د.أبوبكر القربي وزير الخارجية في حوار لـ «النهار» اللبنانية :لا نؤمن بالتحالفات العسكرية إذا لم تنطلق من استراتيجية لدول المنطقة نفسها ومن دون تدخل خارجي ..نأمل في حل توافقي سريع في لبنان ومشروع قمة الدوحة لن يكون كاملاً في غياب اليمن

> «الأيام» عن «النهار» :

> نشرت صحيفة «النهار» اللبنانية الصادرة أمس حوارا مع د.أبوبكر القربي، وزير الخارجية أجراه الزميل أبوبكر عبدالله فيما يلي نص الحوار :

أمل وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي في انفراج سريع للأزمة الرئاسية اللبنانية وأن يتمكن الأفرقاء من إيجاد توافق سريع على رئيس يجمعون عليه بما يضمن إجراء انتخابات نيابية لاحقا في أجواء تسودها الثقة بين الأطراف. وحذر في حوار مع «النهار» من أن اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وإيران سيؤدي إلى المزيد من الاضطراب في المنطقة واستقرارها. وتحدث عن مفردات المبادرة الروسية للأمن في منطقة الخليج مؤكدا دعم اليمن للمبادرة بخطوطها العريضة المعلنة، ولفت إلى أن المشاريع الأمنية التي تتبناها القمة الخليجية المقبلة في الدوحة لن تكون كاملة في غياب اليمن. وأوضح أن المشاركة العربية في الاجتماع الدولي للسلام في انابوليس اشترطت معالجات شاملة لكل قضايا النزاع العربي - الإسرائيلي والبحث في كل القضايا بما فيها الجولان ومزارع شبعا.

> هل من شروط عربية طرحت للمشاركة في اجتماع انابوليس للسلام ؟

- المشاركة العربية وضعت شروطا بما ستحمله أجندة المؤتمر من قضايا، ورأينا أهمية في ألا تنحصر بقضية الصراع العربي - الإسرائيلي وإنما تشمل الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية ومعالجات شاملة لكل قضايا النزاع بما فيها عودة اللاجئين والقدس وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

> التداعيات الأخيرة الحاصلة في لبنان والفراغ الرئاسي، كيف يراها اليمن ؟

- نأمل أن تنفرج أزمة الرئاسة اللبنانية بالتوافق وان يتفق الجميع بصورة سريعة على رئيس تجمع عليه كافة الأطراف لأن ذلك سيضمن الأمن والاستقرار في لبنان وسيضمن إجراء الانتخابات البرلمانية في المرحلة المقبلة في أجواء تعززت فيها الثقة بين الأطراف المختلفة في الساحة اللبنانية.

> في رأيكم لماذا فشل الأفرقاء في التوصل إلى توافق لاختيار رئيس للجمهورية؟

- المشكلة في لبنان أن هناك قوى سياسية تتجاذبها قوى خارجية وتحاول التأثير عليها واعتقد أن من مصلحة اللبنانيين ألا يعطوا مجالاً للقوى الخارجية وينظروا إلى مصلحة لبنان وأمنه واستقراره ووحدته.

> هل لا يزال الأمل قائما لاختيار رئيس توافقي بعد انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود؟

- الأمل لا يزال قائما ونحن ندعو الى أن يُترك للبنانيين حرية الوصول إلى التوافق السريع للخروج من الأزمة الحاصلة من دون ضغوط خارجية أو تدخل حتى لا تتعقد الأمور أكثر.

الأمن الخليجي

> تنعقد بعد أيام قمة مجلس التعاون الخليجي في ظل هيمنة الملف الأمني وترتيبات لمشاريع خليجية أمنية، أين اليمن من ذلك؟

- نحن في اليمن لا نؤمن بالتحالفات العسكرية لأنها إذا لم تنطلق من استراتيجية لدول المنطقة نفسها ومن دون تدخل خارجي تصبح نتائجها ربما لغير صالح دول المنطقة. ما يهمنا هو كيف يمكن أن يكون لبلداننا إستراتيجية أمنية وعسكرية تحمي دول المنطقة من أي تهديد وتعمل على إزالة بؤر التوتر والصراعات وتتفق فيها دول المنطقة على إزالة الأسباب المؤدية إلى انعدام الثقة كقضية السلاح النووي مثلا لأية دولة من دول المنطقة. وما نريده هو أن تضطلع تجمعاتنا الإقليمية بدور في تحقيق التوافق وإزالة المخاوف وتعزيز الثقة والعمل وفق إستراتيجية تكون قادرة على حماية هذه الدول من أية تدخلات خارجية.

> كيف تنظرون إلى المشاريع الأمنية المطروحة أمام قمة الدوحة؟

- نعتقد أن مشاريع التعاون الأمني ضمن إستراتيجية أمن الجزيرة العربية لا تزال غير واضحة المعالم حتى الآن، ونعتقد ايضاً أن المشاريع المطروحة لدى الأشقاء في الخليج في شأن التعاون الأمني لن تكون مكتملة إن لم يكن اليمن حاضراً فيها. ومن المهم أن تشترك اليمن مع دول المجلس في بلورة إستراتيجية أمنية للجزيرة والخليج كون اليمن يمثل العمق الإستراتيجي لها.

> في ضوء تداعيات الملف الإيراني، هل ثمة مخاوف من تفجر حرب بين إيران وأميركا؟

- بالتأكيد لأن المنطقة لم تعد تحتمل أي حروب أخرى، والعالم كله يرى أن أي حرب على إيران تعني المزيد من الاضطراب في المنطقة وتهديدا لاستقرارها وإعطاء الفرصة لعناصر التطرف والإرهاب لاستغلال هذه الظروف... ونرى أن من الضروري التركيز على الحلول الديبلوماسية لحل الأزمة ونأمل أن تستمر.

المبادرة الروسية

> المبادرات الدولية للأمن في منطقة الخليج التي ظهرت أخيرا، كيف يراها اليمن؟

- هناك مبادرة روسية في شأن الأمن في الخليج حملت أفكارا وخطوطا عريضة ربما تقدم حلولا للقضايا الأمنية والإستراتيجية في الخليج العربي.

> ماهي الأفكار التي حملتها هذه المبادرة؟

-تضمنت خطوطاً عريضة في شأن كيفية تعزيز الثقة بين دول المنطقة والدخول في حوار لتعزيز هذه الثقة من خلال خلق شراكة في العديد من الأنشطة التي قد تمثل قلقا لطرف أو لآخر كمشاريع الطاقة النووية مثلا، وأيضا عدم النظر إلى الخليج في محدودية الجغرافيا والدول المحيطة به وإنما في العمق الاستراتيجي الذي يشمل بلدانا كاليمن ومصر وسوريا والعراق والتي يجب أن تكون جزءا من هذه الإستراتيجية لحماية أمن الخليج وتعزيز التعاون بين دوله بما يزيل المخاوف ويمكن الدول من العمل معاً في شراكة.

> هذه المشاريع مطروحة منذ زمن، فما هو الجديد فيها؟

- الجديد في المبادرة الروسية أنها لا تحاول استثناء إيران من أية ترتيبات أمنية للمنطقة وتعتبر أن ذلك سيضع التزامات على إيران كما سيضع التزامات على الدول الخليجية والعربية. ومن مصلحة الجميع أن يكون هناك توافق وقناعات بأن أمن إيران هو من أمن دول الخليج والعكس صحيح، كما يجب ألا يكون لدى أي منهم عناصر تهدد أمن الآخرين.

> هل هذا يعني أنكم تؤيدون المبادرة الروسية ؟

- المبادرة بحاجة إلى نقاش، وحتى الآن ليست معروفة بتفاصيلها وإنما بخطوطها العريضة، وبالتالي نحن في حاجة إلى المزيد من النقاش في شأنها والبحث في عناصرها التفصيلية ومع ذلك فاليمن يؤيد المبادرة بخطوطها العريضة التي ظهرت حتى الآن.

> إلى أي مدى تتفق أو تتقاطع الرؤية الخليجية مع المبادرة الروسية ؟

- لا اعتقد أن هناك تقاطعاً أو تعارضاً فالجميع متفقون على أن أمن الخليج ينبغي أن تتحمل مسؤوليته كل دول المنطقة في الجزيرة والخليج، ومعنى ذلك أن إيران يجب أن تكون شريكاً في هذا الأمن وتتحمل مسؤوليتها نحو دول المنطقة والعكس أيضا.

منتدى المستقبل

> يعقد في صنعاء الشهر المقبل منتدى المستقبل بمشاركة دولية وعربية، ما الذي سيبحث في هذا المنتدى؟

- تركز قضايا الحوار على الإصلاحات السياسية بما فيها الديموقراطية والحريات وحقوق الإنسان والحكم الرشيد والمجتمع المدني ودوره في تحقيق هذه الإصلاحات والمشاركة في بلورتها مع الحكومات. ومعروف أن منتدى المستقبل يشكل منبرا للحوار القائم على الشراكة والتعاون بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والدول الثماني استنادا على وثيقة التقدم والشراكة التي تبنتها مجموعة الثماني في سي ايلاند بجورجيا الأميركية للحوار من آجل آليات لمواجهة التحديات القائمة وتعزيز الأمن والسلام الإقليمي والدولي.

> الشراكة والحوار بين الشمال والجنوب، هل يمكن أن يؤثرا على قضية الإصلاحات؟

- قضية الحوار والشراكة جاءت أساسا استجابة لأولويات الإصلاح التي عبّر عنها في إعلان صنعاء للديموقراطية وحقوق الإنسان وتصريح مكتبة الإسكندرية وبيان المجلس التجاري العربي وإعلان جامعة الدول العربية في قمة تونس وفق رؤية تأخذ في الاعتبار تشابك المصالح الدولية والاعتماد المتبادل بين أطرافه لصالح التنمية والاستقرار والأمن والسلام الإقليمي.

> بحثتم مع الاتحاد الأوروبي اخيرا في الإصلاحات والتعديل الدستوري، كيف كان الموقف منها؟

- الأوروبيون وجدوا في مبادرة فخامة رئيس الجمهورية لتعديل الدستور مجموعة من العناصر التي تعزز المشاركة في الحكم واللامركزية وتطوير نظام يعتقدون أن اليمنيين هم الأقدر على تحديده وصنعه إذا كان الأنسب لظروف اليمن السياسية والاجتماعية. وما الذي يهم الأوروبيين هو التمسك بالديموقراطية ويرون أن أي تعديل للدستور يجب أن يحقق المزيد من الديموقراطية والمزيد من اللامركزية والمشاركة في الحكم وخصوصا على المستوى المحلي، وإذا جاء مشروع التعديلات محققا لهذه الأهداف والتوجهات فلا اعتراض لديهم عليه.

حرب الصومال

> الحروب المندلعة في الصومال كيف يراها اليمن وهل من جهود لاحتوائها ؟

- تبذل اليمن جهودا من أجل تحقيق المصالحة في الصومال وتتبنى مبادرات وتحركات ديبلوماسية لدعوة المجتمع الدولي إلى الاهتمام بالوضع الصومالي وعودة جهود احلال السلام والدفع في اتجاه إنهاء الحروب والمصالحة. وهناك جهود تبذل من الأطراف الراعية للمصالحة الصومالية سواء أثيوبيا أم الجامعة العربية أم الاتحاد الأوروبي سعياً إلى إنهاء الصراعات في الصومال ونرى أن عودة الاستقرار إلى هذا البلد لن تتحقق إلا بمصالحة سياسية تجمع كل الأفرقاء بمن فيهم المعارضة الصومالية في الخارج.

> الأعباء التي فرضتها تداعيات المشهد الصومالي من حيث تدفق المزيد من اللاجئين الهاربين من الحرب إلى تنامي جرائم القرصنة البحرية... كيف يتعاطى اليمن معها؟

- في كل مراحل المشكلة الصومالية كان اليمن هو من يدفع الثمن الباهظ جراء تدفق اللاجئين الى أراضيه حتى تحولت عملية استقبال اللاجئين مشكلة تفرض أعباء كبيرة على اليمن في ايوائهم ورعايتهم. ولدينا شرطة لخفر السواحل لمنع التسلل غير الشرعي للاجئين إلى الأراضي اليمنية، ولكنها مع تزايد تدفق اللاجئين بالآلاف إلى الأراضي اليمنية عبر البحر وقوارب التهريب تعمل على إنقاذ حياة المئات منهم من الذين يتعرضون للغرق أثناء محاولتهم الوصول إلى اليمن عبر البحر.

> هل من تحركات يمنية من أجل الحصول على دعم دولي لمواجهة مشكلة تدفق اللاجئين؟

- نحاول حاليا الحصول على المزيد من الدعم كي تتمكن اليمن من القيام بالتزاماتها حيال اللاجئين الذين تصاعدت أعدادهم على نحو يفوق إمكانات اليمن لتوفير العيش الكريم لهم والرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الخدمات التي يحتاجون اليها.

> هل من تنسيق بين اليمن ودول المنطقة لمواجهة جرائم القرصنة جنوب البحر الأحمر؟

- الأساطيل الأميركية والألمانية والإيطالية الموجودة في خليج عدن وقبالة سواحل القرن الأفريقي هي من تتولي حاليا هذه العملية. فنحن في اليمن ليست لدينا إمكانات لمواجهتها. وهناك تنسيق بين هذه القوات واليمن لتبادل المعلومات في هذا الشأن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى