أطفال يلقون محاضرات توعوية حول عدوى فيروس الإيدز

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
أغنية جماعية مع مقدمي برنامج الحفل في مطاعم الحمراء
أغنية جماعية مع مقدمي برنامج الحفل في مطاعم الحمراء
احتفل أطفال مركز الطفولة الآمنة بعدن الأسبوع الماضي بمناسبة اليوم العالمي للإيدز في ساحة كورنيش مطاعم الحمراء معبرين عن فرحتهم بختام مجهود استمر أشهراً كرست للتوعية بمخاطر الإيدز وكيفية تجنبه، ما شدني لهذا الحفل فرحة الأطفال التي كانت تسبق أنفاسهم لترتسم على وجوههم الصغيرة، فرحة عبر عنها الأطفال بكل السبل ليقولوا: نحن هنا مهما قست علينا الظروف، هناك دوماً نافذة يفتحها المولى لنا لنطل منها ونعيش حياتنا. و لمعرفة أسباب فرحة هؤلاء الأطفال من مركز الطفولة الآمنه كانت لنا مجموعة لقاءات معهم وهم يرتدون الكاب والفانلة البيضاء التي حملت شعار «يداً بيد من أجل يمنٍ خالٍ من الإيدز» وسجل عليها (اليوم العالمي للإيدز 2007م). ومن هؤلاء الأطفال رغم صغر سنهم تلقيت خلال هذه اللقاءات الكثير من المعلومات والأسئلة التي ربما لايعلم عنها الكثير من الكبار، فهناك أسئلة كثيرة حول مرض الإيدز (قاتل العصر الطليق) فهؤلاء الأطفال لديهم إجابات شافية عن الإيدز ومسبباته، خطورته، مدى انتشاره، طرق انتقاله، وكيفية الوقاية منه، والطرق التي لاينتقل بها، وكيفية تعامل المجتمع مع المصاب بالإيدز، وهل يمكن أن نعرف المصاب من شكله الخارجي، وهل نحن معرضون للإصابة به، و ماهو واجبنا تجاه أنفسنا وأسرنا ومجتمعنا للحماية من عدوى فيروس الإيدز؟ تلك كانت عشر رسائل حملت في مضمونها أسئلة يجيب عنها أطفال أعمارهم أقل من 14 سنة، لديهم الحماس والعزيمة لإيصال المعلومات الصحيحة لأقرانهم من الأطفال بعد تلقيها دورة تدريبية مولتها منظمة اليونيسف ضمن مشروع برنامج تثقيف الأقران حول عدوى فيروس الإيدز،

وكانت أول اللقاءات مع الطفل عبدالله أحمد حسن 13 سنة الذي قال:«مرض الإيدز فيروس يدمر الجهاز المناعي في جسم الإنسان، ويسمى هذا الفيروس باللغة العربية (متلازمة العوز المناعي المكتسب) وأنا تلقيت العديد من المعلومات في دورة تدريبية وتعرفت على الكثير من المعلومات المهمة حول هذه العدوى».

وأضاف:«أنا كـ (مثقف أقران) أعمل على توصيل المعلومة إلى 60 طفلا، وقدمت المعلومة بطرق عدة منها مقاطع تمثيلية وصور فيها الأدوات الناقلة للمرض». ويوكد عبدالله أن الاتصال الجنسي غير الشرعي يمثل السبب الأول لنقل المرض، بالإضافة إلى نقل الدم دون فحص مخبري صحيح.

سألت عبدالله، كيف نحد من انتشار المرض؟ قال:«التمسك بتعاليم ديننا الحنيف، ونشر التوعية». عبدالله عمل على تدريب (60) طفلاً ما بين -8 14 سنة من مناطق البادري، الممدارة والشيخ عثمان، ويتمنى عبدالله أن يكون قد أوصل ما تلقاه من معلومات ومهارات حياتية إلى هؤلاء الأطفال، وينصحهم بأن يحافظوا على أنفسهم من اللمسة المشبوهة، ويقول:«هناك أجزاء حساسة في الجسم، لاتدعوا أحداً يقترب منها».

إبراهيم محمد عبدالله 11 سنة يقول: «تلقيت خلال أسبوع العديد من المعلومات حول هذا المرض الذي كنا نسمع عنه دون أن نعرف ماهو، والآن الحمدالله تشبعت بالعديد من المعلومات والمهارات الحياتية في كيفية حماية أنفسنا منه».

سألت إبراهيم: هل استطعت أن تنقل المعلومة لأقرانك من الأطفال؟

أجاب: «نعم، وقد استفاد الأطفال المتدربون كثيراً، وتعلموا أن يحافظوا على أنفسهم من خلال اتباع تعاليم الدين الإسلامي بصورة صحيحة، وأن ينتبهوا خاصة عندما يذهبون إلى الحلاق والطبيب أن الأدوات المستخدمه جديدة خاصة الإبر وأمواس الحلاقة».

ويضيف إبراهيم:«تعلمت وعلمت الكثير، وكان علي أن أوصل لــ (60) طفلاً آخر أن هذا المرض لايوجد له علاج حتى وقتنا الراهن، ومن يصاب به لايشفى، وتعلمت أن هذا المرض يبقى في الإنسان من 3 أشهر حتى 15 سنة».

أيمن محمد عبدالله 12 سنة سعيد كونه (مثقف أقران) إذ يقول:” أصبحت مدرباً ألقن الأطفال المعلومات والمهارات الحياتية حول هذا المرض، ولقنت (60) طفلاً معلومات ومهارت حياتية».

وينصح أيمن الكبار «بأن يحافظوا على أنفسهم من مخاطر الإصابة بالإيدز، وأن يهتموا بأسرهم وأطفالهم، ولايسمحوا لأطفالهم بالذهاب إلى الأماكن الخطيرة، كما ينصح الأطفال بأن لايتبعوا كبار السن في حالة طلبوا منهم الذهاب إلى أماكن بعيدة أو الاختلاء بهم، فهذا الاختلاء قد يتسبب في نقل هذا المرض».

محمد حسن فوز 13 سنه يقول:«تدربت على مدى أسبوع، وتلقيت الكثير من المعلومات والمهارات الحياتية على يد الأستاذة خديجة قاسم وماما سميحة وماما لولة، واستفدت منهن كثيراً، وبعدها أصبحت أنا مدرباً (مثقفاً) أنقل ما اكتسبته من معلومات إلى الأطفال الآخرين». موسى جابر محمد 12 سنة من أطفال منطقة البادري، أحد مثقفي الأقران يقول:«تعلمت الكثير حول مرض الإيدز من خلال الدورة التدريبية التي تلقيتها في مركز الطفولة الآمنة، واستفدت كيفية تجنب الإصابة بهذا المرض الخطير، وكيف أقي نفسي، والكثير من المعلومات التي كنت أجهلها، وأنا الآن أنقل كل هذه المعلومات إلى الأطفال من خلال تدريبهم ضمن الفرق الثلاث، وأشكر الأمهات في مركز الطفولة الآمنة على كل ما قدمنه للأطفال في المركز».

جمال بن جمال 12 سنة يقول:«أنا أحد المدربين، وأعمل على توصيل معلومات للأطفال عن خطر ذلك المرض، والرسائل العشر التي يعمل برنامج التوعية بالإيدز على توصيلها، وأنا وزملائي نعمل على توصيلها عن طريق المسرحيات التوعوية، والحمدالله وفقنا، ونحن سعداء بأننا في هذا السن أصبحنا مدربين».

الأخت سميحة مبارك (مدربة) تقول: «يهدف البرنامج إلى توعية الأطفال في الشارع بمخاطر عدوى فيروس الإيدز، ويستهدف أطفال عدد من مناطق محافظة عدن، وهي المعلا ومركز الطفولة الآمنة ومنطقة صيرة، ويستهدف الأطفال من 14-8 سنة، وتم تدريب ثلاثين طفلاً بهدف جعلهم مثقفي أقران، ستة أيام تدريب ويومان تنشيط واسترجاع معلومات، وبعد الانتهاء تم تقييم الأطفال الثلاثين، واختير منهم 15 طفلاً لكي يكونوا مدربين».

وعن كيفية استيعاب الأطفال لهذا الكم الهائل من المعلومات قالت:«الأطفال سريعو التقبل، وتحصلوا جميعهم على المعلومة، ولكن بحثنا عن أفضل الأطفال من حيث القدرة على توصيل المعلومة للآخرين، والحمدالله تم اختيار 15 طفلاً مقسمين على ثلاث فرق، وهم الآن مثقفو أقران، يقومون بتدريب 180 طفلاً من 8- 14 سنة”.

الأخت خديجة قاسم منسقة مشروع تثقيف الأقران أجابت عن سؤال حول كيف استطاعوا إيصال المعلومة للأطفال، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تدريب أطفال؟

فقالت:«غيرنا الأسلوب في توصيل المعلومة، فكنا نوصل المعلومة من خلال مسرح العرائس وأسلوب الحكايات، وحتى الكلمات نفسها تم طرحها بلغة قريبة إلى لغة الأطفال لكي يستوعبوها، وكان استقبالهم للمعلومات قوياً، خاصة من جانب طرح الأسئلة، حيث كانوا يكثرون من طرح الأسئلة لتلقي المزيد من المعلومات التي تشبع رغبتهم في التعرف على ذلك المرض».

وأضافت:«هؤلاء المثقفون من مركز الطفولة الآمنة قدموا مسرحية جميلة حملت العشر الرسائل التي كانت لديهم، وعرفت كافة الأطفال الذين صادف وجودهم في الحفل تلك الليلة المعلومات كافة، وكذا المسابقة الثقافية التي سمحت لجميع الأطفال بالمشاركة في الإجابة».

ووصفت الأخت خديجة الأطفال بالأذكياء، وأكدت أنهم بحاجة إلى المزيد من العناية والاهتمام، هم الآن يتلقون العناية والاهتمام، ولكن ماذا بعد وصولهم إلى سن 15 سنة، وهو السن الذي لابد أن يخرجوا فيه من المركز.

د. محمد الإبي مدير مكتب اليونيسف في عدن يقول: «ستهدف مشروع تثقيف الأقران حول عدوى الإيدز الأطفال في الشارع، واستمر لمدة شهرين، ويهدف المشروع إلى نشر التوعية حول ذلك المرض الخبيث بين أوساط الأطفال في الشارع عبر أطفال تم تدريبهم خلال ستة أيام، حيث قام المركز بتدريب ثلاثين طفلاً، وتم اختيار 15 منهم ليكونوا مثقفي أقران أساسيين كـ (مدربين) لنظرائهم الأطفال».

وأضاف د. الإبي:«قبل تدريب هؤلاء الأطفال تم تدريب موظفين من مركز الطفولة الآمنة عن أساسيات تثقيف الأقران (تدريب مدربين) .

كما تم إقامة تثقيف أقران ميدانية عن طريق الفريق المكون من 15 فرداً تم تقسيمهم إلى ثلاث فرق، هي الإخلاص، العفة، الحماية، استهدفت 180 طفلاً في الشارع لتوعيتهم بعدوى فيروس الإيدز، وتلقينهم المهارات الحياتية بتوصيل العشر الرسائل».

وعن سبب اختيار الأطفال في الشارع قال:«هم أكثر عرضة للمرض، فأغلب هؤلاء الأطفال خارج المدارس، و لم يتلقوا التعليم الكافي، ويعيشون ظروفاً صعبة».

وأضاف:«البرنامج بتمويل من منظمة اليونسيف للطفولة، وتنفذه الجمعية الخيرية النسوية لمكافحة الفقر».

وعن أهم النتائج التي خرج بها المشروع قال:«تكوين فريق مثقفي أقران من أطفال الشارع قادرين على تثقيف أقرانهم حول الإيدز، والمهارات الحياتية ورفع مستوى التوعية بين الأطفال في الشارع، كما تم توزيع مطويات تعريفية عن هذا المرض الخطير».

الدكتور الإبي مدير اليونسيف في عدن والأخت أنصار رشيد مساعدة برامج باليونسيف أشادا بالحفل وقالا:«كان الحفل من أجمل الفعاليات التي أقيمت بهذه المناسبة (اليوم العالمي للإيدز في عدن)».

وفي غمرة الاحتفالات باليوم العالمي للإيدز وفرحتهم كونهم أطفالاً مدربين لم ينس هؤلاء الأطفال أن الأجواء المحيطة بهم تحتفل بالذكرى الأربعين للاستقلال المجيد، وفي ختام الحفل أرسلوا تحية لرئيس الجمهورية علي عبدالله صالح، ولكافة أبناء الشعب اليمني، وشكر وتقدير للقائمين على صحيفة «الأيام» التي تحظى بشعبية واسعة بين أطفال المركز، وشكر خاص لمطاعم كورنيش الحمراء على حسن الاستضافة والاستقبال.

ويبقى السوال.. ما مصير الأطفال بعد سن الخامسة عشرة؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى