في منتدى الباهيصمي الثقافي بالمنصورة ..الاحتفاء بالذكرى الخامسة لرحيل الفنان الكبير محمد سالم بن شامخ

> «الأيام» مختار مقطري:

> تواكبت الأسبوع الماضي ثلاث مناسبات عزيزة وغالية على قلب كل وفي لليمن ومحب وغيور على تاريخها الثقافي والأدبي والفني، الذكرى الخامسة لرحيل الفنان الكبير محمد سالم بن شامخ، الذكرى الـ 17 لرحيل الشاعر الكبير محمد سعيد جرادة، وأربعينة الراحل العزيز الإعلامي البارز عبدالقادر خضر، مرت الثلاث كمثيلها من هذه المناسبات العزيزة التي يمثل كل منها مشواراً إبداعياً متفرداً أعطى صاحبه ما أمكنه العطاء ومكنته الصحة والمقدرة وسنوات العمر، فأضاف إلى الشعر وإلى الموسيقى والغناء إضافات مضيئة لا تخبو ولا توارى، وكالعادة، لم تتحرك وزارة الثقافة ولا وزارة الإعلام ولا اتحاد الأدباء ولا الفضائية اليمنية ولا القناة الثانية، لا احتفاء ولا تكريماً ولا توثيقاً ولا ندوات ولا صباحيات ولا مسائيات ولا ملفات خاصة في الصحف والمجلات ولا برامج تلفزيونية ولا إذاعية الخ.. وهذا شيء طبيعي في رأيي مادمنا في مرحلة التفرقة الأدبية والتشطير الفني. نعم، ما يحدث شيء طبيعي، فلو تمت جهود كبيرة للنهوض الأدبي والفني وبدأ تنظيم المهرجانات السنوية للمسرح والشعر والأغنية واحتفي بذكرى ميلاد وذكرى رحيل مبدعينا الكبار وتكريمهم والاحتفاء بهم وتكريم من هم على قيد الحياة بالاختيار الموفق والعادل سنوياً، لو أن ذلك حدث ويحدث، وأغفلت أسماء لما شعرت بالأسى وأحسست بالمرارة كما يشعر بها الآلاف من المهتمين والمنتمين للإبداع فلن يكون إغفالهم إلا عن سهو وخطأ في التخطيط سيتم تداركه العام القادم.

وفي هذا الواقع غير المثقف وغير الحضاري، إلا ما تفعله بعض المنتديات في عدن بإمكاناتها المتواضعة، شيء رائع ونموذجي ومتحضر أن يجتهد منتدى (الباهيصمي) الثقافي بالمنصورة للاحتفاء بمعظم هذه المناسبات وتكريم عدد من المبدعين الأحياء. وفي عصر الخميس الماضي 1/24 نظم المنتدى احتفائية بالذكرى الخامسة لرحيل الفنان الكبير محمد سالم بن شامخ بالتنسيق مع منتدى بن شامخ بالمعلا حضره جمع من المثقفين والأدباء والشعراء والفنانين كان بينهم بلا توصيف عبدالرحمن إبراهيم، حسن عبدالحق، عادل عبدالعزيز، جمال مهدي، علي حيمد، أنور خان، جمال شراء، هاني جرادة وقامت إذاعة عدن مشكورة بتسجيل الفعالية لبثها في أحد برامجها.

وفي مفتتح إدارته للفعالية قال الأستاذ أحمد السعيد: «مناسبة كهذه تستحق الوقوف أمامها للوقوف على حياة هذا المبدع الكبير والاستمتاع ببعض مما خلفه لنا من أعمال فنية متجددة وكذا استخلاص الدروس ومتابعة كل أعماله وما نطمح إليه في القريب أن تكون هناك دراسات وبحوث متخصصة لأعماله الفنية». ثم قال الشاعر محمد سالم باهيصمي رئيس المنتدى:«ذكريات نعيشها ألماً بفقدان أعزائنا المبدعين في إطار هذا الاحتفاء الثقافي والفني، بن شامخ الذي ترك لنا تراثاً فنياً لم نفعل شيئاً نحوه فأرجو منكم التوغل في أعماق هذا التراث، الخضر الذي نود أن يكون حيز يناسب عطاءه لأنه لا يقل شأناً عن مبدعينا الكبار الراحلين، الجرادة الذي ترك لنا إبداعاً نعيشه طيلة حياتنا وحياة أجيالنا القادمة ونحن لا نملك إلا أن نتذكرهم خصوصاً وأن الدولة مقصرة في توثيق أعمالهم ونحن نفعل ذلك كي لا تناسهم الأجيال القادمة».

وقرأ الأخ رياض بن شامخ رئيس منتدى (بن شامخ) بالمعلا مادة توثيقية عن حياة ومشوار فن والده الراحل بدأها بالتعريف بجده والد فناننا الكبير الذي كان مشهوراً في المكلا بصوته العذب فيغني ما يقوله الشعراء في جلسات خاصة بالشعر والفن مصطحباً ابنه محمد، ويسافر الجد إلى الحبشة ليستشهد هناك وهو يؤدي واجبه العملي، منتقلا إلى انضمام بن شامخ لفرقة محمد جمعة خان وإعجاب جمعة بصوته فيعده خليفته في الغناء، محطات كثيرة تطرق إليها رياض بن شامخ في حياة والده ومشواره الفني، منها ذكر عدد من الفنانين الذين غنوا من ألحانه، سفرياته الفنية إلى البلاد العربية، أغنياته الوحدوية قبل الاستقلال وأعماله الوطنية الأخرى، وحري بمادته أن تنشر كاملة لما لها من إسهام ثوثيقي.وقال الأستاذ رياض شرايري:«فرصة جميلة أن أتعرف على شاعر وملحن جميل قدم الكثير رغم همومه المعيشية، إلا أنه ظل مثابراً أعطى لغيره وأخذ من مجايليه إلى جانب موهبته الربانية فأجاد في الشعر والتلحين والغناء وانتقلت أعماله من المحلية إلى العربية، فمن حقه علينا وعلى الأجيال القادمة أن نحفظ له هذه المسيرة المعطاءة وتوثيق أعماله كاملة حتى تظل متداولة بين الناس ولا تُنسى».

وكان من أبرز ما قاله الأستاذ صلاح بن جوهر الشق المفيد أننا ننسىدور بن شامخ في تجديد الأغنية في مرحلة الحداثة الفنية التي شهدتها في الستينات مؤكدا ما قاله بذكر عناوين بعض أغنياته التجديدة، وبن جوهر محق في رأيه هذا فنحن إذا تذكرنا التجديد في الأغنية منذ عصرها الذهبي تذكرنا أحمد قاسم والمرشدي وربما أسماء قليلة جداً غيرهما وننسى بن شامخ وفنانين آخرين.

وفي حديثه قال الشاعر حسن عبدالحق: «ينبغي في مثل هذه الفعاليات استخلاص الدروس والعبر من رحلة كل فنان كبير لتعميمها لتستفيد منها الأجيال الجديدة وكذا التنقيب عن مزاياه الذي تميز وتفرد بها عن غيره. بن شامخ أنا كنت أعتبره أستاذي وأستشيره دائما وكانت آراؤه متميزة عن كثير ممن تعاملت معهم، كان لا يتردد في قول أي معلومة أو ملحوظة لأنه لا يجامل ولا يتردد في السؤال عن ما لا يفهمه لأنه كان صادقاً مع نفسه ومع الأخرين وهذا لا نجده عند كثيرين، لأن المجاملة سادت علاقاتنا، وهذا خلل في علاقاتنا ولن تتطور أعمالنا نتيجة ذلك».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى