يسرا الناصر .. عراقية رحلت من بغداد بعد الغزو إلى سوريا ثم استقرت في مصر ..قلت لعدي فنجانك أسود قبل يومين من اغتياله

> «الأيام» عن «الراية»:

>
جلست والخوف بعينيها.. تتأمل فنجاني المقلوب.. قالت : يا ولدي لا تحزن فالحب عليك هو المكتوب.. يا ولدي قد مات شهيداً من مات على دين المحبوب.. فنجانك دنيا مرعبة.. وحياتك أسفار وحروب.. ستحب كثيراً وكثيراً وتموت كثيراً وكثيراً وستعشق كل نساء الأرض وترجع كالملك المغلوب.... هكذا بصرت ونجمت قارئة فنجان العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في رائعة نزار قباني قارئة الفنجان التي تغني بها وعشقها جمهوره على مستوى الوطن العربي.

الراية الأسبوعية التقت بيسرا خالد الناصر مداوية الجراح وصديقة الرؤساء والأميرات وسائر النساء... كما تسمي نفسها والتي تعد قارئة الفنجان الأشهر بالعراق سابقاً وفي مصر حالياً فقد عرفت بقارئة فنجان الرؤساء والأمراء والمشاهير بدول الوطن العربي من الفنانين والشخصيات العامة.

واقتربت من أسرة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وقرأت وبصرت الكثير والكثير في فنجان عدي صدام حسين وشقيقه قصي وكشفت الكثير من التفاصيل بفنجان طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي والعديد من المشاهير.

وفي حوارنا معها حاولنا أن ندنو من أسوار حديقة ذكرياتها ونعرف أسرار تلك الفترة من حياتها بالعراق وقراءاتها لكثير من الرموز وقسمات البشر... فكان الحوار التالي:

> قارئة فنجان نجوم السياسة السابقين بالعراق.. ومداوية جراح الأميرات وعاشقة الفن ومعشوقة الفنانين... من أنت من كل هؤلاء؟ وما هي حكايتك مع أسرار المشاهير؟

- اسمي يسرا خالد الناصر من عائلة معروفة بالعراق درست الطب وإدارة الأعمال والاقتصاد والقانون السياسي وعلم النفس وكذلك التجميل وأنا وحيدة أسرتي ووالدتي هندية الأصل ولم أرها وأنا صغيرة حيث رحلت مبكرا، لكني أجد لدي دائما ميولا نحو كل ما هو هندي ربما للجينات الوراثية عن والدتي وعائلتي الهندية، وقد خرجت حالي كحال كل من خرج من العراق تحت وطأة الاحتلال الأمريكي والتهديد وخوفاً على طفلي صقر رحلت الى سوريا التي تعد من أجمل بلدان الوطن العربي وتحت ضغوط أيضا قررت المجيء الى مصر وأصبحت إقامتي الدائمة بها منذ قرابة عام ونصف العام ولي علاقات وطيدة بأهلها من الشخصيات العامة ومشاهير الفن والكرة والإعلام.

> وماذا عن قراءة الفنجان وكيف اكتشفت بواطنها؟

- منذ الصغر وجدت لدي حساً بمعرفة بعض الأمور والمواقف التي قد تحدث لبعض المحيطين بي سواء من المعارف او الأصدقاء وكان عمري وقتها 4 سنوات، وبعد ذلك كنت أرى أحلاما قد تتحول الى حقيقة وواقع ملموس مما جعل الجميع ينظر الي نظرة مغايرة وكان والدي حريصا على أن يسألني عن رحلته قبل الخروج من المنزل وهو ما جعل الجميع يدركون بأن لدي نوعاً من الشفافية ورغم سنوات عمري المعدودة فيما بعد حيث كنت في الثانية عشرة إلا أنني كنت بخبرة المرأة العجوز تنصح الجميع والكل يطيعها ربما لما تتمتع به من حاسة سادسة، بعد ذلك عرفت الكثير من قارئات الفنجان ومنهن من يعملن في الدجل والاحتيال والسحر والشعوذة وهذه أمور لا يجب الاعتقاد بها، ثم التقيت العديد من علماء النفس ممن أكدوا أنني حالة نادرة الحدوث فلدي استشعار بما يحتاجه الشخص مني وأقرأ الوجوه بعناية فائقة، واعتبر ذلك إلهاما من عند الله سبحانه وتعالى فقد جعلني اخترق القلوب والعقول وأحظى بحب الناس لي في الأساس، وقد كتبت عن المرحلة التي نمر بها حاليا فقلت : إننا في زمن اللاإنسانية، نتنفس الإنسانية في زمن ندرت فيه تلك الإنسانية، ومن خلال الفنجان أجد نفسي أتعرف على بعض الخطوط لكن ما هي؟ لا أدري!

لكن من قابلتهم وقرأت لهم الفنجان أقروا بصحة ما أقول بنسبة كبيرة للغاية.

وكنت أقرأ فنجان عدي صدام حسين رحمه الله فقد كان حريصا على أن أقرأ فنجانه وأخبره بخباياه وكان رجلا غير عادي في رجولته وشهامته وكرمه وعطفه.. رغم أن المدقق بملامحه قد يقول بأنه على قدر كبير من القسوة والغلظة لكن في كثير من الأحيان قد تكون الانطباعات خاطئة، وهذا بسبب الضغوط والمهام التي كانت ملقاة على عاتقه كابن أكبر للرئيس العراقي صدام حسين، وكان حنوناً يحب الجميع رغم كل ما قيل عن تعدد علاقاته!.

وكان مغرماً برحلات الصيد والقنص ولديه اهتمام كبير بتربية الفهود والنمور ويستمد قوة شخصيته من النمور فلديه اعتداد بالذات لا يضاهى.

> وهل قرأت فنجان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين؟

- لا في الحقيقة لم أقرأ فنجانه لكني كنت أقرأ وجهه وأدرك تحولاته فكان ظاهره مغايراً لباطنه وكان سخيا الى درجة الكرم وعطوفاً لأبعد الحدود رغم كل ما تردد عن قسوته لكن مرجع ذلك نظامنا العراقي العشائري فنحن عشائر ولنا قوانيننا العشائرية التي لا بد أن نطبقها فالخيانة أكثر جرماً من السرقة ولكل تصرف مردوده وفق النظام العشائري العراقي وصدام لا ينسى من غدر به ولكل غدار موقف غادر ودون شك أن عصر صدام حسين كان أحسن حالاً مما نعانيه الآن من دمار على أيدي قوات الاحتلال الامريكي وفي ظل حالة الانقسام بين الطوائف العراقية فقد كانت قبضة صدام حسين من حديد وكان وطننا في حالة ازدهار ورخاء انعكس على الأوضاع المعيشية للجميع وكانت لدينا نهضة معرفية واقتصادية وإبداعية وعلمية فملامح الحضارة العراقية انهارت على أيدي من ادعوا بأن في أيديهم الخلاص من قيود صدام إلا أنهم دفعوا بالعراق الى نفق مظلم وفق حرب أمريكية صهيونية بالأساس.

> وهل قرأت فنجان قصي صدام حسين؟

- قرأت فنجانه لكن مرتين على الأكثر وكان يسميني بالدجالة! وكنت أقرأ قسمات وجهه وقد كان (نسونجي) بالدرجة الأولى إلا أنه كان لا يظهر ذلك وكان هادئ الطباع، طيب القلب رقيق المشاعر وكان كوالده يقابل الغدر بالغدر ولم تكن لديه جرأة عدي إلا أنه كان محنكاً وعسكرياً.

> عودة الى فنجان عدي نجل الرئيس صدام حسين.. ماذا تتذكرين من مضامين خطوطه ورموزه؟

- كنت أرى الموت دائماً يلازم كل فنجان أقرأه ل عدي فكان فنجانه يوضح أن حياته ستكون قصيرة لكن لم أخبره في أي مرة بل كنت أكتفي بأن أقول له إن فنجانك أسود! وأنبهه بأن مكروهاً قد يصيبه فلابد أن يكون حذراً وكنت أفاجأ به في بعض الأحيان يزورني فجراً ويطلبني في الصباح الباكر كي أقرأ فنجانه فقد كان يؤكد لي أن كثيرا مما أخبره به صحيح وعلاقتي به كانت وطيدة للغاية لكنه كان كثيراً يعلق ضاحكاً على ما أقوله ويقول لي: لا تقلقي!.

> وهل تنبأت له ذات مرة بحدث خطير؟

- نعم.. معظم تنبؤاتي له كانت صائبة.. ومن بين هذه التنبؤات.. عندما التقيته ذات ليلة وقرأت له الفنجان.. ورأيت ما رأيت.. من علامات تنم عن مخاطر جسام مما جعلني أؤكد له وأقسم أن هناك شيئاً خطيراً سيحدث.. وأقسمت له أيضاً أن العراق سوف تمر بحرب سوف تكون بدايتها هذه الليلة!! وبالفعل بدأت حرب الخليج في نفس الليلة.

> وهل تذكرين متي كان آخر لقاء لك ب عدي صدام حسين ؟!

- التقيته قبل اغتياله بيومين فقط.. وأذكر أنني قرأت له الفنجان.. ووقتها ارتعش جسدي خاصة عندما قلت له إن هذا هو آخر لقاء يجمعني به.. وأنني ربما لن أراه بقية حياتي القادمة.. وأن هناك مكروهاً سوف يصيبه.. لكنه قال لي لا تكملي كلامك.. فأنا أخاف من لسانك.. وظن أنني أداعبه.. لكن للأسف تحقق ما رأيته وتم اغتياله بعد قراءتي لفنجانه بيومين!.

> وهل قرأت فنجان أي من بنات الرئيس صدام حسين؟

- لا لم ألتق بأي منهن وكان والدهن يحرص علي ألا يلتقين سوى بأفراد العائلة وفي بعض الأحيان كنت أقرأ فنجان برزان إبراهيم شقيق صدام وأبناء شقيق صدام.

> ألا ترين أن قراءة الفنجان ترتكز على الوتر النفسي للانسان بالأساس؟

- نعم بالفعل وبالنسبة لي فإنني لا أعتبر نفسي قارئة فنجان لأنني درست علم النفس وما أفعله إنما هو قراءة دواخل الإنسان فإذا شعرت أن لديك مشكله فإنني يمكن أن أعالجك من خلال قراءتي لها والمساعدة في تحليلها وحلها وغايتي ليست التربح بل جلسة مكاشفة وود ومن هذا المنطلق لي صداقات كثيرة وساهمت في حل الكثير من المشكلات المستعصية بين العديد من الأزواج حيث إنه من خلال الفنجان تسرد لي الزوجة مشكلاتها وأساعدها في التغلب عليها حيث تتحول العملية الى حوار نفسي بالأساس ينتج عنه حل جذري وهناك شخصية شهيرة من إحدى الدول العربية جاءتني منهارة وطلبت مني أن أقرأ لها الفنجان وكشفت لها خيانة زوجها وخيانتها هي الأخرى له!.

وسألتها لماذا تقابلين الغدر بالغدر؟!! فصعقت من هول المفاجأة وانخرطت في البكاء ونصحتها بألا تكرر هذا الفعل مرة أخرى وأن تسعي الى إرضاء زوجها والبحث عن السبب الحقيقي لذلك الهجر بينها وبين زوجها ونصحتها بأن تسعى الى الإصلاح والبدء في التغيير الى الأفضل لتكون أفضل النساء بعيون زوجها وبالفعل خرجت من الجلسة مطمئنة ولديها رغبة شديدة في بدء صفحة جديدة مع زوجها.

كما جاءتني سيدة أعمال أخرى عرفت أنها متورطة مع صديق في مبلغ مالي كبير يخص زوجها واعترفت لي بحقيقة ذلك ورغبتها في الانتحار إلا أنني نصحتها وطمأنتها وأعدت لها ثقتها بنفسها بعد الانهيار النفسي الذي كانت عليه وتغلبنا على المشكلة وأوجدنا لها الحل المناسب.

> العلوم التي درستها هل كان لها أثر كبير في تحليل الشخصيات وقراءة الفنجان؟

- بالفعل استفدت منها كثيراً.. فعلم النفس والباراسيكولوجي جعلني أنظر لوجه الإنسان وأفسر تصرفاته بنظرة ثاقبة.. وعلم الفلك جعلني على دراية بكيفية تأثير الأبراج على الحالة المزاجية للانسان.. والطب علمني كيف يشعر الانسان بما حوله وحجم إدراكه وقوة تحمله وإدارة الأعمال وضحت لي سرعة بديهة الانسان والعمليات الحسابية التي لابد أن يقوم بإجرائها.. أما القانون فعلمني أن هناك رادعاً لكل مخالف وهو ما يجعل الخارجين عليه يشعرون بالخوف والإحباط.. وهذا سر العجز عند المخالف والثقة بالنفس عند الإنسان المستقيم.

> لكن فنجانك من يقرأه لك؟

- لا أحد لكني قد أستشف بعض الأمور من خلال الخطوط والرموز التي يتضمنها وغالباً هم أشخاص يتقربون لي ربما لمصلحة ما أو لطلب الزواج مني وربما أستشعر بارتياح تجاه أحدهم وربما أحس بالضجر من آخر وأعرف أن الزواج لن يكون مثمرا مع هذا الشخص.

وحقيقة أنني في كثير من الأحيان أشعر وكأنني شخصيتان تعيشان بروح واحدة وجسد واحد.

> وهل قراءة الفنجان فراسة أم علم؟

- هي علم بالأساس فرغم وجود الرموز والخطوط بالفنجان إلا أنني أقرأ بالأساس دواخل الإنسان وليس الفنجان فإذا ما التقيت معك روحانياً حكيت لك الكثير وإذا لم يحدث.. ربما لا تجدين مني أي شيء وقد تنتهي الجلسة بأسرع وقت.

ولدى الدجالين فإن قراءة الفنجان لا تتجاوز فترة أقصاها خمس دقائق بمقابل مادي فهي تجارتهم بالأساس وأنا لا أتربح من قراءة الفنجان فربما أجلس مع الشخص نتكلم في كل أمور الحياة بالساعات وإبان تلك العملية فإنني أستجمع كل قواي وأتحدث بكل كياني وأعصابي وبتركيز شديد يتطلب مني استحضار حالة معينة قد تكون مجهدة لي في بعض الأحيان لذا لا أقرأ الفنجان في كل الأوقات فهي عملية تتطلب مني أن أكون بحالة معينة وبالمناسبة أنا لا أعتبر نفسي قارئة فنجان بل خبيرة باراسيكولوجي وهذا العلم يمنحني إحساساً كبيراً بدواخل الإنسان أمامي ومن هنا أقرأه بشفافية يعتبرها الآخرون فراسة!.

وصراحتي أكسبتني صداقات أعتد بها ووصلت بي الى علاقات وطيدة بالرؤساء والأمراء وكبار المسؤولين في العراق وهذا مرجعه بالأساس أيضا تمتع الشخص بذكاء اجتماعي يجعله يحتوي الشخصية التي أمامه.

ذكريات عراقية

> لو طرقنا صندوق ذكرياتك.. ماذا سنجد به؟

- ذكرياتي جميلة مع كل البشر وأتذكر من بينها علاقتي الطيبة بأسرة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وكذلك نائبه طه ياسين رمضان فقد قرأت فنجانه بمكتبه الخاص ذات مرة وأخبرته بأن أمامه سفراً لكنه لن يتم ودهش لذلك لكنه اتصل بي في وقت لاحق وأخبرني بصحة ما قلت له، وكانت لي علاقة بالعديد من الشخصيات المهمة مثل علاقتي بالعالم الدكتور علاء الخالدي الذي كان رمزاً من رموز العلم في العراق ورأيته في أعقاب الاحتلال الامريكي للعراق... وأتذكر د. عماد الجبوري صاحب مصرف البركة وزوجته وغيرهما الكثيرين فقد كانت أجواء العراق أشبه بالعصور الزاهية التي نراها في قصص ألف ليلة وليلة.

> وهل يساعدك الباراسيكولوجي على قراءة الوجوه بشكل فعلي؟

- نعم وقد قرأت العديد من وجوه المشاهير والشخصيات العامة والرؤساء والأمراء وقد قرأت وجه الرئيس صدام حسين وكذلك قرأت قسمات وجه الرئيس حسني مبارك فيبدو أسداً قوي الشكيمة وفي طبيعته طيب القلب حنون يلبي طلب أي شخص يقصده دون تردد - وذلك في إطار صلاحياته بالطبع - وحالياً يواجه ضغوطاً كثيرة وكبيرة لكنه لا يبوح بدواخله حتي للمقربين له!.

وهو حقيقة مظلوم وقد مر بأكثر من أزمة نفسية لأنه مهموم بأمور كثيرة ومتشعبة وكان العام الماضي الأفضل بالنسبة له من القادم بكثير على المستوى الشخصي، وهو صاحب حضور كبير وطلة تجعله يستحوذ على قلوب محبيه.

أما عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية فهو شخصية حادة للغاية ويتمتع بقيادية باعتباره سياسياً محنكاً ولديه دبلوماسية عالية، وهو كريم ويجود بالكثير لكن جوده ليس لأي أحد!.

وخطواته محسوبة ويفكر مائة مرة قبل أن يخطوها وقراراته نابعة من ذاته وتفكيره لأنها دائما تكون الصائبة!.

> من الملاحظ أن معظم من تقرأين لهم الفنجان من النساء.. لماذا؟

- هذا صحيح.. ربما لأن النساء أكثر تعلقاً بالفنجان من الرجال.. ولذلك معظمهن روادي.. ففيهن من أفهمها عن طريق نظرة.. وأفهم قصة حياتها بقراءة الفنجان.. وهناك نساء كثيرات شجعتهن على استكمال الطريق المستقيم الذي يسرن فيه.. وهناك من نصحتهن بعدم استكمال طريق الشيطان.. وأشعر وأنا أحلل شخصياتهن أنني طبيبة.. خاصة عندما يسمعن نصائحي ويسرن عليها وكأنها روشتة دواء لشفاء جروحهن.

وما أغرب فنجان قرأته في حياتك؟

- فنجان لأميرة سعودية.. سمعت عني بمجرد وصولها أرض مطار القاهرة.. وطلبت من المقربين أن يسرعوا بترتيب لقاء بيننا وبالفعل التقينا وطلبت مني قراءة فنجانها وكانت تتحدث معي وهي تبكي بحرقة.. وكأن مصائب الدنيا كلها قد حلت عليها في لحظة واحدة.. وقالت لي إنها تريدني أن أقرأ فنجانها.. وأن أعرف سر حزنها وشقائها.. وعندما شربت فنجان القهوة.. كنت مبهورة.. لما رأيت في الفنجان.. فقد كان كل شيء غامضاً وواضحاً في ذات الوقت.. الحنان والقسوة.. السعادة والغضب.. الجنة والنار.. النجاح والفشل.. الغنى والفقر.. كل هذه الأشياء كانت بداخل الأميرة.. تعيش بهدف أحياناً وبدون هدف أحياناً أخرى.. لكن الشيء الوحيد الذي كان جلياً في فنجان الأميرة هو أنها كانت لا تعرف ماذا تريد!.

فجلست معها كثيرا والتقينا أكثر من مرة.. ونصحتها مراراً وتكراراً بتغيير نهج حياتها.. وأظنها فعلت ما نصحتها به فأسلوبي له مفعول السحر لدى النساء خاصة.

>وماذا عن أطرف المواقف التي حدثت لك؟!

- ذات مرة جاءت إليّ صديقة بدوية وكانت تشكو دائماً من زوجها بسبب بخله الشديد، وفكرت ماذا أفعل لها بعد أن فشلت محاولاتي لإقناعها بالتحدث مع زوجها والوصول الى حل وسط يرضي الطرفين، وفي النهاية أمسكت ببعض ثمرات البلح وقرأت عليه بعض آيات القرآن، وبعد يومين فوجئت بصديقتي تطرق بابي.. وتقبلني.. لأن زوجها تغير وأصبح يعطيها كل ما تريد!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى