لودر مدينة عطشى وأهلها يجأرون من وطأة الظلم لحرمانهم من الحصول على شربة ماء من مشروع كلف الدولة ربع مليار ريال

> «الأيام» سالم لعور:

>
مدينة لودر عاصمة مديرية لودر إحدى أكبر مدن محافظة أبين من حيث كثافتها السكانية وانتعاش الحركة التجارية فيها باعتبارها مركزاً يتوسط المحافظات الجنوبية والشرقية والمحافظات الوسطى في الشمال وسوقها (الأحد) الذي أصبح سوقاً يؤمه الناس من مختلف قرى ومناطق هذه المحافظات.

هذه المدينة الصاخبة بالحيوية والنشاط والمؤهلة لأن تصبح عاصمة لمحافظة تضم مديريات مودية وجيشان والمحفد ومناطق لودر والسيلة البيضاء والوضيع وأجزاء من مديرية مكيراس مدينة يجأر أهلها من وطأة الظلم بسبب الحرمان من أبسط مقومات الحياة الإنسانية، مدينة عطشى وأهلها المسالمون تحملوا فوق طاقتهم وفاق صبرهم صبر أيوب.. معاناة أهالي لودر في حرمانهم من الحصول على شربة ماء صورة من صور الاختلال الإداري لدى السلطات المتعاقبة على تولي زمام الأمور في المديرية والمحافظة منذ سبعينيات القرن الماضي.. مدينة لودر التي يوجد بها مشروع المرتفعات الوسطى الذي حظي بدعم البنك الإسلامي والصندوق العربي للإنماء والحكومة اليمنية بمئات المليارات تعاني أزمة خانقة في المياه وأهلها يفتقدون أبسط حق في الحياة الحصول على شربة ماء من مشروع كلف الدولة ربع مليار لم يعد صالحاً لأداء %5 من مهامه التي يفترض أن يقدم خدماته فيها لمواطني مدينة لودر وزارة المجاورة.. إنها العشوائية وسوء التخطيط وسوء الإدارة واستعلاء السلطات ومعها الهيئة العامة لمياه الريف بالعاصمة صنعاء وفرعها في أبين.. وعبر هذا الاستطلاع نرفع استغاثات أهالي لودر وزارة وصيحاتهم من جور المعاناة علها تجد آذاناً صاغية بلفتة كريمة من فخامة رئيس الجمهورية أو محافظ أبين الجديد محمد صالح شملان الذي يؤمل فيه إحداث تغييرات هيكلية وإيجابية على صعيد التنمية والبنية التحتية وإدارة المشاريع بلودر.. و أجرت «الأيام» اللقاءات التالية:

عشوائية التخطيط تصيب مشروع مياه تكلفته ربع مليار ريال بالشلل الكلي

الشيخ جهاد حفيظ الشخصية الاجتماعية والرياضية وعاقل حارة والسلام بمدينة لودر:«بسبب العشوائية وعدم وضع دراسة فنية جدية لمشروع مياه لودر فقد فشل هذا المشروع فشلاً ذريعاً وأصبح اليوم شبه مشلول ولا يؤدي مهامه التي أسس من أجلها.

ومشروع من دون دراسة فنية متخصصة لابد وأن تكون نتيجته سلبية كما هو عليه الحال في مشروع مياه لودر والقرى المجاورة لها فالمياه مالحة وذات درجة كبيرة من حيث الترسبات رغم أن هذا المشروع قد كلف خزينة الدولة ما يقارب ربع مليار ريال يمني.. هذا المشروع أصبح خارجاً عن الجاهزية رغم محاولات إعادة تأهيله أكثر من مرة وإنفاق الكثير من أجل ذلك والنتيجة ضياع مكوناته وفشل المعالجات التي كانت تهدف إلى استمراريته ومنها محاولة إصلاح الشبكة الداخلية وكانت كل هذه المحاولات تذهب هباءً منثوراً.

فمدينة لودر لا تستحق كل هذا العذاب وهي المدينة التي قدمت تضحيات جساماً للثورة والوحدة والوطن ونأمل في الأخ محمد صالح شملان محافظ أبين إيلاء الاهتمام بالبحث عن وسائل جديدة لما من شأنه توفير مياه الشرب لأبناء لودر وزارة والقرى المجاورة وأخذ هذا بعين الاعتبار أسوة بمدن زنجبار وجعار وغيرها».

هل يصلح المحافظ (شملان) ما أفسدته ايادي الفساد بالبحث عن حلول لإعادة تأهيل المشروع؟

الأستاذ أسعد علوي غرامة، معلم بإدارة التربية والتعليم م/لودر:

«مدينة لودر تعاني من أزمة خانقة في مياه الشرب وصاحب هذه الأزمة ارتفاع جنوني في أسعار قيمة (الوايت) الماء (البوزة) ويصل أحياناً إلى ألفي ريال وفي المتوسط يستهلك المواطن في لودر أو وزارة بين 7000 - 8000 ريال خلال الشهر.. وضع مأساوي كارثي يحدق بنا في مدينة لودر بحكم انهيار مشروع المياه وتقلص حجم آباره من أربع إلى بئر واحده لم تعد صالحة ولم يتبق من المشروع سوى الاسم فقط والكل يتفرج وكأن شيئاً لم يكن وأتساءل لماذا تتهاون السلطات في ما يحدث من تلاعب بمشاريع لودر؟ ولماذا لم يلتفت الأخوة في قيادة السلطات المحلية المتعاقبة بالمحافظة ومياه الريف إلى معاناة مدينة لودر؟ هل يستطيع الأخ محافظ أبين (شملان) أن يصلح ما أفسدته عشوائية التخطيط لمعالجة أوضاع مشروع مياه لودر بالبحث عن بدائل مناسبة؟ أم أن الحال سيظل منصوباً على ماهو عليه ولن يتغير في شكله أو مضمونه؟

هل يستطيع المحافظ شملان فك طلاسم مشروع لودر وإعادة تأهيله؟

الشيخ عبدالله عوض موسى، شخصية اجتماعية تحدث قائلاً:

«نشكر صحيفة «الأيام» لاهتمامها بقضايا الناس وملامستها لهمومهم.. ولودر التي قدمت قوافل من الشهداء في الدفاع عن ثورتي سبتمبر وأكتوبر والوحدة المباركة تدفع اليوم ثمن هذه التضحيات الجسام بحرمانها من الحصول على أبسط متطلبات الحياة (شربة ماء هنيئة) فلماذا هذا الإهمال والتغاضي عن إصلاح أوضاع مشروع مياه لودر الذي توقف كاملاً وشلت فاعليته وأصبح غير قادر على تلبية حاجات الناس ولو بنسبة %3؟

نحمل المسؤولية السلطات في لودر وءبين وجهات الاختصاص في مياه الريف في صنعاء وزنجبار. فهل يستطيع المحافظ (محمد صلاح شملان) فك طلاسم هذا المشروع الذي لم يعد له وجود ويصلح أوضاعه ويعيد تأهيله؟ والأمل يحدونا في هذا المحافظ الذي شهدت في عهده محافظة الحديدة إنجازات لا تعد ولا تحصى في مختلف الجوانب آملين أن يضع نصب عينيه إصلاح أوضاع مياه لودر وزارة وأن تكون ضمن أولويات مهامه المقبلة».

مشروع مياه لودر زارة لم يعد له وجود وأصبح أثراً بعد عين

مصطفى محمد درعان صالح، معلم بإدارة التربية لودر قال:«تحملنا فوق طاقتنا وأصبح الواحد فينا يتحمل شراء (بوز المياه) بما يعادل ثلث راتبه ونحن من ذوي الدخل المحدود ومعظمنا يعيش تحت خط الفقر.. عشوائية التخطيط.. الجانب الهندسي للمشاريع صفر على الشمال.. وشهادات الإنجاز تعطى بسهولة ويسر وكأننا في سوق الملح دون مواصفات وما فشل مشروع مياه لودر إلا خير دليل على ما أقول.. مبدأ الحساب والعقاب لم يعد له وجود مثلما لم يعد هناك وجود لمشروع مياه لودر زارة الذي كلف الدولة 262 مليون ريال وأصبح اثراً بعد عين.. المطلوب وقفة ضمير من السلطة المحلية لودر والمحافظة أبين ومياه الريف بمحافظة أبين لإعادة المياه إلى مجاريها وإنقاذ أكثر من 25 ألف نسمة من العطش».

البحث عن حلول مستدامة لحل أزمة المياه يكمن في إقامة السدود والحواجز

العميد محمد أحمد الصملي (شخصية اجتماعية اعتبارية) تحدث قائلاً: «التخطيط الجيد يجنبنا التخبط والعشوائية ويرسم أمامنا ملامح الطريق للوصول إلى الهدف الذي ننشده.. ولأننا دائماً لا نخطط فإننا نقع دائماً في الأخطاء ومشروع مياه لودر لم تجرى له دراسة فنية بالشكل الصحيح فآل مصيره إلى هذا الحال أصبح مشلولاً رغم حداثة إنشائه.. نعاني دائماً من سوء الإدارة رغم أن لدينا كثيراً من الكوادر الكفؤة لإدارة مثل هذه المشاريع اذا ما أردنا الحفاظ عليها.

استغاثة السكان في لودر ونواحيها نرفعها إلى السلطة في المحافظة أبين والمركز (صنعاء) وإلى المنظمات الدولية والإنسانية أن تساعد في إيجاد حلول جذرية لحل معضلة المياه في مدينة لودر وزارة بشكل خاص وفي كافة قرى ومناطق مديرية لودر بشكل عام قبل أن تتحول مديرية لودر إلى منطقة كوارث وجفاف وذلك من خلال البحث عن مخارج مستدامة لحل الأزمة بالبحث عن المناطق التي يوجد بها المخزون المائي الوفير من المياه الجوفية والاهتمام بالسدود والحواجز ومنها سد ثره الذي باستطاعته أن يغطي حاجة ثلثي مديرية لودر من المياه اذا ما تم اعتماده خصوصاً وأن الدراسة قد أجريت له ومجموعة من الحواجز الأخرى في سلسلة جبال الكدر وبهذه الوسائل يمكن حل معضلة المياه وشحتها لمدينة لودر ونواحيها وكافة قرى المديرية قاطبة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى