> أثلج صدور الكثيرين ذلك الموقف الإنساني الرائع الذي أبداه الأخ الفنان خالد محمد السعدي تجاه أستاذه الفنان الراحل يوسف أحمد سالم حين رد له الجميل بأحسن ما يمكن أن يعامل به تلميذ أستاذه، فنقله معه إلى أبوظبي ليقيم معه في بيته، وتابع حالته ورعاه حتى استرد عافيته، ولكن إرادة الله مضت ولا راد لقضائه وهذه هي حال الدنيا، أعمار نمضيها لا زيادة فيها ولا نقصان.

معادن الناس لا تعرف الا في الشدائد وكان معدن السعدي نفيساً وقلما نسمع في هذه الأيام بمثل هذه المواقف التي تعبر عن أصالة أصحابها ونفيس معدنهم.

والسعدي بموقفه هذا لهو خير من يصدق عليه قول العرب «عند الشدائد تعرف الإخوان»، وقديماً قال الشاعر العربي الضرير بشار بن برد:

خير إخوانك الشريك في الضُرّ

وأين الشريك في الضر أينا؟!

الذي إن شهدت سرّك في الحي

وإن غبت كان أذناً وعينا

مثل حرّ الياقوت إن مسّه نار

جلاه البلاء فازداد زينا!