السويري جزيرة تحيط بها مياه السيول من كل الجوانب وتعزلها عن العالم ..الجسر المعلق حلم الأهالي وأمل إنقاذهم أصبح كابوساً مزعجاً وشبحاً مخيفاً

> «الأيام» سعيد سالمين شكابة :

>
مدينة السويري إحدى المدن والمناطق المهمة التابعة لمديرية تريم، مساحتها أكثر من (90) كيلومتراً مربعاً، وهي مدينة حيوية تدب فيها الحركة والحياة من خلال الأنشطة المختلفة التي يمارسها أبناؤها في مختلف المجالات سواء الأنشطة الرياضية والثقافية عبر ناديها (الهلال) والفرق الشعبية التابعة له أم الأنشطة التربوية والاجتماعية والسياسية والأدبية والتراثية والتاريخية (مثل فرق الألعاب الشعبية التراثية للعبة الشبواني وجلسات الدان الحضرمي) وغير ذلك.. والسويري مدينة غنية زاخرة بالثروات والكنوز الثمينة مثل الزراعة والمزارع وتكاثرها فيها، وكثرة نخيلها ومحاصيلها الزراعية، إلى جانب ما تختزنه أرضها من ثروات نفطية بكميات هائلة أكدتها قبل سنوات شركة (DNO) النرويجية البترولية العاملة في بلادنا والتي قامت آنذاك ببعض المسوحات الزلزالية فيها، وتوقفت لأسباب مخفية ومجهولة، بالإضافة إلى ما فيها من المشاريع الاستثمارية للمستثمرين المتمثلة في المزارع النموذجية ومشاريع كسارات ومحاجر الأحجار والمناجم، وكذا مزرعة السويري الحكومية النموذجية البحثية وغير ذلك.

فهذه المقومات والصفات التي تنفرد وتتميز بها السويري تجعل منها مدينة إستراتيجية مهمة جداً.. ولكن على الرغم من أنها كذلك إلا أنها لم تحظ بالاهتمام المطلوب الذي تستحقه ويستحقه أبناؤها.

فهذه المدينة تقع على مجرى وادي حضرموت، حيث تأتي مباشرة بعد منطقة حيد قاسم، وهو ملتقى أكبر وديان حضرموت وهما (مسيال عدم وسر) .

حيث تلتقي مياه السيول التي تتدفق من هذه الأودية بعد هطول الأمطار الغزيرة على الوادي، وتسيل في وسط المجرى الذي يحيط بهذه المدينة من كل الاتجاهات وتجعل مدينة السويري جزيرة إستراتيجية معزولة عن العالم الداخلي والخارجي، واقعة على البر وليس على البحر وتحيط بها مياه السيول من كل الجوانب، وعندها تتوقف الحياة في المدينة، لماذا؟ نتيجة انقطاع كل الطرق والمداخل منها وإليها التي تربطها بعاصمة المديرية مدينة تريم، وكذا بعاصمة الوادي الأخضر سيئون بسبب تدفق مياه السيول في المجرى المحيط بها الذي يجعل المدينة وأبناءها يعيشون في عزلة تامة لفترة طويلة أقلها ثلاثة أيام وتزيد إلى أسبوع أو عشرة أيام، الأمر الذي يسبب لأبنائها القلق والخوف في كل مرة من تلك المرات التي تعزل فيها مدينتهم وتقطع طرقها عليهم وتصبح خارج نطاق التغطية خلال مواسم السيول والأمطار وتجعل أبناءها عاجزين عن فعل أي شيء، حتى عملية نقل أي حالة مرضية خطيرة يتعرض لها أحد الأهالي تصبح غير ممكنة ويترك المريض ليموت في أحسن الأحوال!

ذلك ليس إلا أحد الأضرار الناتجة عن عزلتها وقطع طرقها من تدفق مياه السيول الفيضانية في مجرى السيول المحيطة بها من كل اتجاه.

وما من سبيل لإنهاء عزلتها ومعاناة أبنائها إلا باستحداث جسر عبور معلق يمر فوق المجرى الرئيسي ولو لمرور البشر فقط، وهو المشروع الذي طالب به الأهالي على مدار سنوات طوال، وناشدوا من أجله كل القيادات المسئولة والجهات المعنية والمختصة وكل المعنيين من أجل تحقيق ذلك الحلم والأمل الوحيد لإنقاذهم.. ولكنهم للأسف الشديد أصيبوا بخيبة أمل ودخل اليأس والإحباط نفوسهم لعدم وجود أي استجابة لمطالبهم ولا هناك وجود لمن سيحل معاناتهم وينقذهم من محنتهم كونه لا حياة لمن تنادي ولا هناك مستجيب ومغيت لاستغاثتهم وأصبح ذلك الحكم والأمل كابوساً مرعباً وشبحاً مخيفاً يقلقهم في منامهم ويهدد بأخطاره حياتهم.

اليوم يتجدد ذلك الحلم والأمل خصوصاً وأن شركة العمودي للمقاولات المحدودة تقوم هذه الأيام بتنفيذ أعمال مشروع إقامة جسر معلق في منطقة (حيد قاسم) التي تربط شرق الوادي بغربه وهو المركز الرئيسي لالتقاء وتجمع السيول المتدفقة من أودية الوادي للمجرى الرئيسي والتي عند لقائها تنقطع الطريق الرئيسي بين تريم وسيئون.. حيث يتم هذه الأيام تنفيذ مشروع جسر (حيد قاسم) المعلق من قبل هذه الشركة المتخصصة والعملاقة في أعمال الجسور ونفذت العديد منها في عدد من مناطق اليمن والدول العربية والتي أشهرها جسور خور المكلا.. وينفذ هذا الجسر وفق أعلى المستويات وأحدث المواصفات الفنية وذلك ضمن إطار تجديد وتحديث وتوسعة خط طريق تريم سيئون الدولي الذي يربط اليمن بدول الخليج العزلي بدءاً بسلطنة عمان الشقيقة عبر منفذ شحن الدولي.

وأرى وأعتقد من وجهة نظري الشخصية ومعي أيضاً كل الخيرين أن أعمال الشركة العملاقة في منطقة (حيد قاسم) التي تبعد عن خط سير طريق مدينة السوير أقل من نصف كيلو متر فقط هي فرصة العمر لمسؤولينا لفعل الخير وغفر الذنب وما عليهم سوى التخاطب مع الشركة ليشمل تنفيذ الأعمال التي تقوم بها في جسر حيد قاسم أعمال جسر السويري التي لا تبلغ سوى %10 تقريباً من أعمال جسر حيد قاسم.

كما إنه ليس من الضرورة أن يكون بنفس المستوى ولا بنفس المواصفات وإنما بأقل القليل منها فقط والذي ربما يستطيعون من خلاله وبواسطته مسح تلك الدموع المنهمرة من عيون أبناء مدينة السويري والمتدفقة على خدودهم من كثر معاناتهم من عزل منطقتهم ومدينتهم عن العالم الخارجي لقطع الطريق بسبب مياه السيول ونزرع الابتسامة التي افتقدوها جراء ذلك بدلاً عن الدموع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى