رياضة المهرة بين مطرقة الإمكانيات.. وسندان الإهمال وعدم الرعاية ..الأندية الرياضية في محافظة المهرة تعيش أوضاعاً صعبةً تعرقل تقدمها ومواكبتها لرياضة بقية المحافظات

> «الأيام الرياضي» مختار محمد باداس :

> تعيش الأندية الرياضية في محافظة المهرة أوضاعا صعبة للغاية أورثتها الكثير من الهموم والعراقيل في سعيها المضني للحاق بركب تطور رياضة بقية أندية محافظات الجمهورية، وذلك بسبب غياب الرعاية والاهتمام من قبل الجهات المسؤولة، مما أدى إلى أن تكون هذه الأندية في وضع لاتحسد عليه من التخلف والفقر في الإمكانيات وسوء الحال .. لن نطيل عليكم .. تعالوا إلى تفاصيل هذه الأوضاع في الأسطر القادمة:

< تعاني أندية المهرة التسعة من صعوبات ومعوقات كثيرة جعلتها كسيحة عن ممارسة أنشطتها الرياضية باستثناء بعض الأندية التي تقوم بتنظيم بعض المسابقات الرياضية داخل أسوار أنديتها بجهود ذاتية حرصاً منها على تنفيذ برامجها الرياضية في إطار خططها الرياضية السنوية، ومثل هذه الأندية التي تعمل جاهدة على تفعيل أنشطتها قليلة جداً، ونذكر من هذه الأندية على سبيل المثال وليس الحصر:«نادي شباب الغيظة ونادي ظبوت ونادي حوف» وغيرها من الأندية الأخرى.

معاناة إضافية للأندية

لقد شهدت الفترة الماضية من هذا العام توقيف المخصصات المالية من قبل الوزارة على بعض الأندية الرياضية الأمر الذي أضاف معاناة أخرى وإحباطات جديدة إلى جانب ما تعانيه هذه الأندية من أجواء معكرة وملبدة بغيوم الإهمال، وعدم الاهتمام بالقضاء على الهموم الجمة التي تعاني وتتألم منها الأندية،دون أن تحظى بالعون والمساعدة من ذوي الاختصاص والجهات المسؤولة بالمحافظة..وهذه المعاناة الإضافية التي حلت ببعض الاندية كان لها دون شك دور فعال في زيادة الجرعات المريرة التي تتجرعها الأندية الرياضية من كأس المرارة المحزنة التي أفقدتها وعيها وتوازنها، وجعلها في سبات عميق وأحلام وردية أشبه بالسراب ليس لها وطن أو عنوان على أرض الواقع .. ولهذا نأمل من الجهات المسؤولة بالمحافظة مد يد العون لمختلف الأندية بالمحافظة وانتشالها من أوضاعها الحالية القاتمة.

الواقع الرياضي

توجد في محافظة المهرة تسعة أندية رياضية وتقع هذه الأندية في مديريات «الغيظة عاصمة المحافظة وضواحيها في ضبوت ومنطقة العبري» وكذلك في مديريات حوف وقشن وسيحوت والمسيلة»,وجميع هذه الاندية معترف بها من قبل وزارة الشباب والرياضة وتعد ضمن مصاف أندية الدرجة الثالثة،ولم تحقق هذه الأندية المهرية التسعة أي إنجاز يذكر في تاريخها الرياضي سوى مرة واحدة تمثل«في صعود فريق نادي حوف للكرة الطائرة إلى أندية الدرجة الثانية قبل حوالي خمسة أعوام»..كما أن هذه الأندية بمحافظة المهرة لا تمتلك أي مقرات رياضية خاصة بها، وإن وجد أن هناك بعض الأندية تمتلك مقرات رياضية، فهي لا تتعدى ناديين رياضيين فقط حسب علمي ومعرفتي في هذا الجانب.

وهناك أيضاً جملة من الهموم والمعوقات والمشاكل التي تعاني منها مجمل الأندية الرياضية بالمهرة، الأمر الذي جعلها ركيكة وغير فعالة وهزيلة في جميع مشاركاتها ومنافساتها الرياضية التي تخوضها على مستوى كرة القدم والألعاب الأخرى، ورتيبة وباهتة على المستوى الداخلي لتصفيات المحافظة، وبتقدير تحت درجة المقبول، وبذلك نستنتج من معطيات الواقع أن رياضة المهرة بحاجة إلى عدد من جرعات التحصين ضد الأمراض الرياضية الستة القاتلة وهي:«الأهمال وانعدام الدعم والرعاية وغياب التأهيل والمتابعة وعدم وضع الشخص المناسب لإدارات الأندية» وهنا نؤكد بأنه إذا ما تم تحصين الأندية من هذه الأمراض التي سبق ذكرها ستظهر على أرض الواقع علامات الشفاء وبوادر التحسن داخل أسوار الاندية والساحة الرياضية بشكل عام واضحة وجلية للعيان، وبدون عدسات تكبير.

الأندية والاتحادات

من الملاحظ بأن علاقات الأندية بالاتحادات الرياضية في المهرة علاقة هشة لم تؤخذ على محمل الجد والأهمية نتيجة لعدم فهم الأندية بأهمية هذه الاتحادات التي يوجد فيها ممثلون لأغلب الأندية ولذلك لم تستفد هذه الأندية من مندوبيها نتيجة لعدم التزام معظم مندوبي الأندية بالمهام التي أوكلت اليهم في إطار الإتحادات مما جعل بعض الإتحادات تتقاعس عن القيام بأدوارها في المسابقات الرياضية بصورة جادة بعيداً عن صور الكلفتة السريعة..كما أن علاقة الاندية باتحاد كرة القدم ضعيفة جداً حتى أن هذا الاتحاد الذي يعد المسؤول الأول عن لعبة كرة القدم بعيد كل البعد عن الاندية، ولم نلاحظ نشاطه وتحركاته الا في أوقات المواسم الرياضية وتحديداً أثناء الاعتماد والإعلان عن تصفيات فرق أندية المحافظة لكرة القدم، أما في غير ذلك لم نلاحظ له أي دور، أو نزولات ميدانية إلى مواقع الأندية القريبة بمديرية الغيظة فقط، وليس المديريات البعيدة، التي لا تحتاج إلى مخصصات مالية وبدلات سفر مثل بقية المديريات البعيدة الأخرى.

هناك الكثير من الاتحادات الرياضية بمحافظة المهرة البعض منها تم الاعتراف بها رسمياً، والأخرى لازالت حتى الوقت الراهن معتمدة على الورق فقط دون مخصصات أو الاعتراف رسمياً بها..ونذكر منها الاتحادات التي تم الاعتراف بها «اتحاد كرة القدم، اتحاد الكرة الطائرة، اتحاد ألعاب القوى، واتحاد تنس الطاولة»، أما الاتحادات التي لم يعترف بها فهي:«اتحاد الشطرنج والاعلام الرياضي والدراجات الهوائية وغيرها من الاتحادات الأخرى».. ومع أن هناك اتحادات تم الاعتراف بها، وهذه تعد بادرة طيبة وخطوة جيدة نحو الاعتراف ببقية الاتحادات، التي تأمل أن تحظى بما حظيت به الاتحادات الأخرى.

وفي هذا الإطار وقبل نهاية مطاف هذه الأسطر بقي لنا هذه النقطة التي يجب أن نتطرق لها وهي تتعلق بعدم وجود مكاتب خاصة لجميع الاتحادات الرياضية التي تمارس نشاطها رسميا، والتي تعمل حالياً بطريقة (السفري).

مقترحات يجب الأخذ بها

انطلاقاً من واقع الحال الرياضي المتردي الذي تعيشه الأندية الرياضية بالمهرة والأوضاع المأساوية التي تشهدها الساحة الرياضية على مستوى الأندية والاتحادات، ومن أجل تحسين هذه الأوضاع إلى مستوى أفضل مما هي عليه نقترح التالي:

1) إيجاد أو بناء مقرات رياضية للأندية.

2) الاهتمام بالمنشآت الرياضية وبناء ملاعب رياضية بمواصفات قانونية تخدم الرياضة والرياضيين.

3) تأهيل الكوادر الرياضية عن طريق الدورات التدريبية.

4) تفعيل دور الإدارات الرياضية في الأندية..واختيار القيادات الرياضية ذات الكفاءة لإدارة وقيادة الأندية.

5) الاستفادة من خبرات الرياضيين القدامى الذين لهم خبرات طويلة رياضية.

6) يجب مساهمة السلطة المحلية بالمحافظة في دعم الأندية والاهتمام بها وحل مشاكلها عن طريق اللقاءات بالهيئات الإدارية للأندية والاتحادات الرياضية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى