> «الأيام» سالم أحمد المرزقي:

لا شك أن مما يلفت النظر هذه الأيام هو اهتمام اخواننا في السلطة على ترسيخ معاني الوحدة على جدران الشوارع والمستشفيات وتغيير أسمائها بأسماء وحدوية، وكم هي جميلة تلك الأسماء ولكن الأجمل أن يدرك أخواننا في السلطة ماذا تعني الوحدة بمعناها الحقيقي وأنها ليست أسماء ورسومات تزين بها البوابات والشوارع، أن الوحدة في معناها الحقيقي تعني أشياء كثيرة أهمها العدل والمساواة والكيل بمكيال وليس بمكيالين .

كما أن الوحدة لا تقوم على حساب شعب دون آخر أو السطو على ممتلكات الناس وتسريحهم من أعمالهم قسراً وتركهم يعانون الفقر والبطالة منذ حرب صيف 1994م وحتى يومنا هذا.

إن ما يمارس اليوم باسم الوحدة الوطنية من قمع للاعتصام السلمية وقتل للأبرياء إنما يجسد الفرقة ويولد الأحقاد ويوحي بالخطر، وعلى السلطة أن تعمل على التغيير وتترجم الوحدة بمعانيها الصحيحة.

وعلى السلطة أن لا تجعل الوحدة سلماً تتكئ عليه شرذمة من المفسدين الذين يتغنون بالوحدة وهي منهم براء وأن لا يجعلوا من الوحدة حاجزاً يحول دون مطالبة الناس بحقوقهم.. فوحدة لا تكفل لشعبها المساواة والعدل لا يمكن أن يطلق عليها اسم وحدة .

وأخيراً وليس آخر أقول لإخواننا في السلطة إن حماية الوحدة لا تحتاج إلى نشر ذلك الكم الهائل من العساكر في وسط المدن لترويع سكانها الآمنين، إن ما نحتاجه لحماية الوحدة هو محاسبة تلك الشرذمة التي أكلت الأخضر واليابس باسم الوحدة، وجعلوا من الوحدة سفينة نجاة لحماية مصالحهم الشخصية .