بغدادْْ، أغلالٌ وأعياد

> «الأيام» علي حامد السقاف:

> مشاعري عطرٌ زهرٌ وأنوارُ

مواسم الحُسن في أفيائنا رفَّتْ

فالصبحُ مترنّمٌ في خدّ فاتنة

والبدرُ يحلم في أحضانها طفلاً

والفجرُ وشّي حواشيها بضحكته

خُطى الجمال على آثارها سرنا

ما يشرح النفس من لذات صاخبة

وكم سبحنا أنهار بهجتها

من ليل «هارون» قد وافتنا أشباحٌ

تصيح: بغداد يا ويلاهُ قد تعبت

ولا رصافةُ أو جسرٌ وعينُ مها

سوى جموعٍ من الغربان عابثة

بفتنة كبرى، نعقت مرحبةً

جهابذُ اليوم أزياءٌ ملونةٌ

واستؤصلت نخوةٌ تعتادنا حيناً

وصرنا ملك يمينٍ، في مجرَّتهمْ

تاريخنا نكبةٌ طاب المقامُ بها

والقيدُ فلسفةٌ، يادهرُ أخبرني

ومهجتي بحرٌ بالعشف زخّارُ

يُطري ملاحتها عودٌ ومزمارُ

والليلُ في شعرها عيدٌ وأسمارُ

كم هدهدته مواويلٌ وأشعارُ

فغرّدتْ جذلي في الحقل أطيارُ

إلى جنانٍ تُمنّينا،فنختارُ

نحسُّها طراً، والبعض أسرارُ

والحُور تشجينا، والكأس دوارُ

في اليسرى باقاتٌ واليمنى بتارُ

فلا رياحين إلا الذلُّ والعارُ

ولا هوى عزّةٍ، تيجانُهُ الغارُ

أرياشها حقدٌ، والجهل منقارُ

لم يسلم السهلُ من هولٍ وأهوارُ

وفي النفوس غبارُ البدو سيارُ

ما همنا دارٌ، أو أهلُ أو جارُ

لكل ما رسموا، عونٌ وأنصارُ

الشمس تفضحنا والثلجُ والنارُ

متى ستُكسرُ أغلالٌ، وأسوارُ؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى