احمدي نجاد في البحرين لا يتوقع حربا مع الولايات المتحدة

> المنامة «الأيام» محمد فاضل :

> اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمس السبت في المنامة انه لا يتوقع نشوب حرب جديدة في المنطقة، مشددا في الوقت نفسه على ان ايران مستعدة لكافة الاحتمالات.

وقال احمدي نجاد في مؤتمر صحافي عقده في المنامة في ختام زيارته الى البحرين التقى خلالها ملك البلاد حمد بن عيسى آل خليفة "اعلنت اننا لا نتوقع حربا جديدة في المنطقة وبطبيعة الحال لن نقبل بتأزيم الاوضاع ولا نرغب في وقوع اي حرب (...) لكننا اخذنا كامل استعداداتنا لمواجهة هذا الاحتمال".

واضاف احمدي نجاد "لا تكونوا قلقين (...) ليست هناك حرب وهذا اعلام مضلل لزيادة التأزيم في المنطقة (...) ليست هناك اي بوادر لنشوب حرب".

واتهم الرئيس الايراني في ختام زيارة قصيرة له الى البحرين، الولايات المتحدة بتأزيم الوضع في المنطقة قائلا "نحن لا نشعر ان هناك بوادر أزمة (...) اميركا هي التي تفتعل هذه الازمات وهم ليسوا سعداء بالتقدم في موضوع الملف النووي الايراني".

وكان ملك البحرين في استقبال احمدي نجاد لدى وصوله الى المنامة في اول زيارة يقوم بها لهذا البلد منذ توليه السلطة عام 2005، في محطة تستمر بضع ساعات قبل التوجه الى الرياض لحضور قمة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

وهي ثاني زيارة رسمية يقوم بها رئيس ايراني للبحرين منذ قيام الجمهورية الاسلامية عام 1979، بعد زيارة اولى للرئيس السابق محمد خاتمي في ايار/مايو 2003.

وردا على سؤال عن الدور الذي تراه ايران لدول الخليج في ازمة الملف النووي الايراني، قال احمدي نجاد "لا بد ان نقدم جل تقديرنا لاشقائنا في دول الخليج" مضيفا "كما تعرفون السياسات الاقليمية للولايات المتحدة واجهت فشلا ذريعا في هذه المنطقة".

وتابع "الاميركيون سيكونون مجبرين على الخروج من منطقتنا (...) هم يسعون لان تكون هناك قلاقل ووقيعة بين دول المنطقة وعلينا ان نكون واعين لمثل هذه الفتن".

واوضح الرئيس الايراني الذي وصل المنامة ظهر السبت انه اجرى محادثات "بناءة وجيدة" مع ملك البحرين، بحث خلالها معه "القضايا الاقليمية والدولية والتعاون الثنائي بين البلدين".

وقال احمدي نجاد ان "كلا القيادتين مصممتان على المضي قدما في تعزيز العلاقات الثنائية بينهما (...) اتفقنا على ان نعمم نموذج التعاون بينهما على كافة دول المنطقة".

ومن جهته، اعلن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد ال خليفة للصحافيين عقب المؤتمر، ان الرئيس الايراني "لم يطرح مبادرات او اقتراحات حول ازمة الملف النووي الايراني" موضحا "هناك تعاون مفتوح واقتراحات مفتوحة يجري بحثها على مستوى دول مجلس التعاون".

وردا على سؤال، قال وزير الخارجية البحريني "ليس هناك من يتحدث عن ضربات عسكرية لكننا نتحدث عن منع وقوع حرب في المنطقة (..) الملف كبير وحساس (الملف النووي الايراني) لكن الجهود مستمرة لتفادي وقوع حرب في المنطقة".

ومن جهته اعلن وزير شؤون النفط والغاز البحرينى عبد الحسين بن على ميرزا ان مذكرة التفاهم للتعاون فى مجال الغاز التى تم توقيعها بين البحرين وايران اليوم "تنص على توفير الغاز الطبيعى الايرانى للبحرين بمقدار مليار قدم مكعب من الغاز يوميا" وفق ما نقلته وكالة انباء البحرين .

وقال ميرزا "سيتم التفاوض من خلال اللجان الفنية بخصوص تحديد الحقول التى سيتم استيراد الغاز منها وكيفية استيراده سواء كان ذلك فى صورة استثمارات بحرينية فى أحد حقول الغاز الايرانية أو استثمارات ايرانية وشراء الغاز الايرانى منها (...) سيكون هناك كذلك لجنة مالية لتحديد تكلفة استيراد الغاز".

وتابع ميرزا "حسب مذكرة التفاهم فان المفاوضات بشأن استيراد الغاز الايرانى ستنتهى خلال عام فيما يستغرق العمل ثلاث سنوات لمد أنابيب توريد الغاز".

وأشار ميرزا من جهة ثانية الى أن "المفاوضات لا تزال جارية مع الجانب القطرى بشأن استيراد الغاز الطبيعي من هناك" وفق الوكالة.

ووقعت البحرين وايران أمس السبت على محضر تبادل الوثائق المتعلقة بالتصديق على اتفاقية منع الازدواج الضريبى بشأن الضرائب على الدخل ورأس المال وعلى مذكرة التفاهم للتعاون فى مجال النفط والغاز وبرنامج تنفيذى للتعاون فى مجال الثروة السمكية .

وتقيم البحرين التي يشكل الشيعة غالبية سكانها، علاقات معقدة مع ايران التي تعبر من حين لآخر عن مطالب في اراضي هذا البلد العربي الصغير .

واضطر وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في تموز/يوليو الى نفي وجود اي مطامع ايرانية في اراضي البحرين اثر جدل محتدم اثارته صحيفة كيهان الايرانية.

وكتبت الصحيفة حينذاك ان "المطلب الاساسي للشعب البحريني حاليا هو اعادة هذه المحافظة التي تم فصلها عن ايران الى الوطن الأم والأصلي أي ايران الاسلامية".

وقال ولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة اخيرا في مقابلة مع صحيفتي "تايمز" و"دايلي تلغراف" البريطانيتين ان ايران تسعى الى امتلاك السلاح النووي.

والبحرين حليف "اساسي من خارج منظمة حلف شمال الاطلسي" للولايات المتحدة. وهي تؤوي مقر الاسطول الخامس الاميركي ويقيم فيها حوالى خمسة الاف اميركي معظمهم من العسكريين.

ويدور خلاف حاد بين ايران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي الايراني. وافادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير صدر أمس الأول ان طهران حققت "تقدما جوهريا" انما "غير كاف" على صعيد كشف طبيعة هذا البرنامج ومداه.

وتؤكد الولايات المتحدة انها تفضل تسوية الخلاف بالطرق الدبلوماسية، الا انها في الوقت نفسه لا تستبعد اي خيار.

واعتبر نائب وزير الخارجية الايراني علي رضا شيخ عطار خلال زيارة قام بها اخيرا للمنامة ان دول الخليج العربية لن تسمح باستخدام اراضيها لشن عمل عسكري على ايران. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى