للصحة أوجه عديدة ..البلاستيك مرض يتغلغل فينا دون أن نعلم أو نشعر به

> فردوس العلمي:

>
وجود بيئة صحية من الشروط الأساسية لكل مجتمع ، فالبيئة ترتبط بشكل مباشر بصحة الإنسان ، فعندما تكون هناك بئيه نظيفة صحية بالتأكيد يكون لها تأثير جيد على الإنسان فمهما غلى كل شيء وارتفع سعره، يمكن أن يشترى بالمال، إلا صحة الإنسان لا تشترى بالمال .

اليوم نسلط الضوء على بعض المواضيع المتعلقة بصحة البيئة والتي تؤثر سلباً في صحة الإنسان ، أولى هذا المواضيع مادة البلاستيك ، فهذه المادة لها الكثير من التأثيرات السيئة على صحة البيئة وصحة المواطن، هذا المواطن الذي يسعى بكل جهد للحفاظ على صحته فكل منا يحاول أن يحافظ على صحته ومع هذا ، ساعات نؤذي أنفسنا دون أن نعلم ، وربما تصبح أذيتنا لأنفسنا روتيناً عاداً ، نمارسه كل يوم بتلذذ ، دون أن نشعر بأضراره تلك إلا بعد فوات الأوان ، و بعد أن تستوطن الأمراض فينا ، وتجد لها مكاناً في أجسادنا نحاول أن نبتعد عنها ، ولكن دون جدوى و على رأي زميلي «الحياة مليئة بالمتناقضات... ومليئة بالمتضادات أيضاً.. كما هي مليئة أيضاً بالبشر التي ترى ولا تفكر... تقرأ ولا تستفيد.. تعلم ولا تطبق.. من هذا المنطلق نجد أن كثيراً من البشر يريدون الحفاظ على صحتهم.. ويسعون لذلك... ولكن البعض ربما يعمل العكس دون أن يعلم» وقد صدق في ذلك .

فاستعمال قناني المياه البلاستيكية لمرات عديدة فيه مخاطر كثيرة.. فمعظم تلك المواد البلاستيكية التي صُنعت منها تلك القناني خُصصت للاستهلاك أو الاستعمال القصير فقط أو بالأحرى للاستعمال لمرة واحدة فقط أو لمدة لا تتعدى الأيام أو لأسبوع واحد فقط وبعدها يجب أن تُرمى أو تُعاد إلى المعامل التي صنعتها ، لكي تُكرر مرةً أخرى.

ففي حالة تعرض تلك القناني للحرارة أو الغسل والاستعمال المُتكرر ، فإن الحبيبات الكيماوية التي تكون موجودة في الجدران الداخلية لتلك القناني، سوف تتفسخ وتتحلل وتذوب من الجدران الداخلية للقنينة البلاستيكية ومن ثُمَ تختلط بالسائل الذي نتناوله أو الطعام ، وهذا بحد ذاته خطر كبير على صحتنا، مما يؤدي في معظم الحالات إلى نشوء أمراض خبيثة ومن ثم الموت.

من المعروف أن هذه القناني صُنعت من المواد البلاستيكية الكيمياوية والرخيصة لتخفيض الكلفة، والمواد الأولية التي تدخل في صناعة تلك القناني البلاستيكية المواد الكيمياوية القابلة للتحليل إذا ما تعرضت لحرارة الشمس أو للحرارة بصورة عامة.. وإن من ضمن المواد التي تصنع منه مادة تُسمى (البوليثلين تَرفثاليت)ومختصرها بَت PET ... Polyethylene Terephthalate or وتدخل على شكل حبيبات كيمياوية لا ترى بالعين المجردة تسبب هذه المادة السرطان . إضافة إلى مادة اسمها (دايثيل هيدروكسيلامين) أو المختصر دَها( Deithylhydroxylamine or= DEHA تُسبب الموت، تلك أضرار نجدها في القناني البلاستيكية الجديدة والمصنعة فماذا تحمل لنا من أمراض إضافية إذا كان مصدرها الفنادق أو برميل القمامة, والتي ربما تحتوى على مواد أخطر من البلاستيك مثل بصاق التمبل والقات و بول البشر وبعض المواد الكيماوية الأخرى؟

ففي هذا التحقيق نتعرف على طبيعة البلاستيك والمواد المصنوعة منها القناني وما هي أضراره؟ فالبلاستيك هو مادة يتم صنعها من خلال عمليات معتمدة بأساسها على النفط الذي يعتبر المادة الأولية في صناعتها كما يمكن إنتاجها باستخدام الغاز الطبيعي والفحم كمادة أولية ويشكل البلاستيك ما نسبته (%4) أربعة في المئة من منتجات النفط ، ينتج البلاستيك من مركبات عضوية مكلورة وغير مكلورة ذات أوزان جزيئية كبيرة جداً، تتكون جزيئاتها من سلاسل طويلة من مركب واحد في صورة متكررة ترتبط فيما بينها بروابط كيميائية تحت ضغط وحرارة عالية لتكون ما يسمى بالبوليمرات، وأشهر هذه البوليمرات هي (البولي فينيل كلوريد) ويضاف لعجينة المواد البلاستيكية مواد تمثل من 40 إلى %60 من العجينة الكلية، وهي عبارة عن مواد مثبتة ومستحلبات ومضادات للأكسدة، وهي التي تكسب البلاستيك الخام الليونة وطول العمر ومقاومة الأكسدة ومنع تكوين شحنات كهربية عليه، وغيرها من الخواص المرغوبة. ويوجد أكثر من (50) نوعاً من البلاستيكات. ويكمن خطر المواد البلاستيكية في كونها مواد مقاومة للتحطم الميكروبي، وبخاصة الأنواع المتكونة من بوليمر مكلور، كما إن حرق هذه المواد ينتج عنه حامض قوي جداً هو حامض الهيدروكلوريك، وكذلك مركبات شديدة السمية. وأكثر هذه المواد الناتجة من الحرق مسببة للسرطان.

كانت جولتي في كفتيريات ومواقع بيع الليمون والعصائر التي يتم تحضيرها بصورة سريعة ومقززة فبعض تلك الأماكن تفتقر إلى النظافة وحولها الذباب منتشر فبرميل النفايات التي ترمى به بقايا قشر الليمون يفيض بما به إلى خارج البرميل وهناك البعض يرمي قشر الليمون فوق الحوض وبعد انتهاء العمل يقوم بغسل الحوض رغم هذا ، يتوفد عليها الكثير من البشر على مختلف فئاتهم وطبقاتهم وربما يقف الناس طوابير طويلة لشراء العصائر خاصة الليمون وتزداد الزحمة في الشهر الفضيل وفي فصل الصيف. فماذا يقول البائعون في هذه المحلات وماذا يقول الشاربون منها ومن يبعون تلك القناني ؟

> خالد مثنى حسين مواطن يؤكد «من الأخطاء الكبيرة أن نستخدم هذه القناني خاصة وأنها مستعملة وربما يستخرجونها من برميل القمامة أو تكون مرمية بشوارع وتحتوى هذه القناني على بصاق التنبل أو القات وأحياناً كثيرة تحتوى على بول يقوم بعض المواطنين بجمعها وغسلها بالماء والصابون وبيعها لاستخدامها مرة أخرى».

> هل تشتري الليم أو أي عصائر من هذه المشارب والكفتيريات ؟

يقول:«للأسف بعض الأحيان نضطر أن نلجأ لها لشراء عصير سفري» وينصح الأخ خالد بأن لا يشتري المواطن بهذه القناني ومن الأفضل أن يأخذها بكأسات سفري معقمة وينصح الذين يبعون في هذه المحلات أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يحاولوا استغلال أشياء أخرى لبيع العصائر دون اللجوء إلى هذه القناني التي ربما تستخرج من القمامة وينصحهم بأن يوفروا تلك الكأسات السفري أو حتى الأكياس الحرارية وأن يبتعدوا عن القناني البلاستيكة أو حتى الزجاجية فهي غير نظيفة وعلى الحكومة أن تعمل رقابة على المطاعم والمشارب التي تلجأ إلى البيع بهذه القناني .

> رجاء أحمد تقول :«رغم علمنا بأضرارها لكن مع هذا نشتريها فساعات تجبرنا الظروف على الشراء بهذه القناني فلا يوجد البديل خاصة في رمضان عندما يداهمنا الوقت ونحن نتبضع في نهار رمضان هروبا من زحمة الليل فيداهمنا الوقت ونضطر أن نشتري الليمون أو عصير منجا سفري للإفطار».

> لبنى عزيز أم فتحي تحدثت معي بقلق عندما أخبرتها بأن البعض يأخذ القناني من برميل القمامة،تقول: «والله ماذا نعمل خليها على الله لم أعتقد أن من يبعون بهذه القناني قذرين ولا يخافون الله فهم بالأول والأخير ما يهمهم إلا أن يكسبوا ويبيعوا ما لديهم حتى لو كان هذه القناني تحمل الكثير من الأمراض». وتؤكد أن أسعار الليم تختلف من محل إلى آخر فالكفتيريات تبيع الكأس الواحدة من الليمون بثلاثين ريالا بينما يبعها أصحاب محلات بيع عصير الليمون بعشرين ريالا رغم أن أحجام الكأسات تغيرت وصغر حجمها ولكن ارتفع ثمنها .

> الشاب نوار أحمد شاب في مقتبل العمر كان يجلس بقرب محل بيع الليمون ولمعرفة رأيه عن استخذام القناني، أكد لنا أن القناني المستخدمة في هذا المحل نظيفة و حسب قوله متأكد من نظافتها فهو مقتنع بصاحب المحل فهو صديقه ويعرف كيف يبيع للناس ويتعامل معهم فكما يقول نوار يقوم صاحب المحل بغسلها مرة أخرى باستخذام المواد المنظفة قبل أن يستخدمها من جديد ويسكب الليمون فيها .

ورغم كل هذا الشاب نوار لا يفضل شراء الليمون من السوق ويفضل أن يعمل عصر الليمون في البيت .

وعندما سألته لماذا لا تشتري من هذه المحلات ؟ أجاب: لضمان النظافة فالبيت أنظف وأحسن من حق السوق .

غداً نرصد لكم آراء أصحاب الكافتيريات ومحلات بيع العصائر ومن يبيعون القناني البلاستيكة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى