكدادة بتنظيم حفل رسمي يوم الاثنين 3 مارس 2007م حضره عدد كبير من المثقفين والشخصيات الاجتماعية ورجال الأعمال جرى خلاله تكريم السيد طه محمد حمود الهاشمي تقديراً لجهوده في قطاع الثقافة منذ ثلاثينات القرن الماضي واختتم مشواره الثقافي السينمائي بافتتاح مشروع استثماري في مدينة التواهي وذلك من خلال إعادة تأهيل دار السينما التي يملكها كمركز تجاري ثقافي.

إن تكريم هذا الرجل وبهذا الرصيد الكبير وبصفته رائد السينما في عموم الجزيرة العربية كان الأجدر بالمنظمة العربية للثقافة والعلوم أو مكتب الثقافة التابع لمجلس التعاون الخليجي تكريم هذا الرجل بتوصية من وزارة الثقافة اليمنية، على أن تكون التوصية مشفوعة بدراسة عن أعمال طه محمد حمود في مجال السينما، ليس على مستوى عدن ولا اليمن، بل وعلى مستوى الجزيرة العربية، ولكن لا كرامة لنبي في أرضه، لأن التمثيل الحضري في هذه البلاد في أدنى مستوياته على مستوى دول الجزيرة والخليج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى