بحر من البشر في وداع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.. الرئيس ونائبه وأبناء الفقيد في مقدمة المشيعين

> صنعاء «الأيام» أحمد الشبارة:

>
فخامة الرئيس مشاركا في حمل النعش
فخامة الرئيس مشاركا في حمل النعش
لم تشهد العاصمة صنعاء حشداً جماهيرياً لتشييع جنازة مثل يوم أمس حيث اكتظ ميدان السبعين بجموع المشيعين من مختلف التوجهات الرسمية والقبلية والمدنية والحزبية وضيوف اليمن للصلاة والسير في الموكب الجنائزي لجثمان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله.

وفي ميدان السبعين حتى الوصول إلى مقبرة الشيخ التي أوقفها لدفن الموتى تعالت الأصوات بين التهليل والتكبير وطلب الرحمة والغفران والدعوة بأن يعوض الله اليمن برجل يواصل مشوار (حبيب اليمنيين) وشيخهم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.

وتنوعت مظاهر المشاركة فمن إقامة صلاتين الأولى رسمية والثانية شعبية وهي تحدث لأول مرة في حرص كامل من أسرة الأحمر ليتمكن الجميع من المشاركة في عملية التشييع بعد أن توافد الآلاف إلى صنعاء لتقديم واجب العزاء.

الشيخ حميد عبدالله بن حسين الأحمر أثناء القاء كلمته
الشيخ حميد عبدالله بن حسين الأحمر أثناء القاء كلمته
ولوحظ وجود عدد كبير من اللافتات تحمل أسماء قبائل اليمن المختلفة ولافتات عملاقة لحزب المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح الذي كان الشيخ عبدالله رئيساً لهيئته العليا، كما لوحظت لافتات للنقابات والجمعيات الخيرية والمنظمات الإسلامية العالمية وحركة المقاومة الإسلامية حماس.

الجموع المحتشدة تتسابق لحمل نعش الفقيد الراحل
الجموع المحتشدة تتسابق لحمل نعش الفقيد الراحل
وأقيمت للراحل الكبير جنازتان منفصلتان الأولى رسمية تقدمها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وكبار مسؤولي الدولة والثانية شعبية احتشد فيها أكثر من مليون شخص بيد أنها لم تخل من الوزراء وبعض المسؤولين وكبار القادة العسكريين.

وكان أبناء الشيخ عبد الله الأحمر العشرة وأحفاده في الصفوف الأولى في الجنازتين.

وتوافد شيوخ وأبناء القبائل وأنصار أحزاب اللقاء المشترك إلى صنعاء من كافة أنحاء اليمن على مدى اليومين الماضيين لتوديع رجل طالما احتكم إليه الجميع من رجال القبائل والساسة في اليمن.

وكان الشيخ الراحل يشرف على تشريع القوانين للدولة صباحاً في البرلمان ويحكم بين القبائل بالعرف مساء في منزله.

وكان اللافت حضور مجموعة من الأيتام بلباس موحد وهم يحملون صورة والدهم الشيخ الأحمر ويحملون لافتات (رحم الله كافلنا) وكانت هذه الجزئية من أبرز تفاصيل التشييع التي لم يجد أمامها المشيعون سوى البكاء تأثراً بموقف الأيتام وترحماً لكافلهم رحمه الله.

ومن التفاصيل المهمة أيضاً الدقة في التنظيم وحضور لافت ومرتب للجان المختلفة أبرزها لجنة النظام، الخدمات، الطبية، الإعلامية، الإرشادية التابعة للتجمع اليمني للإصلاح وكانت عملية الترتيب للكلمات جيدة رغم الازدحام الشديد والتدافع على المنصة.

حيث ألقيت كلمة للشيخ حميد بن عبدالله بن حسين الأحمر وكانت كلمة مؤثرة ومعبرة حيث أعلن الشيخ حميد عن تعهده ومعه جميع إخوانه بالمضي على مشوار والدهم رحمه الله في أعمال الخير والإحسان ونصرة قضية الأقصى الشريف وكل القضايا الإسلامية.

كما ذكر جزءاً من تفاصيل رحلته النضالية مقدماً العزاء لجميع أبناء الشعب اليمني وأبناء الحركة الإسلامية في اليمن لفقدان والدهم رحمه الله، واصفاً موكب التشييع لوالده بأنه شهادة وعرفان ومقابلة الوفاء بالوفاء.

موضحا أنه في الصباح الباكر كشف عن وجه والده ومعه الشيخ عبدالمجيد الزنداني وخالد مشعل وعدد من العلماء ورأوا وجهاً عرائسياً ومنيراً «وهذه الجموع تبشرها بذلك وهذا التشييع زفة بأعماله الصالحة التي قدمها لتكون جسر العبور إلى جنات الخلود ان شاء الله تعالى».

كما دعا الجموع المحتشدة لمسامحة والده المرحوم معلناً استعداده وجميع اخوانه رد أية حقوق أو مطالب إن وجدت لأي شخص ورددت الحشود (سامحك الله ياشيخ عبدالله) مراراً وهو ما جعل الشيخ حميد يجهش بالبكاء.

بعد ذلك دعا الشيخ حميد جميع القبائل إلى التوقيع على صلح عام لمدة عام تقديراً للوالد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وشيخ مشايخ اليمن رحمه الله، معلناً تشكيل لجنة بهذا الخصوص ستقوم بالإعداد لذلك وزيارة القبائل للتوقيع على الصلح العام.

ثم قام الشيخ حميد بإمامة المصلين المحتشدين في ميدان السبعين والذين فاق عددهم التقديرات لكن هذا الحشد اعتبر الأكبر من نوعه في هذا الميدان الكبير وصولا إلى مكان مواراة جثمان المرحوم الثرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى