السعودية تبادر بيئيا في قمة اوبك وتشافيز يلوح ببرميل نفط ب200 دولار

> الرياض «الأيام» كريستيان شيز ووسام كيروز :

>
بادرت السعودية في افتتاح قمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) أمس السبت الى تخصيص صندوق ب300 مليون دولار لتمويل الابحاث حول التغير المناخي، محذرة من تحويل الذهب الاسود الى وسيلة للنزاع، فيما لوح الرئيس الفنزويلي في خطاب بدأه برسم اشارة الصليب، ببرميل نفط قد يصل الى 200 دولار في حال مهاجمة ايران.

واعلن الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي يقود اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم ومالكة ربع الاحتياطي العالمي المثبت، تخصيص المملكة "مبلغ 300 مليون دولار لتكون نواة برنامج يمول البحوث العلمية لمستقبل الطاقة والبيئة والتغير المناخي".

ودعا العاهل السعودي الى "بحث موضوع البترول والبيئة والمناخ بشكل علمي موضوعي بعيدا عن الضغوط والمؤثرات السياسية" علما ان اوبك غالبا ما تتعرض لانتقادات واتهامات من جانب الناشطين البيئيين اذ انها تنتج اربعين بالمئة من النفط في العالم.

وكانت المنظمة اختارت عنوان "حماية الكوكب" كواحد من ثلاثة محاور لقمة اوبك، الامر الذي شكل مفاجأة بالنسبة للمراقبين، فيما اكدت مصادر رسمية ان البيان الختامي سيتضمن اعلانا بيئيا قويا.

الى ذلك، قال الملك عبدالله في الجلسة الافتتاحية لقمة اوبك التي تعقد للمرة الثالثة منذ تأسيس المنظمة قبل 47 عاما "ان البترول طاقة للبناء والعمران ولا يجب ان يتحول الى وسيلة للنزاع" في اشارة الى الصراع العالمي على منابع الذهب الاسود، اهم مصدر طاقة متوفر حاليا في العالم.

واضاف "ان الذين يريدون اوبك منظمة استغلالية يتجاهلون حقيقة ان اوبك كانت تتصرف دوما من منطلق الاعتدال والحكمة ولعل خير دليل على ذلك هو ان السعر الحقيقي الحالي للبترول اذا اخذنا بعين الاعتبار مستوى التضخم، لم يصل الى سعره في مطلع الثمانينات من القرن الماضي".

وتأتي قمة الرياض في وقت تتعرض فيه المنظمة لضغوط كبيرة لزيادة انتاجها من اجل تهدئة الاسعار التي كادت تصل الى مئة دولار للبرميل الاسبوع الماضي وتتقلب حاليا فوق عتبة التسعين دولارا.

الا ان معظم وزراء النفط في الدول الاعضاء ال12 استبعدوا خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة الخميس والجمعة، اتخاذ اي قرار بزيادة الانتاج، معتبرين ان قرارا من هذا النوع غير ضروري وان العوامل التي تتسبب بارتفاع الاسعار خارج سيطرة اوبك.

اما الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي استضافت بلاده آخر قمة لاوبك في العام 2000 فالقى الخطاب الاول وبدأه برسم اشارة الصليب مستذكرا السيد المسيح مرتين، وذلك في بلد هو مهد الاسلام حيث تحظر السلطات ممارسة اي دين غير الاسلام علنا.

وقال تشافيز في خطابه "اذا كانت الولايات المتحدة مجنونة بما يكفي لتهاجم ايران او تعتدي على فنزويلا مجددا فان اسعار النفط قد لا تصل فقط الى مئة دولار بل ربما الى 200 دولار".

واضاف تشافيز، وهو واحد من اشرس المناهضين لواشنطن، "ان اساس كل الاعتداءات هو النفط. انه السبب المضمر" مشيرا بشكل خاص الى الحرب في العراق والتهديدات الاميركية لايران.

واضاف "ان اوبك تقف قوية اليوم. تقف اقوى من اي وقت مضى" وعليها ان "تكرس نفسها لاعبا جيوسياسيا هاما" داعيا الدول الاعضاء الى "الطلب من اقوى امة في العالم ان تتوقف عن تهديد اوبك" في اشارة الى الولايات المتحدة.

وتابع تشافيز، الرئيس الكاثوليكي المؤمن، انما الذي لا توفر سهامه السلطات الكنسية "نعرف ان الطريق للسلام، كما قال المسيح، هي العدالة".

وكان تشافيز دعا اوبك من كراكاس قبيل التوجه للمنطقة، الى "الذهاب الى هو ما ابعد من مجال الطاقة" واتخاذ "اهداف سياسية وجيوسياسية".

وافتتحت القمة بحضور قادة اعضاء المنظمة ال12 وانما بغياب الرئيس الليبي معمر القذافي والرئيس الاندونيسي الذي ناب عنه نائبه يوسف كلا.

كما حضر القمة رئيس الاكوادور رافاييل كورييا الذي يفترض ان تنضم بلاده رسميا مجددا الى المجموعة التي انسحبت منها في 1992 بسبب عدم رغبتها في الالتزام بنظام الحصص الانتاجية.

ولا يشكل غياب الرئيس الليبي عن القمة مفاجأة اذ ان علاقاته بالمملكة متوترة وقد تجلى ذلك خصوصا بقاطعته للقمة العربية التي استضافتها الرياض في اذار/مارس الماضي.

وكادت اسعار النفط ان تلامس عتبة المئة دولار للبرميل الواحد الاسبوع الماضي الا انها تراجعت وتتذبذب حاليا فوق مستوى 90 دولارا للبرميل الواحد,وفرضت في العاصمة السعودية تدابير امنية مشددة جدا خلال القمة.

ومنح سكان الرياض الذين تفرض اصلا في مدينتهم تدابير امنية مشددة منذ اندلاع سلسلة الاعتداءات التي نفذها تنظيم القاعدة اعتبارا من 2003، يومي فرصة اضافيين السبت والاحد بمناسبة القمة.

وغادر قسم من السكان الى المناطق السعودية الاخرى لاسيما الى المنطقة الشرقية والبحرين. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى