لبنان في مفترق طرق قبل انتهاء الاستحقاق الرئاسي

> بيروت «الأيام» ويدا حمزة :

> يقال أن لبنان في فترة حرجة حيث لم يبق سوى أيام قليلة على أخر تاريخ محتمل للانتخابات الرئاسية الدستورية التي ستحدد مصير البلاد,وطبقا للمراقبين السياسيين المتفائلين "فإن صباح يوم 22 تشرين ثان/نوفمبر سيكون فجرا جديدا يبزغ على لبنان يشبه فجر 22 تشرين ثان/نوفمبر عام 1943 وهو اليوم الذي حصلت فيه البلاد على استقلالها".

إلا إنه حتى الان تسود سحب كثيفة في الافق يبدو إنها تحجب أي إجماع ممكن على رئيس لبناني جديد سيتمتع بتأييد الاغلبية الموالية للغرب في البلاد وموافقة المعارضة الموالية لسوريا التي تقودها جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران وسوريا.

وقال المحلل السياسي فارس غسان "في تاريخ انتخابات الرئاسة اللبنانية عادة ما يأتي الاجماع في الاثنين والسبعين ساعة الاخيرة من الموعد النهائي".

وأضاف "ولكن في هذه الانتخابات كل شئ ممكن والسيناريوهات السوداء هي السائدة الان".

والفشل في انتخاب رئيس للبلاد بحلول يوم 24 تشرين ثان/نوفمبر عندما تنتهي فترة الرئيس الحالي الموالي لسوريا إميل لحود يمكن أن يسفر عن فراغ سلطة وتشكيل إدارتين متنافستين مما يؤدي لحقبة أسوأ من تلك التي كانت في فترة الحرب الاهلية من 1975 إلى 1990.

وقد زادت هذا الاسبوع الجهود الدبلوماسية الغربية لمنع تلك المأساة من الحدوث.

فقد اختتم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون زيارة للبنان أمس الأول محذرا من أن البلاد تقف "عند مفترق طرق حرج".

وقال بان في مؤتمر صحفي بمطار بيروت بعد اجتماعات منفصلة مع زعماء الفصائل اللبنانية المتناحرة "سنحترم وندعم أي مرشح وأي رئيس سينتخب طبقا للاجراءات الدستورية".

وتقود فرنسا القوة الاستعمارية السابقة للبنان إلى جانب إيطاليا محاولات للتوسط لحل الازمة السياسية.

وبدأ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير يوم الثلاثاء الماضي خامس زيارة له في الشهور الاخيرة في مسعى جديد لكسر الازمة السياسية ولكنه حتى الان لم ينجح ووعد بالعودة إلى لبنان من أجل جلسة البرلمان في 21 تشرين ثان/نوفمبر.

وأضافت مصادر سياسية في لبنان أن المبادرة الفرنسية المكثفة وضعت بتنسيق بين الرئيس الامريكي جورج بوش والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أثناء اجتماع تم في واشنطن في الاونة الاخيرة.

ورغم الدبلوماسية المكثفة فإن التوترات تصاعدت بين الاغلبية الحاكمة المؤيدة من الغرب والمعارضة حيث يتهم كل جانب الاخر بالخيانة.

ووصف زعيم حزب الله حسن نصر الله حكومة رئيس الوزراء فؤاد سنيورة الموالية للغرب بأنها " شلة من اللصوص والقتلة".

وقد فشلت الحكومة والمعارضة في ثلاث محاولات منذ أيلول/سبتمبر للتوصل إلى حل وسط ويخشى المواطنون العاديون من أن الاحزاب المتصارعة ستتخذ "إجراء من جانب واحد" إذا لم ينتخب رئيس للبلاد في ليلة 23 تشرين ثان/نوفمبر.

وكان الاعضاء البارزون في الائتلاف الحاكم المناوئ لسوريا قد ذكروا إنأعضائهم في البرلمان الذين يتمتعون بأغلبية برلمانية ضئيلة يحق لهم التجمع في الايام العشر الاخيرة من حكم لحود لانتخاب رئيس بدون توفر نصاب الثلثين المعتاد.

وقال حزب الله بشكل ينذر بسوء إنه سيعتبر مثل تلك الخطوة "انقلابا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى