> «الأيام» شكري حسين:

طبيبة تفحص أحد الأطفال
ورائع أن تأتي الالتفاتة وإن كانت متأخرة تماشياً مع المثل الصيني القائل : (أن تأتي متأخراً خير من أن لا تصل نهائياً) إذ مثل ذلك بالنسبة لمواطنيها بقعة (ضوء) وإن بدت خافتة لكنها كفيلة بالتخفيف من وطأة المرض والمساعدة في علاجه دون اللجوء إلى العيادات الخاصة التي تثقل كاهل المريض وتزيد من أعبائه.
لكن الحلو عادة لا يكمل بحسب المثل الشائع فإن إطلالة المستشفى بعد افتتاحه أواخر عام 2006م كانت كالمولود القاصر أو المشوه الفاقد للكثير من أمور الحياة وبدت فرحة الافتتاح مخنوقة بانتظار الحلول العاجلة .. فهو وعلى الرغم من تعدد الأقسام فيه إلا إن أكثرها ظل حتى اللحظة أسير الجدران المغلقة ولم تر معظمها النور لأسباب عديدة أولها وليس آخرها افتقاره للكادر الطبي المؤهل وتجهيز أقسامه بالمعدات الطبية اللازمة وقبل هذا وذاك ضعف إمدادات التيار الكهربائي التي شكلت إلى جانب ما ذكر سابقاً عائقاً كبيراً حال دون قيام المستشفى بما هو مأمول منه .
العمل في ظروف صعبة
ما تقدم بعاليه لم يمنع الطاقم الطبي العامل فيه خلال ما مر من شهور من القيام ببعض الخدمات الطبية للمرضى الواصلين إليه وفي حدود الإمكانيات المتاحة رغم كثر المنغصات .
يقول الأخ رضوان عبدالله عمر شيخ مدير المستشفى:«نحن في المستشفى نعاني مشاكل جمة حيث إن النقص في الكادر الطبي والتمريضي كبير إلى جانب نقص الأدوية الضرورية والمعدات الطبية اللازمة مثل جهاز الأشعة وجهاز الترا ساوندUltra Sound وجهاز تخطيط القلب وعدم جاهزية غرفة العمليات .
وإذا ما نظرنا إلى الأقسام الأخرى كقسم الجراحة والطوارئ والإنعاش والعيادات الخارجية والأسنان فإنها هي الأخرى تعاني نقصاً من الطاقم الفني والتمريضي.. وكلها أمور حالت في تصوري الشخصي دون تأدية المستشفى للكثير من المهام ولم يكن عند مستوى الآمال المعقودة عليه عند افتتاحه. وتبقى مشكلة ضعف التيار الكهربائي هي أم المشاكل والحاجة إليه لا تتطلب مزيداً من الفلسفة إذ لا يستقيم الظل والعود أعوج ، وبسببه تعطلت الكثير من الأعمال داخل المستشفى ولك أن تتخيل كيف تكون هناك أشعة أوعمليات جراحية والضعف في التيار الكربائي لايزال قائماً، وإجمالا نحن نعمل في ظروف صعبة جداً لكننا نصارع طواحين المنغصات بهمة عالية على أمل أن نجد في المستقبل القريب من يشد من أزرنا ويقوي ساعدنا وبطبيعة الحال متفائلون بانقشاع سحب المعوقات خصوصاً بعد زيارة وزير الصحة للمستشفى مؤخرا ثم زيارة الأخ المحافظ محمد صالح شملان الذي يلمس الجميع هنا في أبين جهوده الجبارة في أكثر من اتجاه ولا ننسى أيضا الأخ الوكيل محمد حسن الدهبلي الذي رافق البعثة الكوبية عند زيارتها وتدشين عملها إلى جانب الحرص الكبير الذي يبديه د. سالم ناصر جابر مدير مكتب الصحة بالمحافظة في سبيل الارتقاء بعمل المستشفى ، وكل ما تقدم يمنحنا وطاقم العمل المزيد من الدفء والشعور بمستقبل أفضل وبما يمكننا من تلبية حاجيات الناس في التداوي».

أحد المرضى في القسم الباطني (رجال)
طموحات وآمال
يقول الأخ رضوان شيخ:«طموحنا بطبيعة الحال لا يتوقف عند حد ما سلف ذكره ولكننا نأمل أن يقوم المستشفى بكامل التزاماته تجاه المرضى وينال ثقتهم سواء من الناحية العلاجية أو الإسعافية ولن يتأتى ذلك إلى بتذليل كافة العقبات المشار إليها سلفاً وتوفير المعدات الطبية اللازمة ورفد المستشفى بالكادر الطبي والتمريضي المؤهل حتى يصبح في جهوزية تامة لاستقبال أي حالة ونحن على ثقة أن الأخ المحافظ ومدير الصحة بالمحافظة لا يألوان جهداً في سبيل تجهيز ودعم المستشفى بما يحتاجه في المرحلة القادمة انطلاقاً من أهمية وجوده في زنجبار لعاصمة أولاً إلى جانب ما سيقدمه للسكان فيها من خدمات ثانياً» .
إشارات عابرة
- خلال تجولنا في أقسام المستشفى بدت الحاجة إلى تقوية الخط الكهربائي ملحة جداً فالضعف كان واضحاً وقد قيل لا يستقيم الظل والعود أعوج.
- المستشفى في حاجة ماسة إلى تزويد أقسامه المختلفة بما تحتاجه من معدات ولوزام طبية وضخ مفاصله بإكسير جديد للحياة فهل يسارع مكتب الصحة إلى ذلك؟

قسم الولادة الذي تم تشغيله مؤخراً
-كما إن الحاجة لسيارة إسعاف ضرورية في المستشفى فإن واجهته بحاجة ماسة إلى سفلتهها فغبار الأتربة يتطاير إلى داخل الغرف والأقسام فيه .
-طاقم العمل ممثلا بالمدير وباقي العاملين يبذلون جهوداً جبارة وطيبة ويصارعون في أكثر من اتجاه ولم تنل من عزيمتهم كثرة المنعضفات والوقوف إلى جانبهم والشد من أزرهم ضروة حتمية ينبغي المسارعة فيها والأمر لا يحتاح إلى مزيد من التلكؤ.