إيتو.. ملك متوج على عرش الأسود التي لا تقهر

> «الأيام الرياضي» متابعات:

>
لم يكن غريبا أن يصف الألماني بيرند شوستر المدير الفني لفريق ريال مدريد الأسباني اللاعب الكاميروني صامويل إيتو مهاجم منافسه العنيد برشلونة بأنه «ملك الكاميرون» لأن إيتو بالفعل هو اللاعب الأبرز والأهم في صفوف الأسود التي لا تقهر منذ سنوات .. ولا يختلف إثنان على أن إيتو من بين أبرز النجوم الموهوبين الذين أنجبتهم القارة السمراء على مدار التاريخ وأنه الوحيد الذي لا يزال قادرا على انتزاع جائزة أفضل لاعب في العالم الذي أبعدته عنه الاصابات التي أفسدت عليه الموسمين الماضي والحالي.

وأعرب شوستر عن دهشته من استثناء إيتو من اللحاق مبكرا بمعسكر منتخب بلاده قبل كأس الأمم الأفريقية 2008 بغانا رغم أنه أهم لاعبي المنتخب الكاميروني.

وقال المدرب في تصريحات نقلتها صحيفة «ماركا» الأسبانية قبل أيام:«إيتو مهم في بلاده أكثر من أي أفريقي آخر يلعب في الدوري الأسباني فهو ملك الكاميرون. وربما يكون له سلطة لقربه من الرئيس الكاميروني الذي يتحكم في المنتخب أكثر من المدرب».

الجدير بالذكر أن البطولة الأفريقية القادمة تمثل تحديا خاصا لإيتو فهي بالنسبة له حياة أو موت ولذلك سيخوضها بشعار «أكون أو لا أكون».

وليس غريبا أن تكون هذه البطولة مصيرية للنجم الكاميروني المتألق فرغم تربعه على عرش قائمة هدافي بطولة كأس الامم الافريقية الخامسة والعشرين لكرة القدم 2006 بمصر بددت ضربة جزاء طائشة سددها هذا النجم أحلام الاسود في استمرار مسيرة الفريق في البطولة.

وتحول الاسطورة إيتو بسبب هذه الضربة إلى متهم وألقت الضربة بظلالها على أهدافه الخمسة التي أحرزها في البطولة حتى خرج مع فريقه الكاميروني صفر اليدين.

وعندما وضع البرتغالي آرتور جورج المدير الفني للمنتخب الكاميروني آنذاك نجمه إيتو على رأس قائمة اللاعبين الذين سيسددون ضربات الجزاء في مباراة الفريق أمام كوت ديفوار في دور الثمانية ليبدأ بنجم كبير له خبرة ويتسم بهدوء الاعصاب لم يكن يعرف أن إيتو سيكون الطريق إلى وداع البطولة بالهزيمة أمام كوت ديفوار 12/11 بضربات الترجيح بعد انتهاء المباراة بالتعادل 1/1 في الوقتين الاصلي والاضافي.

ولسوء حظ إيتو أن الفرنسي هنري ميشيل المدير الفني للمنتخب الايفواري في ذلك الوقت فكر بنفس الطريقة فوضع نجمه الاول ديديه دروجبا على رأس اللاعبين المكلفين بتسديد ضربات الترجيح ليزيد الضغط على إيتو الذي خاض منافسة خاصة مع دروجبا في هذه المباراة.

وفجأة وبضربة جزاء طائشة تحول النجم الكاميروني الفائز بلقب أفضل لاعب أفريقي أعوام 2003 و2004 و2005 من «بطل قومي» إلى «متهم» أو كما يقال بالإنجليزية:«فروم هيرو تو زيرو» .. أي (من بطل إلى لا شيء).

ونجح إيتو في ترك بصمة حقيقية في البطولة الماضية حيث سجل ثلاثة أهداف في مرمى الفريق الانجولي ثم أتبعها بهدف عالمي في شباك توجو والفريقان كانا اثنين من ممثلي أفريقيا الخمسة في كأس العالم 2006 بألمانيا.

وأحرز هدفا آخر لفريقه في مرمى الكونغو الديمقراطية في ثالث مباريات الدور الاول ليرتفع رصيده في البطولة إلى خمسة أهداف على قمة هدافي البطولة.

لكن جماهير الكاميرون لن تنسى لإيتو أنه كان السبب في خروج فريقها من هذه البطولة التي كان الفريق أقوى المرشحين للفوز بلقبها.

وربما تحفل صفوف المنتخب الكاميروني بالعديد من النجوم أصحاب الاسماء البارزة في عالم الاحتراف وفي أكبر الاندية الاوروبية ولكن صامويل إيتو هداف برشلونة الاسباني يظل أبرزهم جميعا.

وأعاد إيتو الحياة للأسود قبل بداية البطولة الماضية عندما أكد مشاركته في البطولة الافريقية حيث كانت تعتمد عليه الجماهير الكاميرونية لإعادة الهيبة الافريقية إلى «الأسود التي لا تقهر» بعد أن أثبت وجوده بالدوري الاسباني.

وتكرر الوضع قبل البطولة القادمة في غانا حيث أصر إيتو العائد لصفوف برشلونة مؤخرا بعد فترة غياب طويلة بسبب الاصابة على المشاركة مع منتخب بلاده في كأس أفريقيا.

ونجح النجم المتألق إيتو على مدار السنوات الماضية في تعويض المنتخب الكاميروني عن نجومه السابقين أمثال الثعلب الماكر روجيه ميلا والمهاجم العملاق باتريك مبوما.

بل إن إيتو خرج من عباءة هؤلاء النجوم إلى سماء العالمية وأصبح الأقرب إلى تكرار إنجاز الليبيري جورج ويا النجم الافريقي الوحيد الذي نجح في الحصول على لقب أفضل لاعب في أوروبا وفي العالم.

ويؤكد الجميع أن إيتو ليس مجرد هداف عادي وإنما هو قناص من نوع فريد يجيد التعامل مع المدافعين ويدوخ حراس المرمى بفضل تسديداته القاتلة التي يطلقها من كل زاوية ومن كل مسافة.

ولكن فشله في تسجيل ضربة الجزاء في البطولة الماضية سيدفعه لبذل مزيد من الجهد من أجل مصالحة الجماهير.

تجدر الاشارة إلى أن بداية إيتو للظهور بقوة كانت مع المنتخب الكاميروني وليس النادي حيث شارك لاول مرة في مباراة دولية مع منتخب الاسود أمام نظيره الكوستاريكي في التاسع من مارس 1997 قبل يوم واحد من احتفاله بعيد ميلاده السادس عشر.. ولم يلبث ايتو أن انتقل لحياة الاحتراف الاوروبي بالانضمام إلى ريال مدريد بعد أن لاحظ النادي الاسباني تألقه ولكن نظرا لصغر سنه وعدم وجود مكان له بين نجوم ريال مدريد في ذلك الوقت أعاره ريال مدريد إلى إحدى فرق دوري الدرجة الثانية بأسبانيا لاكتساب الخبرة وحساسية المباريات وكذلك التأقلم بشكل تدريجي على حياة المحترفين في أسبانيا.

وكتب إيتو سطرا جديدا مع التألق عندما شارك مع المنتخب الكاميروني في نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا ولكنه شارك كلاعب بديل في مباراة الفريق أمام إيطاليا في الدور الاول من البطولة ولم يستطع إنقاذ الفريق من الخروج المبكر.

واستعاد ريال مدريد اللاعب عقب نهاية كأس العالم مباشرة ولكنه لعب مباراة واحدة فقط في الدوري الاسباني قبل أن يعيد إعارته لفترة قصيرة إلى فريق اسبانيول الاسباني واستعاده مرة أخرى ليخوض مع الفريق ثلاث مباريات مع ريال مدريد في بطولة دوري أبطال أوروبا عام 2000 حيث أحرز معه اللقب.

وكانت هذه البطولة ثاني بطولة كبيرة يفوز بها في عام 2000 حيث توج مع المنتخب الكاميروني بلقب كأس الامم الافريقية عام 2000 في نيجيريا وغانا وترك إيتو بصمته في البطولة بتسجيل أول أهدافه الدولية وكان في المباراة النهائية أمام نيجيريا وانتهت المباراة بالتعادل 2/2 ثم حسمت الكاميرون اللقب بضربات الترجيح 3/4 .

ولكن ذلك لم يشفع لإيتو عند ناديه الاسباني حيث أعاره ريال مدريد مجددا إلى فريق ريال مايوركا الذي تعاقد معه بعد ذلك بشكل نهائي مع وجود شرط في العقد يمنح لريال مدريد الحق في نصف مقابل انتقال اللاعب إلى أي ناد آخر.

وكانت هذه التنقلات العديدة وعدم الاستقرار في مسيرة اللاعب كفيلة بتدمير مستواه ولكن عزيمته كانت أقوى من كل ذلك ونجح في سبتمبر 2000 في الحصول مع المنتخب الاولمبي الكاميروني على ذهبية كرة القدم في دورة الالعاب الاولمبية بسيدني بالتغلب على الماتادور الاسباني بضربات الجزاء الترجيحية في المباراة النهائية.

كما قاد إيتو منتخب الكاميرون للاحتفاظ بلقب كأس الامم الافريقية في مالي عام 2002 بعد الفوز على السنغال بضربات الجزاء الترجيحية أيضا في المباراة النهائية وشارك مع الفريق في كأس العالم باليابان وكوريا الجنوبية عام 2002 ولكن الفريق فشل في اجتياز الدور الاول.

وتألق إيتو مع فريق ريال مايوركا بشكل ملفت للنظر أيضا وسجل هدفين ليقود الفريق إلى لقب كأس ملك أسبانيا بعد الفوز على ريكرياتيفو هويلفا 3/صفر في النهائي ولعب أيضا في المباراة النهائية لبطولة كأس القارات التي خسرتها الكاميرون أمام فرنسا في باريس.

ومع التألق الواضح لإيتو مع ريال مايوركا وفوزه بلقب أفضل لاعب أفريقي بدأ برشلونة في السعي للتعاقد معه مثل العديد من الاندية الاوروبية الكبيرة خاصة وأن ريال مدريد لم يكن يمتلك أي مكان شاغر في صفوفه للاعبين الاجانب.

واضطر فريقا ريال مدريد وريال مايوركا لبيع إيتو في أغسطس 2004 لبرشلونة بعقد يمتد أربعة أعوام مقابل 24 مليون يورو حصل فريق نادي ريال مدريد على نصفها ولكنه خسر لاعبا بارزا كان بإمكانه انتشال الفريق الملكي من كبوته الحالية.

ومن المنتظر أن تكون البطولة الافريقية المقبلةمن المحطات التي لا يمكن أن تمحى من ذاكرة إيتو.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى