«الأيام» تستطلع أوضاع المعاقين بمديرية لودر محافظة أبين ..المعاقون: معهدنا أصبح ملجأ تأوي إليه الطيور والثعابين والعقارب والدبابير قبل افتتاحه رسمياً

> «الأيام» سالم لعور:

> فئة المعاقين حركياً في المجتمع اليمني عامة وفي لودر خاصة كانوا في الماضي القريب يمثلون قلة قليلة من حيث أعدادهم التي لا تشكل رقماً صعباً في التركيبة السكانية بشكل عام، ومرد ذلك إلى قلة عدد السكان أنذاك، إلا أن الانفجار السكاني الناتج عن ارتفاع نسبة المواليد في السنوات القليلة الماضية إضافة إلى عدم الاهتمام بتنظيم النسل من قبل الأسرة والمجتمع والحكومة، وضعف الرعاية الصحية وغياب الوعي الصحي المجتمعي وتفشي الأمية بين أوساط الأمهات، لابد أن تؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة ارتفاع معدلات أعداد الملتحقين إلى مواكب هذه الفئة (من المعاقين) التي أصبحت تشكل أعداداً ملفتة للانتباه تدق ناقوس خطر يهدد الأسرة والمجتمع والدولة مما يوجب عليهم مجتمعين المسارعة إلى بناء مجتمع سليم ومعافي يحصل على الخدمات كافة وأبرزها الصحية والاهتمام بمراكز الأمومة والطفولة والمستشفيات والمعاهد الصحية.

وهذه الشريحة التي نكرمها اليوم بهذا الاستطلاع هي بحاجة ماسة إلى تعاطف المجتمع معها ككل، من رجال أعمال وجمعيات ومراكز خيرية وشخصيات اجتماعية وداعمة وكتاب وصحافيين وغيرهم من الخيرين "أصحاب الأيادي البيضاء"، وكذا دعم الحكومة والبرلمان وجهات الاختصاص ذات العلاقة محلياً ومركزياً خصوصاً وأن هذه الفئة مهملة وشبه منسية من برامج الحكومات المتعاقبة، إلا من إشارات مبهمة ويسيرة وموسمية.

"الأيام" كان لها حضور إلى جانب فئة المعاقين بمديرية لودر، استطلعت خلاله معاناة هذه الشريحة وحرمانها من أبسط حقوقها وزارت معهد المعاقين اليتيم والوحيد وهو الآخر مهمل ومتعثر بعد أن تشرخت جدرانه وسقفه وتحطمت نوافذه وأصبح ملجأ تأوي إليه الطيور والثعابين والعقارب والدبابير قبل أن يتم افتتاحه رسمياً، ويحتاج إلى الترميم دون أن يتم تأثيثه حتى الآن.

نطالب جهات الاختصاص بالإسراع في افتتاح معهد المعاقين لودر

بداية تحدث إلينا الشيخ/ بدر محمد العويضاني رئيس جمعية المعاقين م/لودر والذي حدثنا بأسى وهو يحمل هموم ألف معاق ومعاقة وعن الصعوبات التي تعاني منها هذه الشريحة التي تحتاج إلى عون الجميع قائلاً:"لم نشعر كمعاقين إلى الآن بوجود استراتيجيات وسياسات تتعلق برعايتنا وتأهيلنا كمعاقين وذوي احتياجات خاصة أو تحقيق أدنى ما يمكن تحقيقه من خلال إدماجنا في المجتمع، والمشاركة الفعالة في التنمية، رغم أن معظمنا قد تحدوا الإعاقة وقادرين على العمل، والإسهام في خدمة المجتمع.

ورغم القوانين التي تكفل للمعاقين حقهم في الحصول على العمل (الوظيفية) والتعليم والصحة وفي مختلف الجوانب، إلا أن الواقع العملي مختلف تماما،ً وقد حُرم المعاقون من الوظائف الممنوحة لهم بنسبة5%، والتي غالباً ما يحظى بها أناس ليسوا من ذوي الإعاقات في الاحتياجات الخاصة بمختلف أنواعها.

ومن أكبر الصعوبات التي تواجه جمعية المعاقين م/لودر عدم افتتاح معهد المعاقين، على الرغم من الانتهاء منه في عام 2000م، إلا أن الأجهزة والمعدات الخاصة به والآثاث وغيره لم تصل بعد، ونعاني من صعوبة المواصلات كون المعاقين لا يستطيعون الوصول إلى المدينة( لودر) عاصمة المديرية لممارسة أنشطتهم وفعالياتهم من شأنها الإسهام في إدماجهم بالمجتمع.

أقمنا في جمعية المعاقين عدداً من الندوات الثقافية وواجهتنا صعوبة المواصلات في نقل المعاقين، والذي هم بحاجة إلى تعاطف المجتمع معهم ودعمهم أيضاً لإنجاح نشاطاتهم؛ وأشكر الجهود التي يبذلها الأخوة/ مطهر الكوني مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية م/أبين وعلي أحمد القطيش

مدير مكتب الشؤون الاجتماعية بالمديرية، ولمدير عام المديرية لودر، والهيئة الإدارية بالمجلس لودر لاهتمامهم بأنشطة أعضاء الجمعية، وأشكر إدارة نقابة سائقي الأجرة م/لودر ممثلة بالأخوين/ عبدالله أحمد حقيس رئيس النقابة، ومحمد حسين مبرقي المسؤول المالي، لدعمهم لنا".

أما المعاق/ عوض فضل جعبل(دبلوم المعهد العالي للمعلمين والمعلمات م/أبين) عاطل عن العمل تحدث قائلاً:"القوانين تكفل للمعاق عقلياً أو جسدياً حق التمتع بحياة كريمة وبرعاية اجتماعية وصحية ونفسية تنمى فيه اعتماده على نفسه واندماجه في المجتمع، كما تلزم القوانين الحكومات بإنشاء المعاهد والمراكز والمؤسسات التي تعمل في مجال تأهيل المعاقين دون مقابل وتمنحهم حق الحصول على الوظيفة العامة وبنسب محددة إلا أنه لمِن المؤسف أن المعاق لا يحصل على حقه في التوظيف وفق ما منحه القانون، ولم يتم توظيفي كمعاق خلقياً منذ الولادة.. رغم حصولي على شهادة الدبلوم (بعد الثانوية سنتان) من المعهد العالي للمعلمين م/ أبين منذ أكثر من سبع سنوات، بينما يحصل على التوظيف بوظائف المعاقين أشخاص ليسوا من ذوي الإعاقة.

المعاق/ محمد سالم عبدالله معرج (تحدى الإعاقة ويعمل في ورشة لحام) تحدث قائلاً:"كان حلماً لنا أن نكون أعضاء في جمعية المعاقين كوننا اعتقدنا أننا بهذه العضوية سنحصل على ما نستحق من الرعاية والتوظيف والاندماج بالمجتمع إلا أن هذا الحلم أصبح مستحيلاً حتى الآن، فالجميع لا يشعرون بنا ولا بمعاناتنا، ومع هذا تحدينا الإعاقة ونأمل أن يتم افتتاح معهدنا للمعاقين بلودر ورفده بكل ما يحتاج من أثاث ومعدات وكوادر مؤهلة، وياحبذا أن تكون هذه الكوادر من نفس فئة المعاقين.

المعاق/ محمد سالم العبار تحدث قائلاً:

"حرمنا من أبسط الخدمات التي يقدمها مركز الأطراف الصناعية والطب الطبيعي، كالأطراف التعويضية ووسائل النقل للمعاقين، كالكراسي المتحركة والعكازات، وهذه أبرز ما يحتاجه المعاق، فالقانون كفل لنا كمعاقين حق الحصول على الأجهزة التعويضية، وخدمات التأهيل والالتحاق بالمدارس، وكل هذا يتطلب هذه الأجهزة الضرورية اللازمة بعد أن لقينا الجفاء من أهل الخير وتعاطف مختلف شرائح المجتمع معنا إلا فيما ندر.

أما المعاق/ علي سالم الوحيشي خريج 1997م دبلوم معلمين يقول:"قيدت في الخدمة المدنية أبين منذ عام 1998م حيث أسقط اسمي من التوظيف حتى عام 2006م، وفي العام 2007م، كنت من بين ذوي الدرجات الأولى في المفاضلة على مديرية لودر، ورغم أنني معاق فوجئت بتوظيف طالبة من خارج المديرية على أساس أنها معاقة، وهي ليست معاقة ولدي ما يثبت صحة ما أقول، أطلب من وزير الخدمة المدنية ومحافظ أبين التدخل للتحقيق في حرماني كمعاق من وظيفة استحقها مُنِحت لفتاة ليست معاقة.

الأستاذ/علي أحمد القطيش مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل م/لودر تحدث قائلاً:"هذه الفئة أصبحت مهمشة وتعاني الإهمال الذي طال حقوقها على سبيل المثال شيد لهم معهد أنجز في عام 2000م، قبل سبع سنوات وحتى اللحظة لم يستفد منه المعاقون ونسأل الجهات ذات العلاقة بهذا المعهد أين أنتم من هذا المعهد وبالذات صندوق الرعاية وتأهيل المعاقين عند نزول فريق فني إلى المعهد وماهي الإجراءات التي اتخذت بصدد ذلك؟.. المعهد بحاجة إلى ترميم متكامل قبل أن يتم افتتاحه رسمياً"بعد أن تشرخت سقوفه وجدرانه ونوافذه، وأملنا في المحافظ النشط محمد صالح شملان محافظ أبين ومطهر الكوني مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية النظر بعين الرحمة لهذه الشرعية التي تحتاج العون، ونطالب باعتماد عدد من الحالات (إعانات) لأعضاء الجمعية.

الأستاذان أحمد قاسم المنصوري وصلاح الدوح عضوا الهيئة الإدارية لمحلي لودر قالا:"فئة المعاقين حركياً بحاجة إلى الاهتمام الملائم من قبل الجميع وعلى رأسها السلطات المحلية بالمديرية لودر والمحافظة أبين، وأكدا أن المعهد بحاجة إلى الترميم المستعجل، وافتتاح المعهد على وجه السرعة لوجود كثافة في أعداد المعاقين ممن تحدوا الإعاقة، ويمتلكون مهارات لا يتقنها حتى بعض الأصحاء، وسنعمل قصارى جهدنا في المجلس المحلي لودر مطالبين جهات الاختصاص المعنية في الوزارة ومكتبها بالمحافظة بالإسراع باستكمال ما تبقى من أشياء للمعهد ليتم افتتاحه رسمياً أسوة ببقية معاهد المعاقين على طول وعرض محافظات البلاد، ونشكر "الأيام" على اهتمامها بمثل هذه القضايا التي تلامس أهم شريحة من شرائح المجتمع تحتاج للعطف والعون والمساعدة إنها فئة المعاقين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى