وضاح خنفر مدير عام شبكة الجزيرة لـ «الأيام»:لن نغش المشاهد ونزور الحقائق أو نحابي الأنظمة والحكومات

> «الأيام» كفى الهاشلي:

>
حين تسخن الاحداث في مكان ما يتجه الاعلام بكافة اطيافه لتغطيتها بالكلمة والصورة والصوت ويتنافس في السبق والتحليل.

غير ان بعض الوسائل تلقى في طريقها الكثير من التحديات التي تحول دون اسماع وابصار المشاهد بما يدور في الأقطار العربية وفي اليمن خاصة وما شهدته الساحة اليمنية من أحداث ومظاهرات واعتصامات التي نقلت عبر بعض الوسائل الا ان استمرارها لم يتم وخاصة ما تقدمه قناة «الجزيرة» التي أحبها الكثير من المشاهدين وعشق سماع الحقيقة من منبرها.. ترى ماهي الاسباب؟ وإلى أي مدى تستمر السياسة المتبعة؟ وهل لزيارة مدير عام شبكتها نتائج مثمرة؟

كل هذا في سياق الحديث الذي أجرته «الأيام» مع الزميل وضاح خنفر، مدير عام شبكة الجزيرة وجميل عازر كبير المذيعيين وأحد المؤسسين للشبكة على سطور هذه الصفحة.

> وضاح خنفر.. هل لنا معرفة دواعي زيارتكم لليمن؟

- زيارتنا لليمن جاءت للتواصل مع الزملاء في المهنة من مختلف المؤسسات الاعلامية والصحف والمجلات ثم التواصل مع زملائنا بمكتب الجزيرة ومع السياسيين ومحاولة الاطلاع على الواقع اليمني بشكل اقرب.

> بماذا خرجتم من خلال تواصلكم مع السياسيين وما هو الانطباع الذي خرجتم به حتى الآن؟

- الانطباعات هي ان هناك حراك سياسي واجتماعي كبير وانا سعيد بحجم الانفتاح في الحوار والنقاش السياسي الذي جمعني برموز من الحكومة والمعارضة والتفاهم الكبير حول نقطة واحدة على الاقل وهي الاصغاء والحوار بين هذه الآراء والاطراف بشكل منفتح، انا اعتقد انه نموذج يحتذى به في الوطن العربي كله ان يوجد مثل هذا التواصل والحوار والحرية والسقف المرتفع في التعبير عن الرأي وهذا من ظواهر صحة المجتمع وليس من ظواهر الضعف للمجتمع، واتمنى ان تؤدي هذه الامور الى اشياء عملية تطبق على واقع الارض.. لكن انا قطعا انطباعي عما رأيت ايجابي بشكل كبير.

> لو عدنا للوراء، ـ اللهم لا عودة ـ وكنت مراسلا في اليمن ما هي قراءتك للمشهد السياسي في اليمن؟

- الوطن العربي يمر بمراحل صعبة، الآن هناك حالة ضبابية للمستقبل وهناك حالة من الشعور بأن الملفات الكبرى في المنطقة ليست محسومة ولذلك انا أرى انه في ظل هذا الواقع الذي نعيشه في الوطن العربي من الطبيعي ان نسمع ونرى اشياء كثيرة على الارض لا تكون بالحجم الذي نريده ونطلبه والشيء الذي يطمئنني في اليمن ان الناس تتكلم بحرية وهذا شيء مهم في البداية والناس تتكلم بحرية معناه ان هناك امكانية لتلافي مشكلات كبرى لكن الخوف من الاصوات التي تحمل آراء معينة ان تختفي او لا يسمح لها بالتعبير، وهذا يؤدي لاحتقانات وانفجارات اجتماعية وسياسية واقتصادية وهذا اتصوره احد الاشياء التي يجب ان تنمى في المجتمع اليمني وتدعم.

الناس في اليمن تتكلم وهذه بداية مهمة والخوف من اختفاء أو منع الأصوات التي تمثل آراء

> كانت هناك اصوات في اليمن تنتقد عدم تغطية قناة الجزيرة لمجريات الاحداث في المحافظات الجنوبية، ما هو ردكم على تلك الانتقادات؟

- نعم اقول بصراحة لسنا لم نغط الاحداث، ولكننا منعنا وكنا موجودين واشرنا في قناة الجزيرة انه لم يسمح لنا ببث هذه الصورة واعتقد اننا كنا أمناء في نقل الحقيقة وكخبر وضعناه على شاشة الجزيرة لكن لم يسمح لنا ببث الصور وأعلمنا المشاهد حينه وهذا قمة في المهنية، وطبعا كل لقاءاتنا مع كل المسئولين في اليمن كنا نتحدث عن قناة الجزيرة والسقف الذي يجب ان تتمتع به وسائل الاعلام في البلد وخاصة الجزيرة وطلبنا ان يكون للقناة ومراسليها القدرة على التغطية والتحرك لتغطية كافة الاحداث والحراك السياسي بدون تمييز، واعتقد ان هذا الشيء طبيعي جدا وخاصة بالنسبة للجزيرة التي عرفت بانها لا تتجاهل أخبارا محددة لترضي نظاما سياسيا او حكوميا، وهذا المطلب وضعناه أمام السياسيين والاعلاميين الذين التقينا بهم وأتمنى انه في المرحلة القادمة يستمر.

> وماذا بشأن لقائكم رئيس الجمـهورية؟

- رئيس الجمهورية أبدى تفهما لعمل الجزيرة واعطى توجيهات لفتح الباب امام حركة المراسلين وحركة الاجهزة للقناة.

> ماذا عن التراكمات المالية للجزيرة ودور الرقابة في منع بث الاشرطة؟

- معروف ان الجزيرة توفي بما عليها قبل أي وسيلة، واما الرقابة فليس من شأن احد ما يجمعه مراسلونا وما يرسلونه وعادة هو لا يمر عبر الرقابة ولا نسمح لأي كان ان يطلع على ما نفعل، دائما لدينا معايير في الدوحة وخارجها وليس من شأن الرقابة فيما نفعل او نصور او نبث، وهم أحرار في مشاهدة ما على الشاشة، لكن ما قبل ذلك لا نستشير أحد ولا حتى الاجهزة الامنية او الرقابة في ما نريد بثه، ولا تقول لنا ماذا نفعل او نقول.

> اذن.. هل سنجد الجزيرة في تغطي الحراك السياسي والجماهيري في جميع المحافظات اليمنية؟

- نحن سنغطي كل خبر يستحق ان يتواجد على شاشة الجزيرة ويستحق ان يشاهد عليها وسنصل الى كل الاحداث والاشياء المهمة في مختلف انحاء اليمن شمالا وجنوبا، وهذا شأننا، وسنستمر على ذلك وسيرى المشاهد من الجزيرة انها ملتزمة بخطها المهني الذي تعودوا عليه.

كبير المذيعين وأحد مؤسسي «الجزيرة» جميل عازر:«الجزيرة» مؤسسة إعلامية لا سياسية ولا موقف لدينا مع أحد ويجب عدم قراءة أي شيء سياسياً

العمل المهني يواجه صعوبات ويواجه ضغوط نعم، لكن نحن نقول من مسؤوليتنا ورسالتنا ان نواجه مثل هذه الضغوط ليبقى منبر الجزيرة منبرا مفتوحا لعموم المشاهدين وان نكون صرحاء معهم، فإن كانت علينا ضغوط نعلمهم بها حتى يتفهموا ذلك، ولكن قطعا لن يكون من واجبنا او اهتماماتنا ان نغش المشاهدين او نخدعهم ونزور حقائق او نحابي الانظمة او الحكومات، وهذا ليس من شأننا وان كنا فعلا وصلنا الى قناعة باننا لا نستيطع ان نؤدي واجبنا بشكل مهني وكاف كما تعودنا عليه وعودنا الناس وقتها سنعتذر للمشاهدين وربما يكون لنا شأن.

لكن نحن في اليمن وعلى حد ما سمعناه من المسئولين ومن عامة الناس ومن الاحزاب والتيارات السياسية فإن هناك التفافاً منهم وهناك قناعة بأن الجزيرة تقوم بدور مستقل ومهني وموضوعي.

> جميل عازر، عضو هيئة تحرير «الجزيرة».. كيف ترون ما تقدمه الجامعات والمعاهد والأكاديميات العربية من إعلاميين للجزيرة، وهل تقوم الجزيرة بإعادة تأهيل كادريها ومحرريها؟

- في العمل الصحفي هناك جانبان الأول الأكاديمي والآخر العملي وهو يكمل الأكاديمي، فعند دراسة الإعلام في أي قطر عربي تدرس المبادئ الأساسية وكيف ستقوم بعملك، لكن عندما تلتحق بمؤسسة إعلامية أولاً تكتسب الخبرة العملية والتطبيقية لما تم دراسته من الناحية الأكاديمية وأيضاً تلتزم المبادئ الإعلامية التي تسير عليها هذه المؤسسة وهذه الأمور تكمل بعضها.

بالنسبة للجزيرة نحن أسسناها على مبادئ صحفية سلمية تتوخى الدقة والموضوعية والحيادية في التغطية الخبرية، ولهذا السبب كان- إذا شئت- خطابنا الإعلامي متميزاً عن باقي القنوات العربية، ومن هذا المنطلق أثبتنا جدارة في الميدان وكسبنا المصداقية عند المشاهد العربي.

> يغلب على بعض التقارير الصفة الاقتصادية وهي بطبيعتها سياسية والعكس، فما هي الاعتمادات لديكم في محورتها؟

- الاقتصاد والسياسة متشابكان لحد كبير خاصة في عصر العولمة وزيادة التبادل التجاري وثورة الاتصالات والإنترنت وتعدد مصادر المعلومات والأخبار، وأعتقد أنه سبب في هذا التشابك والجزيرة موجودة على الساحة، وفي تقديري ما نقدمه من أخبار للمشاهد ليس بائتاً، ونحن لدينا رصيد كبير في السبق الصحفي في عدة مجالات ومناطق من العالم وكنا ننقل الحدث من المسرح ومازلنا.

> يرى البعض أن هناك تراجعاً لقناة الجزيرة في هذا المجال؟

- الجزيرة ماتزال قناة رائدة ومازالت في مسارح الأحداث الساخنة، ونحن قدمنا في عملنا ضحايا كما في العراق، وضربت بعض مكاتبنا وأغلق البعض كما في بغداد وإفغانستان، ونحن لانتردد في التواجد في الأماكن الساخنة، وهذا الالتزام منا وفق المعايير الصحفية المهنية حتى نكون قد قمنا بدورنا وواجبنا تجاه الجمهور بمعلومة دقيقة وصحيحة وبقدر الإمكان نقلها من مكان الحدث، وهذا يضفي عليها نوعاً من المصداقية.

> ألا ترى أن هناك تعطيلاً واضحاً في نقل الأحداث في جنوب اليمن؟

- نحن تلقينا دعماً شخصياً من سيادة الرئيس بعد أن تفهم موقفنا وسياستنا من الناحية التحديدية، وهي أن نكون متوازنين في التغطية، وليست تلك أول مرة نتعامل فيها مع المسئولين في أي دولة عربية، نحن واجهنا صعوبات وصلت لحد إغلاق مكاتبنا، الحمدلله في صنعاء لم يغلق المكتب، ولدينا مراسلونا في اليمن لديهم الحرية الآن للتحرك وتغطية الأحداث.

الوطن العربي يمر بمراحله صعبة ضبابية للمستقبل وهناك ملفات كبرى ليست محسومة في الوطن العربي

> لا ليس لديهم الحرية المطلقة والشاهد احتجازهم في الفندق في المكلا!

- زيارتنا الآن للاطلاع على الأوضاع هنا، وتلقينا تأكيدات من سيادة الرئيس بهذا الخصوص، وذلك إشكال وانتهى.

> هل يعني ذلك أنكم ستغطون أحداث فعاليات نوفمبر القادمة؟

- نعم، ولكن لا نسميها أحداثاً.

> لا أعني بسؤالي الفعاليات الاحتفالية، ولكني قصدت المظاهرات التي قد تعد أو المهرجانات.

- إذا كانت مظاهرة سنغطيها، ونحن ليس لدينا موقف من أحد، والجزيرة ليست مؤسسة سياسية إنما إعلامية، نحن نقوم بعملنا كإعلاميين، فلا تقرأي في موقف الجزيرة أي شيء، وعلى أي جهة أو طرف أو صحافة ألا تقرأ في موقف الجزيرة أي شيء سياسي، نحن لسنا مؤسسة سياسية، نحن شبكة إعلامية ونعمل على أساس مهني ولدينا ميثاق الشرف المهني ولدينا التعليمات الخاصة بكيفية عمل مراسلينا والتزامهم بالمعايير المهنية، وهذا لاحياد عنه، ولو كنا نساوم على هذه المبادئ لبقيت مكاتبنا مفتوحة في عدد من الدول العربية، فنحن لم نقبل الشروط التي كانت تعرض علينا وفضلنا أن تقفل المكاتب على أن نتهاون في المبادئ، وهذا أكبر دليل ولايحتاج إلى إيضاح أكثر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى