وللفن أسراره ..فنانة أصبحت وزيرة مناضلة

> «الأيام» فاروق الجفري:

> حضارة الشرق سواء أكانت الصينية أم الحضارة الهندية ساهمت في حضارة أوروبا ولكن حضارة العرب كانت شيئاً آخر .. لماذا؟ إن المرحلة الدقيقة الحرجة التي تجتازها الأمة العربية اليوم تحتاج إلى أن نعطي لها كل طاقاتنا من وعي الذات والنضال عن وجودنا الحر والطموح إلى حياة أعز وأفضل .. لكن كيف ؟ إن التاريخ العربي الحضاري العريق أخذ دوراً قيادياً في العصور الماضية حيث كان مناراً للعلم والمعرفة والتمدن وكانت أوروبا غارقة في بحر الظلمات كما أن الأمة العربية في العصر الإسلامي قد اندمجت فيها كل الشعوب التي تعربت فصار ماضيها كاه من ماضي هذه الأمة العربية كما صار تراثها الفكري والحضاري ميراثاً لهذا الوطن العربي الكبير. والتراث من حيث هو مادة تاريخية لماضي هذه الأمة العربية الواحدة يأخذ مكانه من تراثها المشترك في كافة العصور إذ تنمحي الحدود والفواصل وتلتقي فكراً وروحاً ولساناً ووجداناً وتتحد وجوداً ومصيراً. إن الآثار الثقافية العربية لخير شاهد على قولنا هذا ومعظم هذه الآثار موجودة إلى يومنا هذا في عدة دول أوروبية منها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا. وأود هنا أن أنوه بأنه منذ سنوات سافرت وزيرة الثقافة في اليونان واسمها (ميلنا ميركوري) إلى بريطانيا لا لتشتري فساتين جديدة وأدوات تجميل وعطوراً ولم تكن تسهر هنا أو هناك بحثاً عن ساعات من الراحة والتسلية ولكن كانت تتجول في المتاحف البريطانية يومياً لتطالب بإعادة الآثار اليونانية الموجودة في بريطانيا إلى اليونان وقد نجحت رحلة هذه الوزيرة بعد عناء وجهد. والسؤال هنا متى يتحرك وزراء الثقافة العرب إلى عواصم العالم ليعيدوا للوطن العربي تلك الآثار الثمينة والموجودة في متاحف أوروبا وأمريكا كما تحركت الوزيرة اليونانية التي كانت ممثلة سينمائية ثم أصبحت وزيرة مناضلة من أجل سمعة بلدها وحضارته وتراثه العظيم .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى