وللفن أسراره ..هل فن الإعلان مشكلة نفسية للإنسان؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> صار مؤكداً منذ ربع قرن على الأقل أن إحدى المشاكل النفسية التي يعانيها الإنسان في العالم تكمن في نشاطات شركات الإعلان والدعاية وتسبب هذه المشكلة إضافة إلى ضغوطات العمل والحياة اليومية الراهنة ضغطاً إضافياً بل يكاد يكون أحيانا ضاراً على الصحة العقلية والبدنية لهذا الإنسان. فهو يشاهد ويسمع ويقرأ الإعلان في كل مكان وفي كل الأوقات من المنزل بواسطة الراديو والتلفزيون والصحف والمجلات إلى الملصقات واللوحات الإعلانية التي يشاهدها في الشوارع والميادين وعلى أسطح العمارات حتى في ملاعب كرة القدم تلاحقه الإعلانات الملصقة على جدرانها. وتشمل نشاطات شركات الإعلان كل شيء من الإنتاج الصناعي والسياحة والمدارس والجامعات والمستشفيات الخاصة ولوازم البيت والسيارات وشركات التأمين والبنوك حتى المقابر وشركات دفن الموتى لها إعلانات في أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا. أما التلفزيون فقد صار من أكثر الوسائل نجاحاً في نقل هذا النشاط الإعلاني إلى داخل كل منزل ووصل نشاط شركات الإعلان والدعاية إلى ذروته وصارت هي نفسها موضوعاً للنشاط الإعلاني من قبل أجهزتها فمثلا إحدى الشركات تلصق إعلانات في الشوارع وتطرح السؤال التالي :

أين توجد الشركة (الفلانية) التي لديها أفضل الوسائل للإعلان؟ وهذا نوع من الإعلانات أيضاً المنتشرة في بعض الدول ونضيف إلى كل ما ذكرناه أن هذه الشركات الخاصة بالإعلان والدعاية بدأت تهيمن على وقت كبير يومياً من كامل وعروض أجهزة الإعلام وساحاتها إضافة إلى تشويق الجمهور تعمل شركات الإعلان أحياناً على تحدي ذكاء الجمهور وإثارته فالمهم إيصال (رسالة) الشركة الإعلانية وأن تبقى في العواطف والأذهان وإلا فإن جهودها والأموال التي تصرفها تذهب هباء ويبقى الجمهور هو الضحية الذي يتلقى دون اختياره ذلك السيل اليومي من الإعلانات وقد يحول هذا السيل العارم نفسه إلى بضاعة أخرى تحتاج إلى ترويج وإقناع مستمرين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى