المسيمير.. أحزان تتجدد وأحلام تتبدد..منطقة المثلث.. بين هوة الوعود الزائفة وفجوة الإهمال المستمر

> «الأيام» محمد مرشد عقابي:

>
جزء من الشارع الرئيسي
جزء من الشارع الرئيسي
منطقة مثلث المسيمير هذه الحورية التي تتوشح بمخمل قزاحي بألوان طيف الجمال.. نقطة محورية على الخارطة الجغرافية للوطن لا يمكن أن تصادر.. تتاخم hنحناء تلال وهضاب ردفان وتنزوي في حياء تام تحت أحد السلاسل الجبلية المتدرجة والموصلة إلى سفوح حيفان.. مناخ طقسها رائع ونسائم عبير هوائها لا تدغدغه الرياح العابرة الخفيفة المحملة بزخات المطر التي تهب بين الحين والآخر على المنطقة لتغسل بنقاوة مائها العذب ما علق على محيا تلك الجبال الراسية وتزيل من على ظهرها غبار الزمن الرديء في صورة امتزجت فيها إبداعات الخلق بجمال الموقع والمكان.. وبين تلك الجبال والهضاب التي تشكل سياجاً متماسكاً لحمايتها تستوي منطقة المثلث عروس وواجهة المسيمير التي جمالها لا يحتاج إلى تنبؤات فالثوابت والبراهين الشاهدة تدل على تفرد المنطقة بمفاتن قلما توجد في غيرها.. تحفة جمالية مرسومة على قطعة أرض بحبر السحر الطبيعي.

«الأيام» رحلت إلى أرض المثلث لتنقل بعض النواقص والنواشز وما تعانيه المنطقة من حرمان وتحولها إلى أسطر إليكم أعزائي القراء حصيلة ما تحمله من معنى.

الوعود الانتخابية إبرة في كومة من المغالطات

كم هي الوعود والعهود التي قطعها ذوو الشأن بإصلاح حال المنطقة، من خلال المشاريع بل والمديرية بأكملها وانتشالها من وضعها البائس والمتردي، وكم هي تلك التصريحات التي لو أصابت كبد الحقيقة لانتفخ وتضخم وانفجر من كثرة حلاوة تعاطي خطاباتها المعسولة، وكم هي تلك الوعود بالتنفيد التي كانت تسير في عالم الحذق لتخدير الآخرين والمواطنين لنيل وكسب المطلوب، وكم هي تلك الوعود التي تكثر أيام الانتخابات وبعد إسدال ستارها تتحول إلى فقاعات صابونية في الهواء غير قابلة للمس أو محسوسة على أرض الواقع، كانت تلك نبرات الأسى التي تهدجت على لسان العاقل علي الخليفة عاقل منطقتي المثلث وجول مدرم الذي واصل مفردات حديثة بالقول:«إننا في مديرية المسيمير عامة نفتقر إلى أبسط موجبات العيش الكريم التي تكاد تختفي بالكامل وسط منغصات لا حصر لها، فمنذ إنبلاج فجر الثورة وسطوع شموس الوحدة تظل المسيمير تداور مكانها في نظام (محلك سر). فجميع المسؤولين الذين تداولوا على كرسي إدارة شؤونها أداروا ظهورهم بالكامل لها ولم يقدموا أو يخدموا المديرية بأي شيء. أما بالنسبة لمنطقة المثلث فهي لا تختلف عن أخواتها مناطق المديرية من حيث الافتقار للمشاريع والخدمات إلا أن تطورها الطفيف في بعض بناها التحتية يرجع إلى جهود المستثمرين كون المنطقة أرضاً خصبة ومهيئة لاستقبال الاستثمار والمستثمرين«، وأضاف «أن الوعود التي يطربنا بها أعضاء المجلس المحلي عند كل دورة انتخابية بفواصل من الكلام الطري المستجد واللذيذ والمعسول كلها لا تقدم ولا تؤخر هدفهم من خلالها الوصول إلى ما يبغونه ليتحولوا بعدها إلى ذئاب بشرية تلتهم الأخصر واليابس».واستطرد بالقول: «إننا نتعجب من بعض هؤلاء فهم يملكون طرقاً سحرية في إخماد مطالب واحتياجات المواطنين بموال منفرد وسيمفونية معتادة من دق الصدور وهز الرؤوس وبها تتبخر كل الآمال والتطلعات التي علقت عليهم بهدف تحقيقها، وأمام كل تلك الوعود يقف المواطن موقفاً لا يحسد عليه». وتابع حديثه قائلاً: «إننا في مديرية المسيمير قد احترقت أعصابنا وشطحت أفكارنا وانكسرت خواطرنا وآمالنا ولم يعد أمامنا إلا أن نسلخ جلودنا ونعرضها على أصحاب الشأن لكي يعترفوا بمعاناتنا وذلك كرد فعل طبيعي لما يتم معاملتنا به من إهمال في كل جوانب الخدمات». واستعرض قائلاً: «مديرية المسيميرمن خلال ما تحمله أراضيها من مصفوفات الجمال الآسر والسحر الطبيعي الخلاب حيث إن أنظار المسؤولين لا تزال مغلقة عن المديرية وما تعانيه من أوضاع مأساوية، وأبسط مثال هو منطقة المثلث كونها تعتبر مركزاً تجارياً ومن على أراضيها تتحرك بوصلة الطريق العام (عدن- تعز، وعدن - صنعاء) وتحتضن أراضيها محطة التوزيع للتيار الكهربائي وفوق هذا وذاك فحالها بائس ويندى له الجبين، ولم تحظ إلى الآن بأي منجز من خيرات الوطن فلا مدارس ولا مياه ولا سوى ذلك»، وأوضح «أن نداءات واستغاثات المواطنين للجهات المسؤولة لإيصال التيار الكهربائي كون محطة توليد تقع على أراضي المديرية وأعمدة ربطه وسريانه تمر فوق تراب المديرية كل تلكم الاستغاثات لاقت مصيرها المحتوم في مجرى سيول الإهمال، وتم التعامل معها بمبدأ أذن من طين وأخرى من عجين من جانب إخواننا في السلطة المحلية بالمديرية». وقال:«لا ندري إلى متى سنظل نراوح مكاننا في كهوف محكمة بالجهل والمرض والإخفاق والتخلف، مجردين من سلاح الخدمات وسبل العيش الكريم ومحاصرين في أدغال وغياهب صحراء الظلم والجحود والإهمال؟! وإلى متى سيستمر عدم تحديد معالم وجودنا على تراب وخارطة وطننا وأرضنا كوننا نعيش إلى الآن في غربة تامة عن جميع المشاريع الخدمية والحيوية، وكذلك لا ندري إلى متى سنظل نمتطي الخيبة ونجني الأحزان بينما من هم حوالينا يعيشون في رخاء ونعيم تحت خيرات الوطن، ونحن تكبلنا المآسي وتعتصر قلوبنا الأحزان المرة بكل فصولها وآلامها؟!».

الوعود في مهب الريح وأمانة تنفيذها على فوهة بركان

أما الشيخ أحمد مطنوش فقد بدأ الحديث إلينا شارحاً أجزاء بسيطة من كتاب العذاب والمرارة الذي تكثر صفحاته يومياً ويسطر بألوان المآسي والمعاناة التي تستعر نيرانها وتشوي جسد المسيمير المتقلب على جمر صفيحها الساخن فبدأ قائلاً: «إن منطقة المثلث على الرغم من وجودها في موقع مهم ومقصد لجميع المسافرين أي بمعنى وجود الطريق الرسمي العام الذي يربط محافظات عدن- تعز وكذا عدن - صنعاء على أراضيها ووجود المحطة الكهربائية المقوية والموزعة للتيار الكهربائي العام على ترابها إلا أنها بعيدة كل البعد عن نظر المسؤولين بالمديرية، والزائر إليها يلحظ بأم عينيه تراكم وتكدس أكوام القمامة الفارض وجودها في الشارع العام للمنطقة ولا يوجد هناك أي مقلب لوضع تلك القمامات والمخلفات والعلب والأكياس البلاستيكية وغيرها من القاذورات الخادشة لجمال المنطقة». وأضاف «أن تلك القمامات كل يوم تزداد ويكبر حجمها ومعها يزداد مؤشر خطورتها التي قد تكون عواقبها كارثة بيئية وصحية محتملة .

وفي القريب العاجل سيتحملها بدون شك المواطن الغلبان». ودعا خلال حديثه «كل الجهات الرسمية بالمديرية والمحافظة وكل فاعلى الخير إلى الإسراع في تقديم ولو حتى صندوق لوضع القمامة فيه وذلك لإنقاذ الأهالي من انتشار الأوبئة والأمراض التي تنذر بوقوعها تلك الأكوام والأهرامات المشيدة من القمامة والمخلفات بعد أن طارت طيور الانتخابات بأرزاقها من غير رجعة وبين مناقيرها التصقت وضاعت كل الأحلام والآمال والتطلعات».

جزء من اعمدة الكهرباء
جزء من اعمدة الكهرباء
وأبدى استغرابه «من عدم توفر الأجواء الملائمة للمستثمرين في منطقة المثلت التي تعتبر منتجعاً وأرضية خصبة للاستثمار لما تملكه من أراض واسعة ومسافات مستوية شاسعة ووجود الاستثمار على أراضيها سيعود بالنفع على المديرية عامة في التقليل من نسبة البطالة المنتشرة بين أوساط شبابها العاطلين عن العمل». وأكد «بأن هناك من يسعى جاهداً لتطفيش أي مستثمر في أرض المثلث وهو سلوك غير حضاري نراه ونلمسه يوميا بأم أعيننا وهو مؤشر خطير في معطيات التعامل مع الواقع المعيش وضرورياته الملزمة والمعتادة، وكون أبناء مديرية المسيمير تتجاوز نسبة البطالة فيهم ثلثي عدد السكان والفقر المدقع قاطن وطاغ على شريحة واسعة من أبناء المديرية». واستنكر في سياق حديثه «تلك التصرفات الشاذة التي تمارس ضد بعض المستثمرين في أرض منطقة المثلث». وواصل حديثه بالقول: «إننا في منطقة المثلث جزء من ذلك الجسد المنهك والممزق بجراح لا تندمل والمتداعي لآلام لا نهاية لها، جزء من مديرية ينخر في عظامها سرطان الإهمال والمعاناة المتمثلة في الافتقار التام للمشاريع»، ووصف منطقة المثلث «بأنها كغيرها من مناطق المديرية لا يوجد فيها مدارس ولا وحدة صحية ولا مشاريع مياه على الرغم من احتلالها وحيازتها موقعاً استراتيجياً ومحورياً مهماً يربط بين عاصمتي الوطن». وقال في ختام حديثه:«أي عدالة هذه وسحب وغمام الظلم تستنزف الكثير من الآمال والتطلعات والطاقات المكبوتة لأبناء المديرية تسجن بين قضبان الإحباط واليأس والقنوط وترمى في صحراء لا تشرق شمس الأمل لغد أفضل فيها».

المثلث نقطة ارتكاز للحراك التجاري تعيش دوامة التلوث البيئي

الكسارة وما تخلفه من دخان متصاعد إلى عنان السماء ومحتل جزئيات الهواء أصبح بمثابة كابوس مزعج لأهالي منطقة المثلث، وأصبحت الكسارة مصدراً رئيساً من مصادر الاختناق من خلال خلقها للأصوات المزعجة والدخان والأتربة المتناثرة والمتطايرة في الهواء والتي تبعث جواً غير صحي وتشوه صورة المنطقة وتلوث نقاوة ونسائم هوائها العليل.

وفي هذا الجانب تحدث إلينا العاقل منصور صلاح سعيد معتبراً الكسارة بأنها «شبح ينتصب في المنطقة .

وذلك لما تزرعه من إزعاج دائم ومستمر لسكينة المواطنين وما تسببه من ضجر وضيق الحال نتيجة أصواتها والأتربة التي تنبعث منها والمسببة للتلوث البيئي الكامل والمخلفة للعديد من الأمراض المنذرة بعواقب كارثة صحية لابد منها إذا استمرت في البقاء». وطالب في حديثه «الجهات المعنية بضرورة الإسراع بوضع المعالجات التي تجنب وقوع كارثة إنسانية بين أوساط المواطنين جراء استمرار بقاء هذه الكسارة منتصبة على تراب هذه المنطقة». ودعا في سياق حديثه جميع السلطات المحلية الرسمية والمعنية بأن تلفت النظر إلى ما تعانيه مناطق المديرية من نقص من الخدمات وقلة في المشاريع وكثرة البطالة بين أوساط شبابها وخريجيها.

ونادى بضرورة الاهتمام بالخريجين من أبناء المديرية وحاملي الشهادات المختلفة وإعطائهم الوظائف بدلاً من ذهابها إلى خارج أسوار المديرية ليستفيد منها الغير.

واختتم حديثه بمطالبة ومناشدة جميع فاعلي الخير بالتوجه إلى مناطق المديرية المختلفة التي ترزح بالكامل تحت مذلة الفقر المدقع لتقديم المساعدات لهم لينالوا بإذن الله الأجر العظيم «كون المواطن في المسيمير يعيش تحت ظلال الإهمال والمآسي .

ولا يوجد له أي منفذ يستقي منه المال لتسخير لقمة العيش له ولأطفاله سوى الاعتماد على ما توفر له من أرض زراعية أو ما يملك من حيوانات (مواشي وأغنام) وإن صح الوصف فالمواطن في مديرية المسيمير بشتى قراها يعتبر مقطوعاً من شجرة الراحة ونعيم الخدمات».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى