كينيا لا تزال في انتظار حل سياسي للازمة

> نيروبي «الأيام» لوسي بيتيرمان :

>
تسود مشاعر الترقب أمس السبت الحكومة والمعارضة في كينيا في انتظار بداية اسبوع هامة للمحادثات السياسية التي يمكن ان تؤدي بحسب كوفي انان الى حل سياسي للازمة الكينية خصوصا من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية.

واكد الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان أمس الأول ان المفاوضات "حددت برنامج اصلاحات لحكومة جديدة" لكنه لا يزال يحتاج الى تسوية بين الطرفين بشأن اجراءات تشكيل الحكومة.

وقال انان "لقد اصبحنا عند منتصف الطريق وسيتم تجاوز المرحلة النهائية مهما كانت صعوبتها".

وساد تفاؤل نسبي السبت تعليقات الصحف الكينية. وكتبت صحيفة "ذي ستاندارد" في عنوانها الرئيسي "هناك امل" مضيفة ان انان الذي كلفه الاتحاد الافريقي الوساطة في الازمة، "وعد بالعمل لكي تفضي الوساطة الى اتفاق يساعد البلد على التصالح".

اما صحيفة "نايشن" فعنونت "الحل هو حكومة جديدة بحسب انان". واضافت الصحيفة في عنوان فرعي "الوسيط يؤكد : لن اغادر البلاد قبل التوصل الى حل".

ومنذ بداية وساطة انان في 29 كانون الثاني/يناير لم يتم احراز اي تقدم ملموس بشأن القضية الرئيسية الحساسة والتي تخص تقاسم السلطة بين معسكري الرئيس مواي كيباكي والمعارضة بزعامة رايلا اودينغا.

ومع ذلك فان المعسكرين نجحا في الاتفاق على اقامة لجنة تتولى التحقيق في "كافة اوجه" الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي نظمت في 27 كانون الاول/ديسمبر 2007 ونشر تقرير بهذا الشأن في غضون ثلاثة الى ستة اشهر.

بيد ان الاتفاق على تقاسم السلطة بين المعسكرين لازم للخروج فعلا من المأزق السياسي واطلاق مسيرة اصلاحات اساسية للاستقرار الدائم في كينيا وتشمل هذه الاصلاحات مراجعة دستورية واعادة تشكيل اللجنة الانتخابية ولجنة "الحقيقة والمصالحة" اضافة الى توزيع افضل للثروات.

واندلعت الاضطرابات في كينيا عندما اعلن كيباكي (76 عاما) فوزه في الانتخابات الرئاسية فيما قال زعيم المعارضة اودينغا (63 عاما) انها مزورة. كما وجد مراقبون مستقلون العديد من العيوب في عملية فرز الاصوات.

واوقعت اعمال العنف السياسية القبلية في كينيا اكثر من الف قتيل كما ادت الى نزوح نحو 300 الف شخص وكشفت عن نزاعات قبلية وعقارية عميقة لم تتم تسويتها منذ استقلال كينيا في 1963.

وهذه الازمة هي بين الاسوأ التي تشهدها كينيا التي كانت تعتبر منذ استقلالها بين اكثر دول افريقيا استقرارا حتى نهاية العام الماضي.

واوضح انان ان طرفي الازمة سيجريان مشاورات حتى الاثنين تشمل بالخصوص تشكيل حكومة جديدة وانهما سيعودان الى التفاوض الثلاثاء.

وسيزداد الضغط على الزعماء الكينيين في بداية الاسبوع المقبل مع وصول وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى كينيا لدعم الوساطة.

ودعا الرئيس الاميركي جورج بوش السبت خلال زيارته بنين في مستهل جولة افريقية، الى تقاسم للسلطة في كينيا.

وقال بوش "بشأن زيارة كوندوليزا رايس (الى كينيا الاثنين) سيطلع قادة البلد مباشرة على رسالة الولايات المتحدة التي ترغب بتوقف اعمال العنف وتقاسم السلطة مما سيساعد البلاد على تجاوز صعوباتها".

وغادر بوش بنين أمس السبت قاصدا تنزانيا حيث سيبحث الازمة الكينية مع نظيره التنزاني جاكايا كيكويتي.

وتنزانيا المجاورة لكينيا تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الافريقي. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى