«مؤتمر التصالح والتسامح الجنوبي» تحول أعمال شغب ..قتيلان و16 جريحا في مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن في عدن

> صنعاء «الحياة» فيصل مكرم:

> قتل شخصان وجرح 16 آخرون بينهم 7 من عناصر الأمن في اشتباكات بين متظاهرين وقوات أمن يمنية في مدينة عدن أمس (الأول)، خلال تظاهرة شارك فيها الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية لمناسبة ذكرى 13 كانون الثاني (يناير) 1986 الدامية، تحت لافتة «مؤتمر التصالح والتسامح في جنوب اليمن» الذي عقد للمطالبة باستعادة حقوق العسكريين في المحافظات الجنوبية الذين احيلوا على التقاعد بعد حرب 1994.

وشهد المؤتمر خلافات بين منظميه، وتحول الى تظاهرة حاشدة في ساحة الهاشمي في الضاحية الشمالية للمدينة التي عادة ما تكون مكتظة بالناس والآليات، سرعان ما تطورت الى اعمال شغب وصدامات مع قوات الأمن عندما رفع بعض المتظاهرين علم اليمن الجنوبي وهتفوا ضد الوحدة وما سموه «يمننة» الجنوب، وهي شعارات يحظرها الدستور والقوانين باعتبارها تهدد الوحدة الوطنية.

وكان منظمو المؤتمر واحزاب المعارضة في «اللقاء المشترك» رفضوا عرضاً من السلطات المحلية في محافظة عدن أول من أمس (السبت) بإقامته في الاستاد الرياضي بهدف تسهيل حمايته وضبط الأمن، وأصروا على عقده في ساحة الهاشمي بهدف حشد عدد أكبر من القادمين من المحافظات المجاورة.

واتهمت أحزاب المعارضة الحكم باللجوء الى القمع البوليسي في قمع المتظاهرين ومخالفة الدستور والقوانين وتعمد قتل الأبرياء في صفوف المتظاهرين. وقال مصدر في «اللقاء» لـ «الحياة» ان السلطة «تدعي بأنها رائدة التسامح وتعمل عكس ما تقول وتسعى الى قمع الحريات وانتهاك حقوق مواطنيها وتصعيد الاحتقانات الشعبية والجماهيرية بسبب سياساتها الخاطئة الكارثية».

وكان القائمون على المؤتمر رفضوا نصائح «الحزب الاشتراكي اليمني» بعدم التصعيد والإبقاء على التظاهرات والاعتصامات التي تشهدها المحافظات الجنوبية في إطارها الحقوقي والمطالب المشروعة من دون المساس بالوحدة اليمنية سواء بالشعارات أو الممارسات التي تفقد هذه القضايا حيويتها وتعطي السلطة المبررات لقمعها.

واتهم مصدر أمني مسؤول في عدن من وصفهم بـ «العناصر المندسة» بإلقاء قنابل صوتية أثناء المهرجان (التظاهرة) وسلب بندقية أحد جنود الأمن بالقوة واطلاق الرصاص العشوائي باتجاه المشاركين في ساحة الهاشمي وعلى رجال الأمن، ما أدى إلى مقتل اثنين من المواطنين وجرح 9 آخرين و7 من رجال الأمن.

وقال المصدر في تصريح إن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط تلك العناصر المندسة التي قامت بإطلاق النار والقنابل الصوتية مع المضبوطات التي بحوزتهم وتولت اسعاف المصابين ونقلهم إلى المستشفيات.

وأكد أن الأعمال التي ارتكبتها «العناصر الاجرامية» حصلت بعد انتهاء فعاليات المؤتمر وبدء الناس في مغادرة الساحة. واضاف أن السلطة المحلية في عدن شكلت لجنة للتحقيق في الحادث والكشف عن خلفياته وملابساته.

وكانت اجراءات أمنية مشددة اتخذت في عدن عشية التظاهرة، واغلقت وحدات من الأمن والجيش مداخل المدينة بنقاط تفتيش دقيقة لمنع تسرب الأسلحة وأحاطت التظاهرة بسياج أمني كبير.

وأكد شهود لـ «الحياة» أن عدداً من المتظاهرين اقتحموا فندقاً مقابلاً لساحة الهاشمي بعد اطلاق شخص مجهول النار على المتظاهرين من إحدى نوافذه. وقال هؤلاء إنهم شاهدوا عدداً من المتظاهرين يقتحمون محلات تجارية ويقذفون رجال الأمن بالحجارة.

إلى ذلك، أكدت لـ «الحياة» مصادر متطابقة في محافظتي الضالع ولحج أن متظاهرين قطعوا الطريق العام الذي يربط بينهما وبين عدن والعاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى، احتجاجاً على «القمع البوليسي لمؤتمر التصالح والتسامح» في عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى