«الأيام» تستطلع أوضاع وهموم ثانوية عزان بشبوة .. نقل طلاب ثانويات المديريات المجاورة شكل ضغطا وعبئاً على الثانوية

> «الأيام» جمال شنيتر:

>
ظلت ثانوية عزان بمحافظة شبوة منذ نشأتها في بداية الثمانينات كمدرسة ثانوية مركزاً ثقافياً وعلمياً وتربوياً رائداً تخرج فيه العديد من الكوادر الوطنية في عدد من المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والتربوية.

ورغم مرور السنوات الطوال على تشييد مبناها عام 1962م كمدرسة متوسطة في البداية ثم مدرسة إعدادية قبل أن تكون مدرسة ثانوية إلا أن هذه المدرسة لاتزال حتى اللحظة في نفس المبنى القديم الذي لم يشهده أي تطور أو عملية ترميم وبالتالي أصبح من الضروري بناء مبنى حديث ومتكامل لهذه المدرسة بما يتناسب مع حجمها ودورها في خدمة المجتمع المحلي ودورها الثقافي التنويري.

«الأيام» زارت المدرسة لتسليط الأضواء على سير العملية التربوية والتعليمية فيها ومعرفة الصعوبات والهموم والعوائق التي تواجه الأسرة التربوية في هذا الصرح، وخرجت بالمحصلة التالية:

الطلاب يتحدثون

في بداية جولتنا الاستطلاعية زرنا بعض الصفوف الدراسية للالتقاء بالطلاب للسؤال عن سير الدراسة والصعوبات والهموم التي تواجههم إن وجدت، على النحو التالي:

الطالب أحمد حسين عمر عبيد الصف الأول الثانوي تحدث قائلاً:«الحمد لله الدراسة تسير بشكل جيد في الثانوية، والكتب متوفرة ولكن ما نعانيه نحن طلاب المناطق النائية عدم فتح السكن الداخلي لعدم وجود التغذية، وهذا اضطرنا إلى استئجار الشقق في مدينة عزان، وهي تسبب لنا تكاليف مادية كبيرة، ونتمنى على الجهات المختصة اعتماد السكن الداخلي والتغذية حتى تخفف على الطلاب التكاليف الباهظة».

الطالب عبدالرزاق عمر كعيلات أول ثانوي، قال:«الدراسة سارت بشكل طبيعي وجميع المواد الدراسية تدرس باستثناء مادة الفيزياء لا يوجد معلم لها منذ بداية العام، ولنا الآن شهران وتعليم المادة متوقف، نتمنى أن تحل المشكلة قريباً.

أما المشكلة الأخرى فهي الكثافة الطلابية في الصفوف التي تصل في بعض الصفوف إلى نحو خمسة وستين طالباً في الصف».

الطالب فريد محمد علي باجندوح ثالث ثانوي علمي قال:«انتقلنا من مديرية حبان نحن طلاب ثالث ثانوي علمي إلى ثانوية عزان لأننا نرى أن الدراسة في هذه المدرسة تسير بشكل جيد مع أننا نواجه صعوبة كبيرة في الحضور اليومي والانتقال من مناطق سكننا إلى ثانوية عزان، حيث تصل المسافة إلى حوالي سبعين كيلومتراً، ولك أن تتصور هذه المعاناة في المواصلات والمبالغ الكبيرة، أما بالنسبة للكتب الدراسية فهي متوفرة ماعدا كتب مادة الرياضيات».

الطالب هاني سالم القباص ثالث ثانوي علمي قال:«أنا من مديرية الروضة حيث تم إغلاق الصف الثالث الثانوي علمي في الروضة، ونقلونا إلى ثانوية عزان مديرية ميفعة وقمت وزملائي باستئجار إحدى الشقق السكنية ونتكلف إيجار السكن والكهرباء والماء والتغذية، ويدفع الواحد منا مبلغاً يفوق عشرة آلاف ريال شهرياً، وكل ذلك من أجل أن نتعلم، ونطالب عبر «الأيام» وزارة التربية والتعليم اعتماد القسم الداخلي للثانوية لأن ذلك سيوفر المال والوقت بالنسبة لكثير من الطلاب وسيجعلهم تحت متابعة وإشراف إدارة المدرسة في فترة ما بعد الدوام الصباحي».

حواء تتحدث

الطالبة عبير سعد الجرادي ثالث ثانوي أدبي تقول:«بالنسبة لإقبال الفتيات على الدراسة في ثانوية عزان فإنها لاتزال ضعيفة، وهذا يعود إلى عدد من العوامل هي عدم تشجيع الأسرة وبعض العادات والتقاليد الريفية السائدة، وهذا العام عدد الطالبات 14 طالبة فقط بنسبة %2 من مجموع الطلاب.

والدراسة تسير بشكل جيد منذ البداية وما نعانيه نحن كفتيات هو ممارسة بعض الطلاب أفعالاً سلوكية غير محترمة تجاهنا، ونحن نبلغ الإدارة المدرسية بذلك وكان لها دور إيجابي في تشجيعنا وحمايتنا، مع العلم أن معظم زملاءنا الطلاب يعاملوننا باحترام وأخلاق عالية، ومن المشاكل التي لابد لها من حل مشكلة الازدحام في الصفوف حيث يصل عدد الطالبات في الصف الذي ندرس فيه إلى 67 طالباً ويؤدي هذا إلى الفوضى والإزعاج في الصفوف».

الطالبة منال عبدالحكيم ثالث ثانوي أدبي:«الدراسة جيدة عندنا في المدرسة لكن نتمنى أن يتم تشعيب الصف الثالث ثانوي أدبي إلى شعبتين، حيث أن عدد الطلاب يصل إلى حوالي 67 طالباً، وهذه الزحمة ليست في صالح العملية التعليمية».

كثافة طلابية متزايدة

وتحدث لـ «الأيام» الأستاذ عبدالله محمد الوصابي معلم لغة عربية قائلاً: «بدأت الدراسة بشكل منتظم منذ بداية العام رغم وجود بعض الصعوبات كنقص الأثاث وعدم توفر الكتب، ولكن بذلت إدارة المدرسة جهوداً طيبة ووفرت أكثر الكتب الدراسية.

والمشكلة التي تواجههنا هي الكثافة الطلابية المتزايدة حيث يزيد عدد الطلاب في الصف الواحد على ستين طالباً، وهذا بلاشك يؤدي إلى عدم استيعاب الطلاب للمعلومات وصعوبة متابعة المعلم لهم في حل الواجبات المنزلية، كما أن دور الأسرة مفقود في التفاعل مع طلابها في الدراسة والانتظام، وهو الأمر الذي يتطلب تفاعلاً إيجابياً مع المدرسة لما فيه من خدمة للعملية التربوية والتعليمية».

أما الأستاذ أحمد نور معلم مادة الفلسفة والمنطق فقد تحدث قائلاً:«مر على وجودي في هذه المدرسة معلماً نحو ربع قرن، والمبنى هو نفسه لم يتغير، وأصبح مبنى متهالكاً، وكل ما نرجوه من الجهات المسئولة سرعة اعتماد مبنى حديث لثانوية عزان، وسرعة العمل على إنشائه، فهذا أهم مطلب لدى جميع أفراد الأسرة المدرسية من إدارة ومعلمين وطلاب وطالبات وأولياء أمور».

انتظام الدراسة

في آخر جولتنا الاستطلاعية التقينا الأستاذ القدير صالح مهدي الوادري مدير الثانوية الذي بدأ حديثه لـ «الأيام» قائلاً: «بدأت الدراسة في 2007/9/7م وتمت من قبلنا الترتيبات الأولية لبدء العام الدراسي، واستمرت الدراسة بشكل جيد رغم تعثر سير بعض المواد الدراسية وخاصة مواد الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، الأحياء، ومما زاد الطين بلة نقل طلاب ثالث ثانوي علمي وأدبي من ثانوية الروضة وحبان غرير إلى ثانوية عزان، وهذا شكل عبئاً على المدرسة، حيث بلغ طلاب ثالث علمي 104 طلاب وثالث أدبي 67 طالباً، وبلغ عدد الشعب 14 شعبة دراسية، لكن نظراً لعدم وجود معلمين تم دمج بعض الشعب الدراسية، والمدرسة فيها طلاب من مناطق ومديريات مختلفة أهمها حبان، الروضة، غرير، لماطر، الحوطة، الحضن، عزان ، صعيد باقادر، جردان وغيرها».

مبنى خارج الجاهزية

ويكمل مدير ثانوية عزان:«المبنى قديم وتم بناؤه عام 1962م كمدرسة متوسطة ثم إعدادية، وأصبح متهالكاً وخارج الجاهزية، وبعض الصفوف بلا أبواب ولا نوافذ، وللأسف الشديد المدرسة رغم مرور هذه السنوات الطوال على إنشائها لم تشهد أي ترميم منذ نشأتها، وفي الأسبوع الماضي وصل إلى المدرسة فريق فني هندسي لرفع تقرير عن المدرسة واعتماد مبنى جديد، ونتمنى سرعة اعتماد ذلك.

وبالنسبة للسكن الداخلي فالغرف موجودة وهي بحاجة إلى بعض الترميمات البسيطة، لكن المشكلة تكمن في عدم اعتماد التغذية من قبل إدارة التربية لطلاب المدرسة، ونحن متفهمون للمعاناة التي يلاقيها طلاب المناطق البعيدة جراء ارتفاع أسعار الإيجارات للشقق السكنية في عزان وتكاليف التغذية في ظل ارتفاع الأسعار».

ويضيف قائلاً:«من المشاكل التربوية التي تواجهنا عدم وجود التأهيل الجيد للطالب في مرحلة التعليم الأساسي ووجود ضعف واضح، مما يفرض علينا كإدارات للمدارس الثانوية بذل جهود إضافية لزرع السلوكيات الحميدة لدى الطلاب، كما توجد للأسف هوة كبيرة بين المدرسة والأسرة رغم محاولاتنا للتواصل مع الأسر بالرسائل والهاتف».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى