رجال في ذاكرة التاريخ

> «الايام» نجيب محمد يابلي:

> الميلاد والنشأة:المهندس عبدالعزيز أحمد علي (الخال) من مواليد حافة الطليان بمدينة المعلا (عدن) في 5 مارس 1929م، تلقى دروسه القرآنية في كتاتيب المدينة أما تعليمه النظامي فقد تلقاه في المدرسة الاهلية بالتواهي، حيث حصل على تعليمه الابتدائي والمتوسط وواصل دراسته المسائية في المعهد الفني بالمعلا واضطر (الخال) الى قطع دراسته والخروج الى ميدان العمل نظرا لظروف الاسرة الصعبة.

رحلة الألف ميل تبدأ في شركة (اخوان كوري):

طرق المهندس عبدالعزيز أحمد علي (الخال) باب العمل وبدأ رحلة الالف ميل في شركة (اخوان كوري) CORY BROTHERS عام 1948م. دخل (الخال) مع اخوان كوري وهو في بواكير شبابه وذروة حماسته للعمل بتوظيف ما عنده من المعارف النظرية والتطبيقية التي نهلها من المعهد الفني العريق الذي مول إنشاءه رجل الاعمال الفرنسي المعروف الـ (بس) A.BESS وشرع يرسي دائرة معارفه وخبرته في مجل العمل الفني (الميكانيكي) ودخل دائرة الضوء كأحد الفنيين المبرزين.

(الخال) يواصل مشوار التألق في الكيان الجديد (ستالكو):

دخل (الخال) عبدالعزيز سجل اخوان كوري كأحد الفنيين المرموقين في الشركة التي مرت بمنعطف جديد عام 1964م عندما اندمجت مع شركة (بول رايس) PAUL RISE الفرنسية وسميت الشركة الجديد (ستالكو) STALCO وتواصل عطاء (الخال) في الشركة الجديدة حتى هبت رياح التأميم يوم 27 نوفمبر 1969م التي استهدفت ما أسميت حينه «المرتفعات الاقتصادية» البنوك الاجنبية والمؤسسات التجارية الكبيرة وشركات التأمين واعادة التأمين والشركات الاجنبية التي كانت تقوم بخدمات الملاحة والتموين بالوقود والشركات التي كانت تتولى صيانة وترميم السفن من خلال احواض جافة او عائمة وغيرها من الشكرات الاجنبية.

(الخال) في شركة أحواض السفن:

توسعت دائرة القطاع العام بعد حركة التأميمات التي شملت الشركات الاجنبية عامة والملاحية خاصة ومنها شركة البس وستالكو والحلال (تابعة للبس أيضا) ولوك توماس وغيرها وحلت محلها شركات عامة منها شركة الملاحة الوطنية وشركة الاحواض الوطنية وكان من كبار كوادرها م. يوسف علي بن علي وم. سعيد خليدي وعبدالعزيز أحمد علي الخال (أبو محمد) ومحمد راوح عبدالله (أبوفكري) وعين (الخال) مديراً للورش في شركة الاحواض الوطنية.

كان (الخال) حريصا على تطوير معارفه من خلال الانخراط في دورات داخلية وخارجية بغرض الالمام بكل جديد والتي ارتقت بقدراته كثيرا في مجال اصلاح البواخر لاسيما الضخمة منها، حيث خصعت قدراته للاختبار ومنها ذلك الطلب الذي تقدمت به شركة CANDIAN PACIFIC الى شركة أحواض السفن الوطنية عام 1974م لإصلاح باخرتها الضخمة «بورت اكسبري» (حمولتها 500 الف طن) ولم تتمكن الباخرة من دخول الميناء، لأن عمق المجري البحري لم يتجاوز 14 مترا فاضطرت ادارة الشركة لإيفاد م. عبدالعزيز أحمد علي (الخال) رحمه الله وأخي م. عبدالجليل أحمد علي أطال الله عمره، لإصلاحها خارج منطقة الميناء OUTER HAROUR.

رياح التأميم تعرج على (الخال):

من السلبيات التي رافقت التجربة التي خاضها الحزب الحاكم في المحافطات الجنوبية في فترة السبعينات الشطط في التنظير وحدة المزاج في التعامل مع الواقع لاسيما في الفترة التي عرفت بـ «السبعة الايام المجيدة» في اغسطس 1972م التي رافقت تخفيض الرواتب وتأميم المساكن، حيث رافقت المسيرات العارمة حركة اعتقالات كبيرة طالت عددا كبيرا من الكوادر من مختلف المرافق وكان (الخال) أحدهم.لعب الاخوان عبدالجبار عوض وأحمد محسن أحمد دوراً طيباً في الاتصال بجهات الاختصاص لإطلاق سراح العديد من قياديي أو لاعبي أو مشجعي نادي الجزيرة الرياضي حيث كان المذكوران من قيادة هذا النادي العريق. الغريب في الأمر ان الحاجة كانت ماسة بين الحين والآخر للخال (عبدالعزيز) في شركة الاحواض وكانت السلطات تخضع للطلب الملح بإطلاق سراحه مؤقتا ريثما ينتهي من اصلاح العطب في أجهزة البواخر أو أجهزة المرفق ولم يستمر الوضع طويلا بفضل المساعي والجهود الطيبة التي تم التطرق إليها سلفا.

(الخال) في اليابان واليابانيون شهود على مهارته:

رسى اختيار السلطات المختصة في وزارة النقل في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في عهد الرئيس الشهيد سالم ربيع علي (الطاهر اليد) على مؤسسة (نيتشيتسو) اليابانية على انشاء الحوض العائم (4500 طن) وصدر قرار بتكليف الخال عبدالعزيز برئاسة المهندسين والفنيين الميدانيين أثناء عملية الاعداد والتجهيز والتنفيذ لعمية انشاء الحوض العائم، الذي كان له دور ايجابي في صيانة البواخر في ميناء عدن.

شد الخال الرحال الى مدينة ماتسوار اليابانية مع فريق عمله خلال الفترة من 16 يناير حتى 27 مارس 1977م ومنحته الشركة المنفذة شهادة تقديرية للإنجاز الفني الذي حققه وزملاءه وحددت الشركة صفة (الخال) بالمشرف الفني MECHANICAL SUPERVISOR.

الانتفاع الذي حققه (الخال) من الجنس الأصغر:

مثلت اليابان محطة نوعية متميزة في مشوار الخال العملي، حيث تتلمذ على أيدي الخبرة العالمية المشهورة في العالم وهي خبرة الجنس الأصفر، الذين أضافوا الى تراكمه الفني الشيء الجديد في التقانة وتأثر الخال كثيراً بمستوى الانضباط واحترام وحب العمل عند اليابانيين الذين يعتبرون ذلك واجباً وطنياً.

وجد الخال الأبواب مفتوحة أمامه ليصعد درجات السلم الواحدة بعد الاخرى فبدأ مشرفاً على الغلايات BOILER MAKER ثم تدرج في سلم القيادة والعمل الفني والهندسي حتى وصل الى منصب كبير الفنيين SENIOR .TECHNICIAN

نصيب المعلا من الحركة الرياضية:

صدر قانون الجمعية الرياضية العدنية في 26 نوفمبر 1943م، وأشار تقرير الجمعية الصادر في 28 فبراير 1958م إلى أن أندية عدن الرياضية لكرة القدم والهوكي بلغ عددها 41 نادياً بلغ اجمالي لاعبيها 6000 لاعب وبلغت حصة أندية كرة القدم 31 ناديا والناشطة منها في مدينة المعلا الأندية التالية:

نادي الجزيرة الرياضي، نادي المعلا الرياضي، نادي مجد العرب، نادي المنتصر الرياضي، نادي المجر الرياضي، نادي الوحيد الرياضي، نادي الروضة الرياضي.مثل محمد بهادر خان منطقة التواهي والمعلا في مجلس ادارة الجمعية الرياضية العدنية عام 1955م، فيما مثلها معتوق خوباني الشخصية الرياضية والتربوية والوطنية والاجتماعية المعروفة في مجلس ادارة الجمعية عام 1962م، وقد ضمت البعثة الرياضية التي ضمت أندية عدن لاعبي نادي شباب الجزيرة الرياضي بالمعلا: معتوق خوباني وعبدالجبار عوض وعبدالله خوباني وأحمد محسن أحمد ورفيق عوض والتي غادرت عدن الى قاهرة المعز في 16 نوفمبر 1964م للمشاركة في فعاليات كروية هناك.

ماذا يقول الرجل الكبير أحمد يوسف النهاري؟

تأسس نادي شباب الجزيرة الرياضي عام 1951م بمدينة المعلا ومن أبرز مؤسسيه المناضل الوطني البارز المرحوم حسين سالم باوزير والشخصية الوطنية الرياضية والاجتماعية والمعروفة أحمد يوسف النهاري (أبو عدنان)، متعه لله بالصحة وطول العمر ومحمد علي عوض، أما عمالقة نادي شباب الجزيرة في الخمسينات من القرن الماضي:

أحمد يوسف النهاري، محمود صادق، حسن الصبي، حسن نور، محفوظ مسكينة، محمد لوهابي، عبدالله قراره، علي أحمد اللحجي.

ومن أبرز نجوم النادي في الستينات:

معتوق خوباني، عبدالله خوباني، عبدالجبار عوض، رفيق عوض، أحمد محسن أحمد، محمد عبدالرب عوذلي، جامع دباله، صالح ميوني، توفيق أحمد قائد، أبوبكر وزان، محمد سليمان زيد، عبده محمد، أحمد عبده مرشد (المعروف باسم احمد فضل- حارس المرمى).

المصدر: معتوق خوباني: رحلة عطاء وذكريات كروية

يقول الرجل الكبير أحمد يوسف النهاري (أبو عدنان) بأن صديق عمره الفقيد عبدالعزيز أحمد علي الخال (أبو محمد) كان سنداً قوياً وراعياً للشباب والأب الذي كان أبناء النادي يلجأون إليه طلباً للنصح أو المساعدة وكان رحمه الله عضواً إدارياً فاعلاً وارتقى درجات السلم عام 1962م عندما أصبح نائب رئيس نادي الجزيرة وكان رحمه الله عضواً في ادارة البعثة الرياضية لكرة القدم لنادي الجزيرة في زيارتها الشهيرة لمدينة المكلا عاصمة السلطنة القعيطية الحضرمية وذلك عام 1963م وقد رافق البعثة الفنان الكبير محمد مرشد ناجي والمنولوجست الأول فؤاد الشريف، أطال الله عمريهما ومتعهما بالصحة وقد تكررت رحلات نادي الجزيرة إلى المكلا والشحر عام 1965م.

الخال وأياد بيضاء في منشآت الجزيرة وشمسان:

يحسب للخال (عبدالعزيز) دوره البارز في منشآت نادي الجزيرة الرياضي ووريثه نادي شمسان الرياضي وتحققت على يديه وأيدي زملائه رفقة رحلة الالف ميل، حيث حافظوا على الموقع الجديد لمقر نادي الجزيرة في شارع الصعيدي والإضافات ذات الطابع التجاري التي رفدت خزانة النادي بمداخيل ثابتة، ويحسب للخال أيضا دوره البارز في بناء المقر الحالي لنادي شمسان وكانت هناك مراهنات من أعلى سلطة بعد الاستقلال عام 1969م بسحب البقعة من نادي الجزيرة فسارعت ادارة النادي حينها الى التعاقد لبناء سور لحجز البقعة وقام بالتنفيذ المقاول المعروف سيف سلام رحمه الله وبقيت في ذمة ادارة النادي(900) شلن قام بتسديدها بالتساوي عبدالجبار عوض وعبدالعزيز أحمد علي وأحمد محسن أحمد بواقع (300) شلن لكل واحد منهم والرواية هنا على ذمة الأخ «أبو مجسن» (أحمد محسن أحمد).

الخال محتسب عند ربه:

انتقل الفقيد عبدالعزيز أحمد علي الخال (أبو محمد) الى رحمة الله في 11 نوفمبر 2007 عن عمر ناهز الـ 79 عاماً بعد حياة حافلة بالانجاز والعطاء على صعيد الوظيفة وعلى صعيد العمل الاجتماعي والرياضي وكان رحمه الله يعمل دون كلل أو ملل وبصمت وكان رحمه الله طليقاً في اللغة الانجليزية ويجيد أربع لغات هندية منها الأردية، السندية، الهندية، والبنجابية وكان يجيد الى حد ما اللغة الفرنسية.

خلف الخال وراءه سيرة عطرة و6 أولاد هم:

محمد عبدالعزيز (المدير المالي لشركة الملاحة الوطنية)، اسكندر عبدالعزيز (مهندس في هيئة الطيران المدني)، فيصل عبدالعزيز (مهندس في مطابع 14 اكتوبر)، فهد عبدالعزيز (مدير مكتب مدير الشؤون القانونية بعدن)، فهمي عبدالعزيز (مهندس اتصالات بحقل المسيلة)، وأسماء عبدالعزيز (مسؤولة قسم التفتيش والرقابة في ديوان ميناء عدن).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى