ديوان «من جعبة الفراشة» لعبدالرحمن فخري ..نعتوه في سبعينات القرن الماضي بـ «مايكوفسكي اليمن»

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> «الشعر طريق صعب، وعذاب مستديم، وكذلك الفنون الأخرى، ولذلك لا أغبط مثل هؤلاء ولا أغبط غيرهم. هناك من يقول مثلا: من التعاسة أن يكون المرء شاعراً ولست أدري إن كان من السعادة أيضاً أن يكون المرء شاعراً على الأقل الشاعر يمتلك ما يقوله أمام الفاجعة» هكذا يحدد شوقي بزيع الشاعر اللبناني الخطوط الكونتورية لعالم الشعر والشعراء،لأن يزيع يرى أن الشاعر يحتوي انكساره العام أو الخاص لأنه يرى في الكتابة «نوعاً من المنقذ والعزاء» (راجع الحوار الذي أجراه معه خالد عواد الأحمر ونشرته مجلة «الكويت»- يناير، 1996م).

في عالم الشعر هذا، وجدت نفسي أمام محل عصي عندما أهداني أستاذي عبدالرحمن فخري ديوانه الثالث «من جعبة الفراشة»، ومثل الإهداء تحدياً لي والذي جاء نصاً هكذا:

الأستاذ نجيب يابلي

لقد كنت تلميذاً (نجيباً)

وأصبحت معلماً (أنجب) للقراء

مع تقديري

عبدالرحمن فخري

29/11 / 2007م

صدرت لأستاذنا الفخري مجموعتان شعريتان: الأولى «نقوش على حجر العصر» منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق 1978م. والثانية «من الأغاني ما أحزن الأصفهاني» وقد صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2000م، أما الثالثة فهي التي نعرضها في هذا التناول. أفاد الدكتور عبدالعزيز المقالح في سياق موضوعه الموسوم «الشاعر عبدالرحمن فخري في مجموعته الشعرية: من الأغاني ما أحزن الأصفهاني» (فصلية مركز الدراسات والبحوث اليمني - أكتوبر/ديسمبر، 2006م) بأن «الشاعر عبدالرحمن فخري واحد من هؤلاء المجددين الذين كتبوا شعرهم أو معظمه بمنأى عن الالتزام ببحور الخليل بن أحمد - شهادة حق فقد كان في طليعة رواد قصيدة النثر في اليمن - ولا يخفي عدد من الشعراء الشبان أو الذين كانوا شباناً أنهم تأثروا به وحاولوا في بداية أمرهم محاكاة طريقته في الكتابة الشعرية ليس على مستوى التمرد ضد الأوزان فحسب، وإنما في بناء الجملة الشعرية المكتنزة بقدر من الغموض، وفي اجتراح المغامرة المؤدية إلى ابتداع نوع من المعنى المثير للجدل، ولن ينسى تيار الشعر الجديد في اليمن دور الشاعر عبدالرحمن فخري في الدفاع عن هذا الاختيار ومقاومة أنصار المحافظة الأدبية بعامة والشعرية بخاصة ».

من قصائد الديوان الثاني أو (المجموعة الشعرية الثانية) التي عزف بها أستاذنا الفخري على أوتار الرمزية كانت قصيدة «نخب على شرف القردعي» التي أعادت نشرها «آفاق» (مجلة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بحضرموت - خريف/ شتاء 2005م ورئيس تحريرها المبدع والباحث الأكاديمي الجسور الدكتور سعيد سالم الجريري).

مكونات المجموعة الشعرية الثالثة «من جعبة الفراشة» مقدمة أو «كلمة أولى» لمسكوكة الشاعر وهي مقدمة فلسفية تطرق فيها إلى تناوله الكلمة التي بدأها بسيطة وأنهاها مركبة معقدة ووصف نفسه بالمسافر «الذي تضطرب بين قدميه رحلة العشق والسفر.. ومازلت أحمل عصاي بين الكلمات والمحطات مردداً شعاري الأبدي:

أنتم شعراء بالجملة/ وأنا أستحي من وجه ديوان

(من قصيدة «وتورق الأنا.. ذات يوم»)

في حوارها مع شاعرنا الفخري، قال مراسل مجلة «الحرية» البيروتية (12 ديسمبر 1977م) بأنه بدأ مرحلته الأولى كشاعر بالشعر الرمزي وقيل بأنه مايكوفسكي اليمن من حيث المستقبلية، وقد أفاد شاعرنا الفخري في حوارات مع صحيفة «14 أكتوبر» في منتصف عام 1973م بأنه حاول انتهاج خط وسط بين خليل حاوي وأدوينس وبلند الحيدري ولا غنى للقارئ عن كتاب أستاذنا الفخري «الكلمة والكلمة الأخرى» (إضاءة نقدية على الأدب اليمني المعاصر- 230 صفحة- صدرت طبعته الأولى في بيروت عام 1983م) للإلمام بخلفيات تجربة شاعرنا الفخري.

ضمت مجموعة «من جعبة الفراشة» 26 قصيدة تحت 4 عناوين رئيسة: من الأعمال الأولى، أعمال أخرى، عموديات، من الأعمال الأخيرة. وشملت بين دفتيها 110 صفحات.

«من جعبة الفراشة» جديرة بتناول النقاد وصفوة القراء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى